نضع الأقنعة الواقية أم لا؟... حيرة تنتاب سكان نيويورك

المدينة بؤرة لتفشي المرض بـ57 ألف إصابة مؤكدة من ضمنها 1867 حالة وفاة

سيدتان يرتديان الأقنعة الواقية في نيويورك (أ.ف.ب)
سيدتان يرتديان الأقنعة الواقية في نيويورك (أ.ف.ب)
TT

نضع الأقنعة الواقية أم لا؟... حيرة تنتاب سكان نيويورك

سيدتان يرتديان الأقنعة الواقية في نيويورك (أ.ف.ب)
سيدتان يرتديان الأقنعة الواقية في نيويورك (أ.ف.ب)

من الأقنعة والأوشحة إلى عصابات الرأس... يغطّي سكان نيويورك في بؤرة تفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة وجوههم بشكل متزايد فيما تحض حكومة الولايات المتحدة بقية مواطنيها على القيام بالأمر نفسه.
فقد أوصت إدارة دونالد ترمب الأشخاص بوضع الأقنعة بعدما أظهرت البحوث أن الفيروس قد ينتشر عن طريق التنفس رغم أن الرئيس أوضح أن هذا الخيار التوجيهي «طوعي» وأنه اختار عدم القيام بذلك.
لكن معظم سكان نيويورك يستجيبون لدعوة رئيس بلدية المدينة بيل دي بلازيو الذي أطلق صرخته قبل يوم واحد من دعوة ترمب، بأن يضعوا أقنعة واقية أو غطاء على أفواههم عندما يكونون في الخارج وقرب أشخاص آخرين.

وقالت كريستان كيش (50 عاماً) التي كانت تضع قناعاً جراحياً منذ تفشي الوباء في المدينة في أوائل شهر مارس (آذار) الماضي: «اعتقد الناس في البداية أنني غريبة لكن الآن حذا الجميع حذوي».
وأضافت كيش لوكالة الصحافة الفرنسية خارج محطة مترو أنفاق في مانهاتن: «لا تعرف من الذي يمشي إلى جانبك، علماً بأن الأرصفة في نيويورك ضيقة».
وبعدما نشرت غوينيث بالترو صورة على «إنستغرام» تضع قناعاً مزوداً بصمام للتنفس، سارعت المصورة الفوتوغرافية جايد ألبرت البالغة من العمر 60 عاماً لطلب القناع نفسه عبر الإنترنت.
وقالت فيما كانت تنزه كلبها في أبر ويست سايد: «بمجرد أن رأيت صورتها، أردت أن أحصل على قناع مماثل!»، مضيفة أنها تعتقد أن وضع الأقنعة مسؤولية اجتماعية.
وأوضحت: «علينا جميعا أن نبذل قصارى جهدنا» للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.
حتى مساء أمس (الجمعة)، سجلت في الولايات المتحدة 270 ألف إصابة مثبتة بـ«كوفيد 19» وأكثر من 7400 حالة وفاة، وفقاً لإحصاء أجرته جامعة جونز هوبكنز.
نيويورك هي أرض المعركة في حرب الولايات المتحدة ضد تفشي الوباء القاتل.
وقد سجلت المدينة التي يبلغ عدد سكانها 8.6 مليون نسمة نحو 57 ألف إصابة مؤكدة ومن ضمنها 1867 حالة وفاة.
وفي وقت متقدم من مساء الخميس، حض دي بلازيو جميع سكان نيويورك على تغطية وجوههم للمساعدة في وقف انتشار فيروس كورونا المستجد.
لكن هذا النداء لم يقنع الجميع.

وقال آدم ألفارو، وهو أحد سكان المدينة، إنه من غير المرجح أن يتبع هذه الإرشادات بسبب «الرسائل المتناقضة».
وأضاف: «في يوم يقولون (ضعوا الأقنعة)، وفي اليوم التالي يقولون (لا تضعوا الأقنعة) الرسالة تتغير باستمرار».
وقالت ديبورا بيركس منسقة الاستجابة لفيروس كورونا في البيت الأبيض إنه من المهم أن يفهم الناس أن الأقنعة لا تحل مكان التباعد الاجتماعي أو غسل اليدين.
إدي ماريرو وهو عامل يبلغ من العمر 58 عاماً، مرتبك بسبب النصيحة «المتناقضة»، لكنه يقول إنه يشعر بأمان أكبر عند وضع قناع.
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: «أحاول أن أحمي نفسي وأحمي عائلتي. إذا كان الجميع يحمون أنفسهم، فهذا أفضل لنا جميعاً».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
TT

