جزائريون يخصصون فنادقهم لإيواء العائدين والمصابين

نهاية فترة الحجر لأكثر من 600 شخص بمنتجع في وهران

منتجع «الأندلسيات» الحكومي بوهران
منتجع «الأندلسيات» الحكومي بوهران
TT

جزائريون يخصصون فنادقهم لإيواء العائدين والمصابين

منتجع «الأندلسيات» الحكومي بوهران
منتجع «الأندلسيات» الحكومي بوهران

وضع العديد من المستثمرين الجزائريين في مجال السياحة، فنادقهم تحت تصرف الحكومة، لإيواء عائدين من الخارج في فترة الحجر الصحي، إلى حين صدور نتائج التحاليل الطبية. وأبدى آخرون استعداداً لتخصيصها كمصحات لعلاج المصابين، في حال عجزت المستشفيات عن استيعاب مئات الحالات المرتقبة في الأيام المقبلة.
وبمنطقة برج الكيفان الساحلية بالضاحية الشرقية للعاصمة، نقلت وزارة الصحة 200 شخص، عادوا في رحلة خاصة من تركيا، الأسبوع الماضي، إلى فندق تابع لرجل أعمال لم يطلب مالاً مقابل تخصيص كل الغرف للحجر الصحي لمدة أسبوعين. وأكدت امرأة من غرب العاصمة توجد في الحجر بالفندق، أن نزلاءه غير العاديين يستفيدون من رعاية طبية يومياً، ويخضعون لنظام غذاء صحي. وأكدت أن وزارة الصحة منعت تجمُّع أكثر من شخصين في بهو الفندق وساحته. وفتح خواص بالمدينة الساحلية تيبازة (غرب)، فنادقهم للغرض نفسه، حيث تم استقبال نحو 50 شخصاً عادوا من الخارج. أما الهياكل السياحية الحكومية بالمنطقة، فقد حجزها الوالي لعلاج المصابين إذا قررت الحكومة تجهيزها بالعتاد الطبي اللازم.
وغادر أمس 640 شخصاً منتجع «الأندلسيات» الحكومي بوهران (غرب)، بعد قضاء أسبوعين في الحجر الصحي. وقد وصلوا إلى ميناء وهران قادمين من مرسيليا بجنوب فرنسا، يوم 18 من الشهر الماضي. ورفض قطاع منهم الحجر عند وصولهم، لاعتقادهم أنهم غير مصابين بالوباء. ونظموا مظاهرة داخل الباخرة التي أقلَّتهم، لكن مسؤولي ولاية وهران تمكنوا من إقناعهم بأن انعزالهم لأسبوعين يصب في مصلحتهم، وأنه وقاية لعائلاتهم. وجرى الحجر في ظروف عادية، حسب المعنيين.
وأفاد مسؤول الإعلام بالمديرية المحلية للصحة والسكان، الدكتور يوسف بوخاري لوكالة الأنباء الجزائرية، بأن «421 من بين نزلاء (الأندلسيات) السياحي، في إطار عملية الحجر الصحي، يتحدرون ولاية وهران، فيما يسكن البقية في 37 ولاية»، مشيراً إلى أن «حالات الإصابة المؤكدة بفيروس (كورونا)، من بين المواطنين الذين استضافهم المنتجع، تم نقلهم إلى مصلحة الأمراض المعدية بالمركز الاستشفائي الجامعي بوهران»، من دون أن يذكر عددهم.
وتبدأ الحكومة اليوم، إجلاء نحو ألف جزائري عالقين بمطار إسطنبول بتركيا، منذ أسبوعين، وينتظر نقلهم إلى ثلاث فنادق بضواحي العاصمة لقضاء فترة الحجر الصحي.
إلى ذلك، أشاد الرئيس تبون، في تغريدة بحسابه بـ«تويتر»، أمس، بنجاح فريق طبي بمستشفى تيزي وزو (100 كلم شرق العاصمة)، في وضع نظام للاستشارات الطبية عن بُعد، لكشف حالات الإصابة بفيروس «كورونا». وقال إن هذه المبادرة «خدمة تستحق التقدير والتشجيع»، معبراً عن أمله في «الاقتداء بها لتخفيف الضغط عن المستشفيات».
وفي سياق ذي صلة، أعلنت «لجنة الفتوى» التابعة لوزارة الشؤون الدينية، في بيان، بعد اجتماع عقدته أمس، تقديم الزكاة وإخراجها قبل حلول موعدها، «بسبب تعطل كثير من المصالح وتضييق أسباب الرزق بسبب ظروف الحجر الصحي الكامل أو الجزئي، خصوصاً لدى الفئات التي تعتمد أساساً على مداخيل الأعمال اليومية، كأصحاب الحرف والصناعات البسيطة». وجاء في البيان: «الأصل في إخراج زكاة الثروة النقدية أو الحيوانية، أن يكون بعد بلوغ النصاب ودوران الحول، غير أنه إذا عرضت حاجة تقتضي تعجيل الزكاة جاز تعجيلها. وبناء على هذا فإنه يجوز تقديم الزكاة وإخراجها قبل حلول موعدها، وفي ذلك ما لا يخفى من المصلحة الظرفية التي تعود على فئة من المواطنين، بمساعدتهم على تجاوز صعوبات الحجر الصحي الذي فُرض بسبب الوضعية الاستثنائية»، ودعا البيان رجال الأعمال «ومَن وسّع الله عليهم في الرزق أن يمدوا يد العون لإخوانهم المحتاجين».


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».