الجزائر تتوقع الأسوأ خلال 10 أيام

بعد إحصاء 130 وفاة وأكثر من 1200 إصابة بالفيروس

TT

الجزائر تتوقع الأسوأ خلال 10 أيام

يجمع الأطباء المتخصصون في الأوبئة والأمراض المعدية بالجزائر، على أن الوفيات والإصابات بـ«كوفيد - 19»، التي تم إحصاؤها منذ تفشي الوباء (1251 إصابة و130 وفاة)، تؤكد بأن تفشي الوباء في منحى تصاعدي وأن درجة الذروة ستكون في غضون 10 إلى 15 يوماً.
ويواجه مستشفى مدينة بوفاريك، جنوبي العاصمة (بؤرة الوباء) ضغطاً شديداً، بحسب رئيس قسم الأوبئة الطبيب محمد يوسفي، الذي أكد أمس، في اتصال هاتفي، أنه «بات ضرورياً تحويل عدد من المرضى إلى مستشفيات العاصمة والمدن القريبة». مشيراً إلى أنه «لم يعد ممكناً استقبال مصابين جدد». كما أكد بأن العديد من المصابين، استفادوا من بروتوكول العلاج المستخرج من مادة «كلوروكين»، «وقد تحسنت حالتهم بعد 10 أيام من الخضوع لهذا العلاج، وبإمكانهم العودة إلى بيوتهم في غضون اليومين المقبلين».
وأوضح بأنه «من السابق لأوانه أن نقول أنه بإمكاننا هزم الفيروس بهذا العلاج، فما زال قيد التجريب ولكن يمكن اعتباره بارقة أمل بالنسبة إلينا». وصار هذا العلاج الأمل الوحيد بالنسبة للجزائريين، بالنظر إلى قلة الوسائل وضعف النظام الصحي.
من جهته، أكد بقاط بركاني رئيس عمادة الأطباء، أن ارتفاع عدد الوفيات في ظرف أيام قليلة، «يؤكد أن الجزائريين لم يحترموا إجراءات الحجر الصحي، الجاري تنفيذها منذ أكثر من 10 أيام. فلو التزموا بيوتهم لما وصلنا إلى 1251 إصابة و130 وفاة. ولا يوجد شك في أن المئات من حاملي الفيروس، موجودون خارج البيوت يومياً وسينقلون العدوى لا محالة للآلاف». وأبدى بركاني «أسفه»، لقلة وسائل تشخيص المرض وبطء صدور نتائج التحاليل. إذ نحو 10 أشخاص توفوا، حسب مصادر طبية، قبل ظهور نتائج التحاليل.
وكان جمال فورار رئيس «لجنة متابعة انتشار كورونا»، ذكر أول من أمس بالعاصمة خلال المؤتمر الصحافي اليومي، أن عدد المصابين الذي استعادوا عافيتهم بلغ 90. فيما وصل عدد الحالات التي تخضع للعلاج ببروتوكول الكلوروكين إلى 626. وأكد بأن الوباء ضرب 43 ولاية من 48، وأن البليدة والعاصمة أكثر الولايات تضرراً. وتم منذ أمس اختصار مدة الحجر في غالبية الولايات، وذلك من الثالثة ظهراً إلى السابعة مساء.
إلى ذلك، وصلت صباح أمس إلى مطار هواري بومدين الدولي بالعاصمة، أول طلبية من وسائل الحماية من فيروس كورونا المستجد، حملتها طائرتان عسكريتان، قادمتان من مدينة شانغهاي بالصين. وأكد رئيس الوزراء، عبد العزيز جراد، الذي أشرف برفقة وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمن بن بوزيد، على تسلم الطلبية أن الجزائر «تأمل في أن تتخلص من هذا الوباء في أقرب وقت».
وتتمثل الطلبية، حسب بن بوزيد، في 5.8 مليون كمامة من نوع «ثلاث طبقات» و100 ألف أخرى من صنف «إف إف بي 2»، مخصصة للأطباء والأعوان شبه الطبيين. وقال جراد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية، أنه «يحيي مجهودات الجيش الوطني الشعبي، لتمكنه في ظرف 48 ساعة من التوجه إلى الصين والعودة بهذه الطلبية، على متن طائرتين تابعتين له». كما أشاد أيضاً بـ«جهود السلك الطبي وشبه الطبي، وكل أعوان المستشفيات في التكفل بالمرضى المصابين بفيروس كورونا».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».