تنديد دولي بقرار ترمب تعليق تمويل منظمة الصحة العالمية

موسكو تصف خطوة واشنطن بـ«المقاربة الأنانية»

مقر منظمة الصحة العالمية في جنيف (إ.ب.أ)
مقر منظمة الصحة العالمية في جنيف (إ.ب.أ)
TT

تنديد دولي بقرار ترمب تعليق تمويل منظمة الصحة العالمية

مقر منظمة الصحة العالمية في جنيف (إ.ب.أ)
مقر منظمة الصحة العالمية في جنيف (إ.ب.أ)

أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعليق المساهمة المالية الأميركية في منظمة الصحة العالمية بسبب ما وصفه بـ«سوء إدارتها» الأزمة الصحية الناجمة عن فيروس كورونا المستجد موجة تنديد واسعة في العالم، اليوم (الأربعاء).
فيما يلي أبرز ردود الفعل، حسبما رصدتها وكالة الصحافة الفرنسية:
أعلن مدير منظمة الصحة العالمية اليوم (الأربعاء) بعد إعلان ترمب «لا وقت نضيعه» و«الشاغل الوحيد» إنقاذ الأرواح من وباء «كوفيد – 19».
وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس على حسابه على «تويتر» «لا وقت نضيعه. الشاغل الوحيد لمنظمة الصحة العالمية مساعدة كل الشعوب لإنقاذ الأرواح ووضع حد لتفشي فيروس كورونا المستجد» دون ذكر قرار ترمب.
اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن «هذا ليس وقت خفض موارد» مثل هذه المنظمة الأممية المنخرطة في الحرب ضد وباء «كوفيد – 19».
وقال غوتيريش في بيان «هذا ليس وقت خفض تمويل عمليات منظمة الصحة العالمية أو أي منظمة إنسانية أخرى تكافح الفيروس. أنا مقتنع بأنه يجب دعم منظمة الصحة العالمية؛ لأن أهميتها حاسمة في الجهود التي يبذلها العالم للانتصار في الحرب ضد (كوفيد – 19)».
قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان، إن «هذا القرار سيُضعف قدرات منظمة الصحة العالمية وسيقوض التعاون الدولي ضد الوباء».
وحث تشاو الولايات المتحدة على «تحمل مسؤولياتها والتزاماتها بجدية، ودعم الجهود الدولية ضد الوباء التي تقودها منظمة الصحة العالمية».
وكتب وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس في تغريدة على «تويتر» «علينا العمل بتعاون وثيق ضد (كوفيد – 19)». وأضاف، أن «أحد أفضل الاستثمارات هو تعزيز الأمم المتحدة، وخصوصاً منظمة الصحة العالمية التي ينقصها التمويل مثلاً لتطوير وتوزيع معدات الفحص ولقاحات».
وأضاف الوزير، أن «إلقاء اللوم لا يفيد» في الظروف الصحية الحالية، موضحاً أن «الفيروس لا يعرف حدوداً».
أعرب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن «أسفه العميق» لتعليق المساهمة الأميركية... وكتب بوريل في تغريدة «ليس هناك أي سبب يبرر» هذا القرار في وقت تُعتبر جهود منظمة الصحة العالمية «ضرورية أكثر من أي وقت مضى للمساعدة في احتواء وتخفيف (انتشار) الوباء العالمي». وأضاف «فقط عبر توحيد القوى يمكننا التغلب على هذه الأزمة التي لا حدود لها».
وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف لوكالة «تاس» العامة للأنباء «إن إعلان واشنطن بالأمس تعليق تمويل منظمة الصحة العالمية يثير قلقاً كبيراً في رأينا. إنه يعكس المقاربة الأنانية جداً للسلطات الأميركية في مواجهة ما يحصل في العالم».
أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية، أن فرنسا «تأسف» لقرار ترمب. وقالت سيبت ندياي في ختام اجتماع لمجلس الوزراء «إنه قرار مؤسف»، موضحة أن باريس تأمل «عودة الأمور إلى طبيعتها» لتتمكن المنظمة من مواصلة عملها.
واعتبر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد، الأربعاء، في تغريدة أن القرار الأميركي «مؤسف للغاية».


مقالات ذات صلة

صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025، في وقتٍ تتنامى فيه الحاجات بسبب النزاعات والتغير المناخي.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، إن الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة والفقراء، يدفعون الثمن الأعلى «في عالم مشتعل».

سودانيون فارُّون من المعارك بمنطقة الجزيرة في مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم؛ خصوصاً غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تُقدِّر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، العام المقبل.

