شاشة الناقد: Planet of the Humans

مشهد من الفيلم
مشهد من الفيلم
TT

شاشة الناقد: Planet of the Humans

مشهد من الفيلم
مشهد من الفيلم

Planet of the Humans
إخراج: ‪جف غيبس‬‬‬‬‬‬
تسجيلي | الولايات المتحدة 2020
تقييم الناقد: (جيد)
قبل نهاية الفيلم يعلّق المخرج بصوته على ما ورد داعياً لمحاربة الجشع الذي تمثله الشركات الكبرى حول العالم. يذكر منها ما هو أميركي وما هو بريطاني وروسي يدّعى بعضها أنه حريص على البيئة لكنه لا يمارس أي حرص في الواقع، بل يزيد من حدة المشاكل البيئية التي تمتد جوّاً وبحراً وأرضاً.
هذا فيلم جديد للمخرج السياسي مايكل مور مع اختلاف جوهري هو أن مور، صاحب «باولينغ فور كولمبيا» و«الرأسمالية: قصة حب» و«فهرنهايت 11/9» (ما بين 2002 و2018) يكتفي بدور المنتج المنفذ، تاركاً لشريكه في شركة الإنتاج جف غيبس مهمّة الإخراج. لكن الموضوع يصب في قلب اهتمامات مور السياسية، ولو أن الهدف هنا هو الحديث عن البيئة، تلك التي - وببراهين الفيلم ودلالاته - لها عدو واحد هو الإنسان ذاته.
يبدأ الفيلم بتعريف المخرج عن نفسه ويكمل بالتعليق المستمر لما يشعر به حيال الوضع الخطير الذي تمر به البيئة وقد وصلت إلى طريق موصد: هي إما أن تستمر أو تنتحر. الكلمة ليست للبيئة بالطبع، بل للإنسان الذي لم يتجاوب ما فيه الكفاية مع التحذيرات حول مستقبل الأرض والبيئة انطلقت من خمسينات القرن الماضي وازدادت حدّة خلال العقود الأخيرة. كل ذلك من دون أن تدفع بالمؤثرين والسياسيين وأصحاب القدرات المالية والسياسية والاقتصادية إلى فعل أي شيء حقيقي لحماية الأرض مما هي آيلة إليه.
يتوقف الفيلم عند آل غور نائب الرئيس الأميركي الأسبق الذي كان تولّى مهمّة التحذير من الأخطار المحدقة بالبيئة في فيلمين تسجيليين سابقين. لكن ما يكشفه «كوكب البشر» هو أن غور لم يكن صادقاً في دعواه للعناية بالبيئة، بل حول المؤسسة التي قادها مع شريك له إلى مؤسسة ربحية تقيم وزناً للذهب وليس للبيئة، حدّ قول الفيلم.
لما سبق وسواه أهمية بالغة ومعالجة صادقة ومؤلمة بالفعل. يشاهد المرء الفيلم بيقين حالك. يربط بين ما نعيشه اليوم وبين ما نراه على الشاشة بأسف. لكن حديث غيبس عن الموضوع بصوت لا يحمل أي عاطفة (كتلك التي يظهرها مور في أفلامه) يجعل الفيلم استرسالاً ذا نبرة واحدة تقترب لأن تحد من أهمية الطرح الذي يتولاه.
يغفر المرء هذا الوضع، الذي كان يمكن التغلب عليه باستخدام صوت أكثر حيوية، بما يتابعه من تفاصيل عديدة حول كيف يتم قتل الطبيعة بشتّى الأشكال من قطع الأشجار إلى إشعال الحرائق ومن استنفاد الموارد الطبيعية إلى سوء استخدام الطاقة في شتّى المجالات. في صلب ذلك يتحدّث عن أن البشر زادت عما تستطيع الأرض تحمّله. هنا يوحي الفيلم بأن نشر الأوبئة ودفع الإنسان لاعتناق التكنولوجيا واستخدام اللقاح ما هو الا واحد من السبل لتقليل عدد السكان للانفراد بما تبقى من هذه الأرض.


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق فيلم «الحريفة 2» اعتمد على البطولة الشبابية (الشركة المنتجة)

«الحريفة 2» ينعش إيرادات السينما المصرية في موسم «رأس السنة»

شهدت دور العرض السينمائي في مصر انتعاشة ملحوظة عبر إيرادات فيلم «الحريفة 2... الريمونتادا»، الذي يعرض بالتزامن مع قرب موسم «رأس السنة».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق «صيفي» فيلم سعودي مرشح لجائزة مسابقة مهرجان البحر الأحمر السينمائي للأفلام الطويلة

الفساد والابتزاز في «صيفي»... تحديات تقديم القضايا الحساسة على الشاشة

تعود أحداث فيلم «صيفي» الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الرابعة، إلى فترة أواخر التسعينات.

أسماء الغابري (جدة)

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
TT

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة وإلقاء ما تيسَّر له من تعابير فرحٍ وثناء.

لا يختلف وضع العام الحالي عن الوضع في كل عام، فجميع آمال العاملين في هذه الصّناعة الفنية المبهرة يقفون على أطراف أصابعهم ينتظرون إعلان ترشيحات «الأوسكار» الأولى هذا الشهر. وحال إعلانها سيتراجع الأمل لدى من لا يجد اسمه في قائمة الترشيحات، وترتفع آمال أولئك الذين سترِد أسماؤهم فيها.

