أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بأن رئيس الوزراء بوريس جونسون أخبر زملاء له في الحكومة بأن تخفيفاً مبكراً لإجراءات الإغلاق لمنع انتشار وباء «كوفيد - 19» يمكن أن يؤدي إلى موجة ثانية من تفشي الفيروس الذي حصد حتى الآن أكثر من 16 ألف وفاة و120 ألف إصابة في المملكة المتحدة.
وقال متحدث باسم جونسون للصحافيين أمس إن بريطانيا في حاجة إلى التيقن من أن أي رفع أو تخفيف لإجراءات التباعد الاجتماعي لن يتسبب في موجة ثانية من الوباء. وأضاف المتحدث «مصدر القلق الأكبر هو حدوث موجة ثانية، هذا ما سيُلحق في نهاية المطاف أكبر ضرر بالصحة والاقتصاد». ونقلت عنه «رويترز»: «إذا استأنفنا الحركة بشكل أسرع من اللازم فقد يبدأ الفيروس في الانتشار بشكل متسارع مجدداً. نحتاج إلى التيقن من أنه إذا تحركنا لرفع بعض إجراءات التباعد الاجتماعي فلن يؤدي ذلك إلى عودة انتشار الفيروس بشكل متسارع».
وفي هذا الإطار، أوردت «بي بي سي» أن جونسون ناقش أزمة «كورونا» يوم الجمعة مع نائبه وزير الخارجية دومينيك راب الذي زاره في مقر رئيس الوزراء الصيفي في تشيكيرز (خارج لندن). ويقضي جونسون هناك فترة نقاهة إثر تعافيه من الإصابة بالفيروس التي استدعت إدخاله المستشفى حيث قضى أياماً في العناية المركزة. وتابع تقرير «بي بي سي» أن جونسون أبلغ راب ومسؤولين آخرين، عبر اتصال بتقنية الفيديو، بأن وقف حصول «ذروة ثانية» للوباء أولوية له.
وتقول مصادر حكومية إن المراجعة التي ستجري لإجراءات العزل وتقييد الحركة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة ستؤدي إلى «تعديلات» على الإجراءات المفروضة عوض التخفيف منها في شكل واسع. وقلق الحكومة من حصول ذروة جديدة للوباء لا يتعلق فقط بأعداد الوفيات المتوقعة، بل أيضاً بتأثير ذلك على الاقتصاد إذا تفشى الوباء بين الموظفين ومنعهم من القيام بعملهم.
في غضون ذلك، ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس «كورونا» في مستشفيات إنجلترا إلى 14829 بعد تسجيل 429 حالة وفاة جديدة في أدنى زيادة يومية منذ أسبوعين على الأقل. وقالت هيئة الصحة الوطنية إن 15 متوفياً «تتراوح أعمارهم بين 49 و92 عاماً لم تكن لديهم مشكلات صحية معروفة».
ووجه الأمير فيليب، زوج الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، التحية أمس للعاملين في المجال الطبي الذين يواجهون فيروس «كورونا»، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية. وكتب الأمير فيليب (98 عاماً) في رسالة نشرتها صفحة قصر بكنغهام: «في الوقت الذي نقترب فيه من أسبوع التحصين العالمي، أريد أن أشيد بالعمل الحيوي الذي يقوم به الكثيرون لمواجهة فيروس (كورونا)، من جانب العاملين في مجال الطبي والبحثي في الجامعات والمؤسسات البحثية، يتحدون جميعاً لحمايتنا من فيروس (كوفيد - 19)».
وأضاف «بالنيابة عنا جميعاً الذين يبقون في المنزل آمنين، أريد أن أتقدم بالشكر لكل العاملين الأساسيين، الذين يضمنون استمرار البنية التحتية لحياتنا، من العاملين والمتطوعين الذين يعملون على إنتاج وتوزيع الأغذية، والذين يبقون على استمرار خدمات البريد والتوصيل، الذين يضمنون استمرار جمع القمامة».
وكانت الملكة إليزابيث التي ستتم عامها الـ94 اليوم الثلاثاء، قد غادرت هي والأمير فيليب لندن وتوجها إلى قلعة ويندسور الشهر الماضي «كإجراء احترازي» في ظل تفشي فيروس «كورونا».
إلى ذلك، أظهر مسح شهري أمس أن واحدة من كل ثلاث أسر بريطانية تعاني بالفعل انخفاضاً في الدخل بسبب أزمة «كورونا»، وأن وضعها المالي العام يتدهور بأسرع وتيرة في عشر سنوات، بحسب «رويترز». وأظهرت بيانات أولية رسمية الأسبوع الماضي أن واحدة من كل أربع شركات توقفت عن العمل مؤقتاً منذ بدء إجراءات مكافحة انتشار «كورونا» في 23 مارس (آذار)، وأن الشركات الأخرى منحت في المتوسط خُمس موظفيها إجازات مؤقتة.
وتقول الحكومة البريطانية إنها ستدفع 80 في المائة من أجور الموظفين المسرحين بشكل مؤقت بسبب الفيروس حتى نهاية يونيو (حزيران) على الأقل، وإنها ستساعد أيضاً أغلب العاملين لحسابهم الخاص الذين بدأوا العمل قبل أكثر من سنة.
جونسون يخشى «موجة ثانية» من «كورونا»
جونسون يخشى «موجة ثانية» من «كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة