سيكون شهر رمضان هذا العام مختلفا، خاصة في الحرمين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، اللذين غابت عنهما قوافل الزوار والمعتمرين منذ أكثر من 5 أسابيع. قرار السعودية بتعليق موسم العمرة، جاء في إطار وقائي حفاظا على الأرواح من جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19».
ونقلت وكالة الأنباء السعودية، أمس، موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على إقامة صلاة التراويح في الحرمين الشريفين وتخفيفها إلى خمس تسليمات وإكمال القرآن الكريم في صلاة التهجد مع استمرار تعليق دخول المصلين، وذلك لمنع انتشار فيروس كورونا.
وقال الدكتور عبد الرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، إن «الهدف من الاختصار والتخفيف تطبيق الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية، مع استمرار إقامة شعيرة القيام وختم القرآن الكريم في جنبات الحرمين الشريفين، وأن الصلاة ستقتصر على المصلين لصلاة العشاء». وأشار إلى أن «الإجراءات والتدابير كافة ستتخذ مع الجهات الأمنية والصحية لضمان صحة وسلامة المصلين»، مبينا أنه «سيتم تخفيف دعاء القنوت وتركيزه على دفع الوباء ورفعه حيث إن الدعاء من أنجع وأرجى الوسائل لكشف البلاء».
بدوره، قال أمين العاصمة المقدسة المهندس محمد القويحص لـ«الشرق الأوسط» إن «القرار تاريخي يهدف إلى حماية المسلمين في جميع بقاع الأرض سواء داخل البلاد أو خارجها، خاصة أن فيروس كورونا المستجد ينتقل بشكل مباشر عن طريق الملامسة والتنفس، وهو ما كان سيحدث لو امتدت العمرة وتحقق ما لم يحمد عقباه».
وأشار القويحص إلى أن «القرار التاريخي بتعليق العمرة بدأنا نجني ثماره التي حفظت الأرواح من كارثة حتمية كان ستحل لو لم يعلق موسم العمرة هذا العام»، مفيداً بأن «الفيروس ينشط وسط المجاميع وينتقل بشكل سريع وواسع والسعودية بقيادتها الرشيدة استطاعت حماية المسلمين وحماية أرواحهم، وقد ثبت فعليا وجود حالات إيجابية في المنطقة المركزية ساعد القرار في وقت مبكر على الحد من انتشارها».
وأبان القويحص أن «أعداد الإصابات لا تقارن بما يجري في دول أخرى والتي تأخرت في تطبيق الإجراءات الاحترازية في الحد من انتشار الفيروس، الأمر الذي نتج عنه تضاعف الأعداد المصابة بشكل تسارعي وهو ما كان سيحدث عندنا لو لم تتخذ السلطات السعودية التدابير اللازمة مبكراً، وكنا سنشاهد الإصابات بمئات الألوف».
من جانبه، قال رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة مروان شعبان لـ«الشرق الأوسط» إن «السعودية ومنذ بداية انتشار كورونا المستجد رفعت شعار حفظ النفس وقدمته على جميع المصالح والاعتبارات الاقتصادية واتخذت من مكانها رائدة للعالم الإسلامي أفضل القرارات التي أثبتت من خلاله أن قيادتها للعالم الإسلامي تحمل في طياتها الخير والسلام والسلامة للمسلمين وللبشرية جمعاء».
وأوضح شعبان أن «السعودية وعبر مراحل مفصلية تاريخية قدمت مصلحة الإنسان على المادة، وسخرت جميع قدراتها البشرية والمالية لخدمة قاطنيها، ولم تفرق ببعدها الإنساني العظيم في العلاج والدواء والعناية بين مواطن ومقيم على أراضيها، بل حتى من لم يمتلك أوراقا ثبوتية رسمية للإقامة، وسعته مكرمتها انطلاقاً من مكانتها الدينية والسياسية والاقتصادية والثقافية».
الوقاية من «كورونا» تفرض حالة خاصة على الحرمين خلال رمضان
الوقاية من «كورونا» تفرض حالة خاصة على الحرمين خلال رمضان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة