سجّل السودان أكبر عدد من الإصابات والوفيات بوباء «كوفيد - 19» منذ وصول الفيروس إلى البلاد قبل أسابيع. وأعلنت وزارة الصحة السودانية تسجيل 30 حالة إصابة جديدة، ليبلغ العدد الإجمالي للمصابين 66 شخصاً. كما أعلنت وفاة أربعة أشخاص ليرتفع عدد المتوفين بالفيروس إلى 10، وذلك قبل ساعات من الدخول في إغلاق شامل للعاصمة الخرطوم.
وذكرت وزارة الصحة في بيان صباح أمس (السبت) أن الإصابات الجديدة الـ30 تتضمن أول إصابة في ولاية الجزيرة (وسط البلاد)، إضافة إلى إصابتين في ولاية النيل الأبيض قرب العاصمة الخرطوم التي سُجّلت فيها 27 إصابة (بما في ذلك لشخصين أجنبيين). وتابعت أنه تم أيضاً تسجيل 4 وفيات.
وأرجع البيان الارتفاع المفاجئ في عدد المصابين إلى المخالطة وإلى العائدين من السفر، مشدداً على ضرورة التقيّد بالإغلاق الكامل الذي دخل حيز التنفيذ منذ مساء الجمعة لتقليل فرص انتشار الوباء.
وسجلت الخرطوم أعلى معدل إصابات، فمن جملة 66 إصابة بالجائحة سجلت العاصمة السودانية 57 حالة، فيما سُجّلت 5 حالات في ولاية نهر النيل (شمال)، و3 حالات في ولاية النيل الأبيض (جنوب)، وحالة واحدة في ولاية الجزيرة (وسط).
وقال وزير الصحة، أكرم علي التوم، إن حالات الاشتباه بالإصابة تجاوزت 300 حالة في مراكز العزل المختلفة بالبلاد،. ووجه الوزير انتقادات حادة لأصوات تقلل من خطورة الوباء، وتشكك في انتشاره، بل في وجوده، وحمّلها مسؤولية «عواقب وخيمة» يمكن أن تحصل في ظل البنية التحتية المنهارة في البلاد، ومعاناة الكادر الصحي من عدم وجود أدوات تعين على الوقاية من الفيروس.
وفي السياق ذاته، خلت شوارع العاصمة الخرطوم من المارة والسيارات نهار أول يوم من أيام الإغلاق الشامل، الذي أعلنته السلطات الصحية لمدة ثلاثة أسابيع، وتم تنفيذه والالتزام به من قبل المواطنين بنسبة تقارب 90 في المائة.
وطافت «الشرق الأوسط» في عدد من أنحاء المدينة ذات الثمانية ملايين نسمة، ولحظت قلة أعداد السيارات والراجلين في مناطقها المختلفة. وبدا وسط الخرطوم الذي اعتاد الضجيج والزحام، خاوياً على عروشه، لا يعكّر سكونه سوى عربات الشرطة والأجهزة الأمنية، الذين يحملون تراخيص تجول.
كما لوحظ انتشار كبير لـ«أطفال الشوارع»، وبدت أعدادهم التي كانت تضيع في الزحام أكبر من حجمها بكثير، وخلت لهم الطرقات وساحات ومظلات المحال التجارية المغلقة، ما يجعل من احتمالات إصابتهم بالوباء وتناقله فيما بينهم كبيرة.
ومثلما تعاني الكوادر الطبية من نقص في مواد ومعينات الوقاية، فإن قوات الأمن التي تنفذ حظر التجول الشامل، لا تجد المعقمات ولا الكمامات الطبية التي قد تحول دون تعرض أفرادها للمرض وتحولهم إلى ناقل للعدوى وهم يراجعون هويات المسموح لهم بالتجول.
وفي مقابل ذلك، أطلقت مجموعة من النشطاء والمهندسين ورجال الأعمال «المنصة السودانية لمواجهة كورونا»، وتستهدف توظيف الجهد الشعبي والرسمي لمواجهة الجائحة. وتبنت المنصة التي تم تدشينها أمس بحضور عضو مجلس السيادة صديق تاور، ووزير مجلس الوزراء عمر مانيس، شعاراً مستلهماً من شعارات الثورة السودانية هو «شعبنا قادر». وتعمل المنصة على التوعية بمخاطر الجائحة، وتقوم بتوزيع المعقمات وتعمل في تصنيع أجهزة التنفس وغرف التعقيم، وتساعد على نشر الثقافة الداعمة للبقاء في المنازل.
4 وفيات و30 إصابة جديدة في يوم واحد بالسودان
4 وفيات و30 إصابة جديدة في يوم واحد بالسودان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة