السيسي يدخل على خط أزمة مقالات اعتبرت «سقطة» بشأن سيناء

قال إن الإنفاق على مشروعات تنميتها بلغ 600 مليار جنيه

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
TT

السيسي يدخل على خط أزمة مقالات اعتبرت «سقطة» بشأن سيناء

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

دخل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على خط أزمة حادة فجرتها سلسلة مقالات وصفتها مؤسسات رسمية بأنها «سقطة، ومخالفة للدستور»، التي نشرتها صحيفة يومية خاصة عن شبه جزيرة سيناء، وأدت إلى صدور قرارات بعقوبات كبيرة ضد الجريدة والكاتب، والتحقيق مع رئيس تحريرها، فضلاً عن الإحالة للنائب العام في الشق الجنائي للأزمة.
وتطرق الرئيس، خلال افتتاحه، أمس، بعض المشروعات بمنطقة شرق قناة السويس، إلى حالة الجدل بشأن سلسلة المقالات الموقعة باسم «نيوتن» في صحيفة «المصري اليوم» اليومية الخاصة، وهو مؤسسها وأحد كبار المساهمين فيها، رجل الأعمال صلاح دياب؛ وقال السيسي: «كان هناك نقاش خلال الأيام الماضية في مقال من المقالات التي تحدثت عن سيناء، وهناك من طرح أفكاراً، وهذا كلام مُقدر، لكن كنت أتمنى أن يكون من يتصدى للرد على علم بما فعلناه خلال السنوات الست الماضية في سيناء البالغة 60 ألف كيلومتر مربع، فنحن صرفنا أموالاً هائلة».
وكان كاتب المقالات دعا إلى «تعيين حاكم لسيناء بسلطات مستقلة عن البيروقراطية وموازنة الدولة، مع تبعيته للسياسة الخارجية والدفاعية فقط لمصر، بهدف تسريع عملية تنميتها»، وفق طرحه.
ومع تأكيد السيسي، أمس، على ضرورة ألا يلجأ من ردوا على المقالات لتوجيه اتهامات لأصحاب وجهة النظر المغايرة بأن «لهم أهدافاً»، فإنه رد بشكل غير مباشر على ما تضمنته بشأن «تأخر التنمية في سيناء»، وقال إنه يجب أن «تكون المعلومات المستخدمة في هذه المناقشات واضحة ودقيقة، إذ إنه ومع كل احترامي وتقديري للمستثمرين، فهل هناك أحد يستطيع أن ينفذ طرقاً أو أنفاقاً مثل التي يجري تنفيذها بالفعل في شبه جزيرة سيناء والتي تكلفت 600 مليار جنيه (الدولار يساوي 15.7 جنيه مصري تقريباً)؟... رغم أنها بلا عوائد، سوى حماية الأمن القومي للبلاد والذي لا يقدر بمال».
وحقق «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» في مصر (الجهة المسؤولة عن تنظيم وسائل الإعلام في البلاد)، أول من أمس، مع كاتب المقال، وعبد اللطيف المناوي، العضو المنتدب ورئيس تحرير صحيفة «المصري اليوم»؛ على وقع سلسلة المقالات.
وأصدر «الأعلى للإعلام» قرارات عدة بحق الصحيفة، تضمنت إلزامها وموقعها الإلكتروني بإزالة «المحتوى المخالف (المقالات)» من الموقع، وحجب الباب الذي نُشرت وبُثت به المواد المخالفة بالصحيفة والموقع الإلكتروني لمدة ثلاثة أشهر، وإحالة الواقعة إلى النائب العام للتصرف في الشق الجنائي.
كما قرر «الأعلى للإعلام» منع ظهور دياب بجميع الصحف ووسائل الإعلام لمدة شهر، حسب بيان المجلس. ونفذت «المصري اليوم» قرار حذف مقال دياب ليوم أمس (الأربعاء) من موقعها الإلكتروني.
وقبل صدور القرارات العقابية، ذكرت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان «كلمة (المصري اليوم)»، «أنها تعرضت خلال الأسبوعين الماضيين، ومؤسسها صلاح دياب، إلى هجمة إعلامية كاسحة لم تكن لها علاقة بحوار أو جدل صحافي حول قضية من قضايا الوطن، يجوز فيها الاختلاف والتنوع». وأقر دياب في مقال نشره يوم (الجمعة الماضي) بأنه «أدرك أن تعبير (الحاكم) و(الإقليم) لم يكونا تعبيرين مناسبين عما قصدت حتى لو كانت تلك المصطلحات تستخدم في سياقات أخرى».
وتنشر «المصري اليوم» مقالات «نيوتن» منذ 8 سنوات تقريباً، ووصف «الأعلى للإعلام»، السلسلة المتعلقة بسيناء بأنها «تنتهك أحكام الدستور والقانون وتنشر وتبث الضغينة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.