من الرقص لرفع معنويات المرضى، إلى توزيع وجبات غذائية للمشتبه في إصابتهم، حتى قياس درجة الحرارة والتذكير بقواعد الوقاية، هي بعض المهام التي تقوم بها «روبوتات» لدعم جهود الطواقم الطبية والحكومات في مكافحة وباء «كوفيد - 19».
وبرز دور الروبوتات في شهري فبراير (شباط) ومارس (آذار)، إذ اهتم فريق من 14 روبوتاً بمرضى مستشفى ميداني في ووهان، التي انطلق منها الوباء إلى العالم، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وكانت تقاس حرارة هؤلاء بالاستعانة بأدوات قياس تعمل بتقنية الجيل الخامس عند المدخل، فيما كانت تقدم لهم الأطعمة والأدوية بواسطة آلات مستقلة الحركة، وتولى روبوت على شكل حورية يحمل اسم «كلاود غينغر» التواصل مع المرضى.
ويوضح كارل جاو، رئيس شركة «كلاود مايندز» التي تتخذ مقراً لها في بكين وكاليفورنيا، أن هذا الروبوت «كان يعطي معلومات ويرقص لرفع معنويات المرضى الذين كانوا يعانون الملل». وكانت حفنة من الأشخاص، بينهم طبيب، تسيّر الروبوتات من بعد، بفضل منصة رقمية وأساور متصلة بالإنترنت يضعها أشخاص يُعالَجون في المستشفى، مهمتها قياس ضغط الدم وبيانات حيوية أخرى بصورة مستمرة.
وتشكل هذه التجربة القصيرة والطموحة في آنٍ واحد مؤشراً إلى ما قد يكون عليه مستقبل الرعاية الطبية بالمصابين بالأمراض الشديدة العدوى. وبينما لا يمكن للأجهزة المزودة بالذكاء الاصطناعي أن تحل محل الأطباء، فإنها توفر حماية لهم.
وفي كوريا الجنوبية وتايلاند وبلدان أخرى، باتت المستشفيات مجهزة بروبوتات مزودة بشاشات لإجراء الاستشارات عبر الفيديو، من دون الاضطرار للدخول إلى الغرفة. كما أن بعض هذه الروبوتات قادرة على تفحص رئتي المرضى.
ويوضح ألكسندر ييب، مدير الشؤون الابتكارية في مستشفى ألكسندرا في سنغافورة، خلال مقابلة مع قناة «سي إن إيه» المحلية، أن «هذا الأمر يسمح لنا بالتواصل بوتيرة أكبر مع المرضى من دون الحاجة إلى ارتداء البزة (الواقية) الكاملة». وتنجح الروبوتات أيضاً في مهام التنظيف والتعقيم، وهو مجال أساسي في زمن تفشي فيروس كورونا المستجد. وباتت المستشفيات تتجه على نحو متزايد إلى الروبوتات القادرة على القضاء على الجراثيم وتعقيم الغرف من الفيروسات والبكتيريا في خلال بضع دقائق، من الستائر إلى مقابض الأبواب. واضطرت شركة «زينيكس» الأميركية، و«يو في دي» الدنماركية إلى زيادة إنتاجهما من الروبوتات التي تصدر أشعة ما فوق البنفسجية قادرة على القضاء على العوامل المسببة للأمراض.
«روبوتات» في خدمة البشرية
«روبوتات» في خدمة البشرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة