«المركزي» الروسي يحذر من استنفاد الموارد في مواجهة «الموجة الأولى» لـ«كورونا»

يعتقد المركزي الروسي أن الاقتصاد سيبقى خلال الفصل الثالث تحت تأثير التداعيات «الثانوية» لفيروس «كورونا» (رويترز)
يعتقد المركزي الروسي أن الاقتصاد سيبقى خلال الفصل الثالث تحت تأثير التداعيات «الثانوية» لفيروس «كورونا» (رويترز)
TT

«المركزي» الروسي يحذر من استنفاد الموارد في مواجهة «الموجة الأولى» لـ«كورونا»

يعتقد المركزي الروسي أن الاقتصاد سيبقى خلال الفصل الثالث تحت تأثير التداعيات «الثانوية» لفيروس «كورونا» (رويترز)
يعتقد المركزي الروسي أن الاقتصاد سيبقى خلال الفصل الثالث تحت تأثير التداعيات «الثانوية» لفيروس «كورونا» (رويترز)

باتت تقارير «التوقعات» الاقتصادية حول تأثير «كورونا» شبه يومية في روسيا، التي تواجه في الوقت ذاته تداعيات هبوط النفط في الأسواق العالمية. وفي تقرير جديد صادر عنه رجح البنك المركزي الروسي أن يتراجع تأثير «كورونا» المباشر على الاقتصاد العالمي مع نهاية النصف الأول من العام الحالي، مع استمرار تأثير «تداعيات ثانوية» في الربع الثالث منه. ويحذر في الوقت ذاته من موجة تفشي جديدة للفيروس، خريف العام الحالي «بعد استنفاد الاحتياطيات المالية» في الإنفاق على تدابير مواجهة «كورونا».
ومن جانبه يرى «مركز التطوير الاستراتيجي» أن معدل انخفاض الناتج المحلي الإجمالي لروسيا يعتمد على طبيعة وحجم تدابير الدعم التي تتخذها الحكومة الروسية، وشدد في تقرير نشره أمس، على أن دعم الدولة للاقتصاد، مع تركيز على تحفيز الاستهلاك النهائي عامل رئيسي يؤثر بصورة خاصة على معدل النمو.
وفي تقرير صدر عنه أخيرا، حذر «مركز الأبحاث والتنبؤات» التابع للبنك المركزي الروسي من «موجة ثانية» من تفشي فيروس «كورونا» خريف العام الحالي. ويعرض التقرير سيناريوهات متوقعة لتطور الوضع، ويقول في «سيناريو التوقعات الرئيسية» إن الضربة الرئيسية التي سيتعرض لها الاقتصاد العالمي بسبب «كورونا» ستكون في النصف الأول من العام الحالي، و«التطورات الاقتصادية المرتبطة بجائحة (كورونا) ستتراجع حدتها تدريجيا» و«المرحلة الأكثر حدة من تأثير انتشار الفيروس على الاقتصاد العالمي لن تستمر لأكثر من فصلين من العام».
ويرى الخبراء الذين أعدوا التقرير أن تراجع حدة التأثير مع نهاية الفصل الثاني من العام الحالي تعود إلى جملة أسباب، في مقدمتها بداية مرحلة الدفء (الربيع والصيف)، التي يفترض أن يتراجع خلالها تفشي الفيروس، هذا فضلا عن تطوير آليات مواجهته، وتعزيز التعاون بين الدول للحد من انتشاره. مع ذلك يرى خبراء «المركزي» أن الاقتصاد سيبقى خلال الفصل الثالث تحت تأثير التداعيات «الثانوية» مثل زيادة العبء المالي على الميزانية نتيجة الإنفاق الكبير على الرعاية الصحية، وبقاء جزء كبير من المواطنين دون عمل لفترة طويلة.
وبالنسبة لتداعيات جائحة «كورونا» على الاقتصاد الروسي، يقول خبراء «المركزي» في تقريرهم، إنها «تأتي عبر عدة قنوات»، بينها تراجع الطلب على المنتجات الروسية في العالم، وعدم استقرار في واردات مكونات رئيسية (معدات وقطع غيار وتقنيات ومواد ضرورية للصناعات الروسية)، فضلا عن تدهور الوضع في أسواق المال نتيجة هروب رؤوس الأموال منها.
وإلى جانب ما سبق «بدأت الإجراءات الوقائية التي أقرتها السلطات الروسية تمارس تأثيراً أكبر على الاقتصاد الروسي»، وفق ما جاء في التقرير، في إشارة إلى تداعيات الحجر الصحي لمواجهة «كورونا»، التي أدت عمليا إلى تجميد النشاط الاقتصادي في البلاد.
ولا يستبعد مركز الأبحاث والتنبؤات في بنك روسيا أن تتطور الأمور وفق سيناريو أكثر خطورة، ويحذر من احتمال تجدد موجة «كورونا» خريف العام الحالي، ويقول الخبراء بهذا الصدد: «لا يمكن استبعاد موجة ثانية من تفشي الفيروس بحلول نهاية عام 2020، أي مع بدء موسم نزلات البرد وأمراض الجهاز التنفسي المرتبطة بتراجع درجات الحرارة في الخريف والشتاء». ويحذرون من أن «استنفاد» الاحتياطيات المالية الموجهة للحد من انتشار الفيروس، والقضاء عليه نهائيا، قد تكون بين العوامل التي ستؤدي إلى انتشاره مجددا.
وكان الاقتصاد الروسي تحت تأثير «كورونا» موضوعا رئيسيا لتقرير آخر، أعده خبراء «مركز التطوير الاستراتيجي» الذي يترأس مجلسه، مكسيم أوريشكين، معاون الرئيس الروسي للشؤون الاقتصادية. ويشير التقرير إلى أن «انخفاض الناتج المحلي الإجمالي لعام 2020 قد يكون بمعدل 5.6 بالمائة إذا لم تعتمد الحكومة إجراءات دعم مالية للمواطنين والشركات. وقد يكون بمعدل 4.58 بالمائة بحال تم اعتماد إجراءات دعم بقيمة 300 مليار روبل، وبمعدل 1.18 بالمائة إن تم اعتماد إجراءات دعم بقيمة 1.4 تريليون روبل». ويشدد بعد ذلك على أن «الدعم الحكومي (مع التركيز على تحفيز الاستهلاك النهائي) بات اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى».ويعبر خبراء المركز عن قناعتهم بأن «هذا الدعم على وجه الخصوص من شأنه أن يؤثر على الاقتصاد، وبصورة خاصة تعديل وتيرة النمو الاقتصادي»، مشددين على ضرورة «فهم ملامح الأزمة الحالية، وعواقبها الرئيسية مثل صدمة الطلب في القطاع الحقيقي للاقتصاد، وتقلص الطلب الخارجي».