يتجلّى هذا الوضع في كل مسابقات «الأوسكار» من دون تمييز، لكنه أكثر تجلّياً في مجال الأفلام الأجنبية التي تتقدّم بها نحو 80 دولة كل سنة، تأمل كل واحدة منها أن يكون فيلمها أحد الأفلام الخمسة التي ستصل إلى الترشيحات النهائية ومنها إلى الفوز.

«ما زلت هنا» لوولتر ساليس (ڤيديو فيلمز)

من المسافة صفر

لا يختلف العام الحالي في شكل التنافس وقيمته بل بأفلامه. لدينا للمناسبة الـ97 من «الأوسكار» 89 دولة، كلّ واحدة منها سبق أن تنافست سابقاً في هذا المضمار. لكن المختلف هو بالطبع الأفلام نفسها. بعض ما شُوهد منها يستحق التقدير، والفرق شاسع بين ما يستحق التقدير وبين ما يستحق الترشيح والوصول إلى التّصفية.

الحلمُ في تحقيق هذه النقلة يسيطر على المخرجين والمنتجين العرب الذين نفّذوا أعمالهم الجديدة خلال هذه السنة وسارعوا لتقديمها.

من بينهم المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي وفّر خلال العام الحالي فيلمين، واحدٌ من إخراجه بعنوان «أحلام عابرة»، والثاني بتوقيع 22 مخرجاً ومخرجة أشرف مشهراوي على جمع أفلامهم في فيلم طويل واحد بعنوان «من المسافة صفر»، وجميعها تتحدّث عن غزة، وما حدث فيها في الأسابيع الأولى لما يُعرف بـ«طوفان الأقصى». بعض تلك الحكايا مؤثرٌ وبعضها الآخر توليفٌ روائي على تسجيلي متوقع، لكنها جميعها تكشف عن مواهب لو قُدِّر لها أن تعيش في حاضنة طبيعية لكان بعضها أنجز ما يستحق عروضاً عالمية.

لا ينحصر الوضع المؤلم في الأحداث الفلسطينية بل نجده في فيلم دانيس تانوفيتش الجديد (My Late Summer) «صيفي المتأخر». يقدم تانوفيتش فيلمه باسم البوسنة والهرسك، كما كان فعل سنة 2002 عندما فاز بـ«الأوسكار» بصفته أفضل فيلم أجنبي عن «الأرض المحايدة» (No Man‪’‬s Land). يفتح الفيلم الجديد صفحات من تاريخ الحرب التي دارت هناك وتأثيرها على شخصية بطلته.

«صيفي الأخير» لدانيس تانوفيتش (بروبيلر فيلمز)

مجازر كمبودية

تختلف المسألة بالنسبة للاشتراك الصّربي المتمثّل في «قنصل روسي» (Russian Consul) للمخرج ميروسلاڤ ليكيتش. في عام 1973 عندما كانت يوغوسلاڤيا ما زالت بلداً واحداً، عاقبت السلطات الشيوعية هناك طبيباً إثر موت مريض كان يعالجه، وأرسلته إلى كوسوڤو حيث وجد نفسه وسط تيارات انفصالية مبكرة ونزاع حول الهوية الفعلية للصرب. حسب الفيلم (الاشتراك الثاني لمخرجه للأوسكار) تنبأت الأحداث حينها بانهيار الاتحاد السوفياتي و«عودة روسيا كروسيا» وفق قول الفيلم.

التاريخ يعود مجدداً في فيلم البرازيلي والتر ساليس المعنون «ما زلت هنا» (I‪’‬m Still Here) وبطلته، أيضاً، ما زالت تحمل آلاماً مبرحة منذ أن اختفى زوجها في سجون الحقبة الدكتاتورية في برازيل السبعينات.

في الإطار نفسه يعود بنا الاشتراك الكمبودي (التمويل بغالبيته فرنسي) «اجتماع مع بُل بوت» (Meeting with Pol Pot) إلى حقبة السبعينات التي شهدت مجازرعلى يد الشيوعيين الحاكمين في البلاد، ذهب ضحيتها ما بين مليون ونصف ومليوني إنسان.

وفي «أمواج» (Waves) للتشيكي ييري مادل، حكاية أخرى عن كيف ترك حكمٌ سابقٌ آثاره على ضحاياه ومن خلفهم. يدور حول دور الإعلام في الكشف عن الحقائق التي تنوي السلطة (في السبعينات كذلك) طمسها.

تبعات الحرب الأهلية في لبنان ليست خافية في فيلم ميرا شعيب «أرزة»، الذي يدور حول أم وابنها يبحثان عن سارق دراجة نارية ويتقمصان، في سبيل ذلك، شخصيات تنتمي إلى الطائفة التي قد تكون مسؤولة عن السرقة. هما سنّيان هنا وشيعيان هناك ومسيحيان أو درزيان في مواقع أخرى وذلك للتأكيد على أن التربة الطائفية ما زالت تنبض حية.

حتى كوريا الجنوبية ما زالت تحوم حول الانقلاب (وهي تعيش اليوم حالة مشابهة) الذي وقع في مثل هذا الشهر من سنة 1979 عندما اغتيل الرئيس بارك على يد رئيس شعبة الدفاع لي تايدو-غوانغ (أُلقي القبض عليه لاحقاً وأُعدم). هذا هو ثالث فيلم شاهده الناقد كاتب هذه الكلمات حول الموضوع نفسه.