علاج فعّال يساعد الأطفال على التخلص من الكوابيس

العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)
العلاج أسهم في تقليل عدد الكوابيس لدى الأطفال (جامعة يوتا)

كشفت دراسة أميركية أن علاجاً مبتكراً للأطفال الذين يعانون من الكوابيس المزمنة أسهم في تقليل عدد الكوابيس وشدّة التوتر الناتج عنها بشكل كبير، وزاد من عدد الليالي التي ينام فيها الأطفال دون استيقاظ.

وأوضح الباحثون من جامعتي أوكلاهوما وتولسا، أن دراستهما تُعد أول تجربة سريرية تختبر فاعلية علاج مخصصٍ للكوابيس لدى الأطفال، ما يمثل خطوة نحو التعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل، وليس مجرد عَرَضٍ لمشكلات نفسية أخرى، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Frontiers in Sleep».

وتُعد الكوابيس عند الأطفال أحلاماً مزعجة تحمل مشاهد مخيفة أو مؤلمة توقظ الطفل من نومه. ورغم أنها مشكلة شائعة، فإنها تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية والجسدية للأطفال، إذ تُسبب خوفاً من النوم، والأرق، والاستيقاظ المتكرر، وهذه الاضطرابات تنعكس سلباً على المزاج، والسلوك، والأداء الدراسي، وتزيد من مستويات القلق والتوتر.

ورغم أن الكوابيس قد تكون مرتبطة باضطرابات نفسية أو تجارب مؤلمة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، فإنها لا تختفي بالضرورة مع علاج تلك المشكلات، ما يتطلب علاجات موجهة خصيصاً للتعامل مع الكوابيس كاضطراب مستقل.

ويعتمد العلاج الجديد على تعديل تقنيات العلاج المعرفي السلوكي واستراتيجيات الاسترخاء وإدارة التوتر، المستخدمة لدى الكبار الذين يعانون من الأحلام المزعجة، لتناسب الأطفال.

ويتضمّن البرنامج 5 جلسات أسبوعية تفاعلية مصمّمة لتعزيز فهم الأطفال لأهمية النوم الصحي وتأثيره الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية، إلى جانب تطوير عادات نوم جيدة.

ويشمل العلاج أيضاً تدريب الأطفال على «إعادة كتابة» كوابيسهم وتحويلها إلى قصص إيجابية، ما يقلّل من الخوف ويعزز شعورهم بالسيطرة على أحلامهم.

ويستعين البرنامج بأدوات تعليمية مبتكرة، لتوضيح تأثير قلّة النوم على الأداء العقلي، وأغطية وسائد، وأقلام تُستخدم لكتابة أفكار إيجابية قبل النوم.

وأُجريت التجربة على 46 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً في ولاية أوكلاهوما الأميركية، يعانون من كوابيس مستمرة لمدة لا تقل عن 6 أشهر.

وأظهرت النتائج انخفاضاً ملحوظاً في عدد الكوابيس ومستوى التوتر الناتج عنها لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما أُبلغ عن انخفاض الأفكار الانتحارية المتعلقة بالكوابيس، حيث انخفض عدد الأطفال الذين أظهروا هذه الأفكار بشكل كبير في المجموعة العلاجية.

ووفق الباحثين، فإن «الكوابيس قد تُحاصر الأطفال في دائرة مغلقة من القلق والإرهاق، ما يؤثر سلباً على حياتهم اليومية»، مشيرين إلى أن العلاج الجديد يمكن أن يُحدث تحولاً كبيراً في تحسين جودة حياة الأطفال.

ويأمل الباحثون في إجراء تجارب موسعة تشمل أطفالاً من ثقافات مختلفة، مع دراسة إدراج فحص الكوابيس بوصفها جزءاً من الرعاية الأولية للأطفال، ما يمثل خطوة جديدة في تحسين صحة الأطفال النفسية والجسدية.