أطفال يحملون أواني معدنية ويتزاحمون للحصول على الطعام من مطبخ يتبع الأعمال الخيرية في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

وأوضح «أوتشا»، في تقريره، أن التمويل المطلوب سيساعد الأمم المتحدة وشركاءها على دعم الناس في 33 دولة و9 مناطق تستضيف اللاجئين.

وقال فليتشر: «نتعامل حالياً مع أزمات متعددة... والفئات الأكثر ضعفاً في العالم هم الذين يدفعون الثمن»، مشيراً إلى أن اتساع الهوة على صعيد المساواة، إضافة إلى تداعيات النزاعات والتغير المناخي، كل ذلك أسهم في تشكُّل «عاصفة متكاملة» من الحاجات.

ويتعلق النداء بطلب جمع 47.4 مليار دولار لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لسنة 2025، وهو أقل بقليل من نداء عام 2024.

وأقر المسؤول الأممي، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن الأمم المتحدة وشركاءها لن يكون في مقدورهم توفير الدعم لكل المحتاجين.

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا... الصورة في كييف يوم 8 أبريل 2023 (رويترز)

وأوضح: «ثمة 115 مليون شخص لن نتمكن من الوصول إليهم»، وفق هذه الخطة، مؤكداً أنه يشعر «بالعار والخوف والأمل» مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة»، للمرة الأولى من توليه منصبه.

وعَدَّ أن كل رقم في التقرير «يمثل حياة محطمة» بسبب النزاعات والمناخ «وتفكك أنظمتنا للتضامن الدولي».

وخفضت الأمم المتحدة مناشدتها لعام 2024 إلى 46 مليار دولار، من 56 ملياراً في العام السابق، مع تراجع إقبال المانحين على تقديم الأموال، لكنها لم تجمع إلا 43 في المائة من المبلغ المطلوب، وهي واحدة من أسوأ المعدلات في التاريخ. وقدمت واشنطن أكثر من 10 مليارات دولار؛ أي نحو نصف الأموال التي تلقتها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عمال الإغاثة اضطروا لاتخاذ خيارات صعبة، فخفّضوا المساعدات الغذائية 80 في المائة في سوريا، وخدمات المياه في اليمن المعرَّض للكوليرا. والمساعدات ليست سوى جزء واحد من إجمالي إنفاق الأمم المتحدة، التي لم تفلح لسنوات في تلبية احتياجات ميزانيتها الأساسية بسبب عدم سداد الدول مستحقاتها. وعلى الرغم من وقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض الإنفاق في إطار الأمم المتحدة، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فإنه ترك ميزانيات المساعدات في الأمم المتحدة بلا تخفيض. لكن مسؤولين ودبلوماسيين يتوقعون تقليل الإنفاق في ولايته الجديدة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

من جانبه، قال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: «الولايات المتحدة علامة استفهام كبيرة... أخشى أننا ربما نتعرض لخيبة أمل مريرة؛ لأن المزاج العام العالمي والتطورات السياسية داخل الدول ليست في مصلحتنا». وكان إيغلاند قد تولّى منصب فليتشر نفسه من 2003 إلى 2006. والمشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات المثيرة للجدل التي وضعها بعض مستشاري ترمب، يستهدف «الزيادات المسرفة في الموازنة» من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولم تردَّ الإدارة التي يشكلها ترامب على طلب للتعليق. وأشار فليتشر إلى «انحلال أنظمتنا للتضامن الدولي»، ودعا إلى توسيع قاعدة المانحين. وعند سؤال فليتشر عن تأثير ترمب، أجاب: «لا أعتقد أنه لا توجد شفقة لدى هذه الحكومات المنتخبة». ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد التحديات هو استمرار الأزمات لفترة أطول تبلغ عشر سنوات في المتوسط. وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، إن بعض الدول تدخل في «حالة أزمة دائمة». وحلّت المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا في المركزين الثاني والثالث لأكبر المانحين لميزانيات الأمم المتحدة للمساعدات، هذا العام. وقالت شارلوت سلينتي، الأمين العام لمجلس اللاجئين الدنماركي، إن إسهامات أوروبا محل شك أيضاً في ظل تحويل التمويل إلى الدفاع. وأضافت: «إنه عالم أكثر هشاشة وعدم قابلية على التنبؤ (مما كان عليه في ولاية ترمب الأولى)، مع وجود أزمات أكثر، وإذا كانت إدارة الولايات المتحدة ستُخفض تمويلها الإنساني، فقد يكون سد فجوة الاحتياجات المتنامية أكثر تعقيداً».