يلين: سياسات إدارة بايدن في الجائحة أنقذت ملايين الوظائف وعززت النمو

وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين تتحدث في مجلس العلاقات الخارجية بنيويورك 17 أكتوبر 2024 (رويترز)
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين تتحدث في مجلس العلاقات الخارجية بنيويورك 17 أكتوبر 2024 (رويترز)
TT

يلين: سياسات إدارة بايدن في الجائحة أنقذت ملايين الوظائف وعززت النمو

وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين تتحدث في مجلس العلاقات الخارجية بنيويورك 17 أكتوبر 2024 (رويترز)
وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين تتحدث في مجلس العلاقات الخارجية بنيويورك 17 أكتوبر 2024 (رويترز)

دافعت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، الأربعاء، عن استجابة إدارة بايدن لجائحة «كوفيد - 19»، حيث أكدت إسهام الإنفاق التحفيزي والسياسات الأخرى التي اتبعتها الإدارة في تحقيق نمو اقتصادي قوي، وتجنب فقدان ملايين الوظائف.

وفي آخر خطاب رئيس لها قبل مغادرتها منصبها، يوم الثلاثاء، شدّدت يلين على أن الشيكات التحفيزية التي أصدرتها إدارة بايدن، جنباً إلى جنب مع الائتمانات الضريبية الشهرية للأطفال، وإعانات البطالة المحسّنة، أسهمت في تقليل المخاطر المرتبطة بالهبوط الاقتصادي الحاد. كما أن التضخم، الذي ارتفع في جميع أنحاء العالم، قد انخفض في الولايات المتحدة في وقت أبكر؛ مقارنة بالدول الغنية الأخرى، وفق «رويترز».

وفي مقتطفات من خطابها، نشرتها وزارة الخزانة، قالت يلين إن الاقتصاد الأميركي «أدى بشكل جيد بشكل ملحوظ» بعد الجائحة، متفوقاً على الاقتصادات المتقدمة الأخرى، وأداء أفضل من فترات الركود السابقة. كما تراجعت وتيرة التضخم بشكل كبير مع تخفيف اضطرابات العرض.

وفي مارس (آذار) 2021، أقرت إدارة بايدن والديمقراطيون في الكونغرس قانون خطة الإنقاذ الأميركية بقيمة 1.9 تريليون دولار، بعد أكثر من 3 تريليونات دولار من الإنفاق على «كوفيد - 19» الذي تمت الموافقة عليه خلال الإدارة الأولى للرئيس المنتخب دونالد ترمب في عام 2020.

وقد ساعدت هذه الإجراءات في استمرار تدفق الرواتب للعمال العاطلين عن العمل، ودفع الإيجار، ووضع آلاف الدولارات مباشرة في حسابات الأميركيين المصرفية، مما أسهم في زيادة حادة في الإنفاق الاستهلاكي في وقت كان الاقتصاد يعاني من نقص في المعروض بسبب الجائحة.

وذكرت يلين، التي قدمت الأسبوع الماضي اعترافاً نادراً بأن الإنفاق التحفيزي قد أسهم «قليلا» في التضخم، أن هذه السياسات كانت قد عوّضت بشكل كبير الفجوات في الدخل التي واجهها نحو 10 ملايين شخص فقدوا وظائفهم أو غادروا سوق العمل بحلول نهاية عام 2020.

وأكدت أن الإنفاق ساعد في تجنب «صعوبات كبيرة»، ودعم الطلب، مما سمح للأميركيين بالعودة إلى العمل بسرعة، وبالتالي ساعد الولايات المتحدة على تجنب تآكل المهارات والتداعيات السلبية للبطالة الطويلة الأمد.

كما أشارت يلين إلى أن سياسة اقتصادية كانت تهدف فقط إلى منع ارتفاع الأسعار بعد الوباء دون النظر إلى عواقب التوظيف كانت ستؤدي إلى انخفاض كبير في الإنفاق، وربما إلى انكماش اقتصادي. وقالت إن هذا التراجع في الإنفاق كان من المحتمل أن يؤدي إلى انخفاض حاد في الناتج والتوظيف، مع احتمال فقدان ملايين الوظائف، وأسر من دون دخل لتلبية التزاماتها المالية، وإنفاق استهلاكي ضعيف.

وأضافت يلين أن معظم الخبراء اتفقوا على أن زيادة كبيرة في معدل البطالة كانت ستكون ضرورية للحفاظ على التضخم عند هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة، وربما كان من الممكن أن يرتفع معدل البطالة إلى ما بين 10 في المائة و14 في المائة طوال عامي 2021 و2022، مع وجود 9 إلى 15 مليون شخص إضافي عاطلين عن العمل.

ولفتت يلين إلى أن معدل البطالة في الولايات المتحدة ظل أقل من 4 في المائة لأكثر من عامين، وهي سلسلة غير مسبوقة لم تُشاهد منذ الستينات. وبلغ متوسط معدل البطالة منذ عام 1948 نحو 5.7 في المائة.

وأكدت يلين أن الاقتصاد الأميركي في وضع جيد الآن، مع نمو قوي وتضخم منخفض وسوق عمل قوية. لكنها أضافت أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لمعالجة الاتجاهات البنيوية التي تجعل من الصعب على كثير من الأسر تحقيق حياة الطبقة المتوسطة.

وفي الختام، دافعت يلين عما وصفته بـ«اقتصاد العرض الحديث»، الذي يرفض فكرة أن تحرير القيود وخفض الضرائب لصالح الأثرياء، مما سيغذي النمو الاقتصادي الأوسع، ويركز بدلاً من ذلك على الاستثمارات في البنية التحتية، والقوى العاملة، والبحث والتطوير.