السودان: 13 قراراً لإنهاء سيطرة رموز عهد البشير واسترداد ممتلكات عامة

إنهاء خدمات عشرات من كبار الموظفين في وزارات

السودان: 13 قراراً لإنهاء سيطرة رموز عهد البشير واسترداد ممتلكات عامة
TT

السودان: 13 قراراً لإنهاء سيطرة رموز عهد البشير واسترداد ممتلكات عامة

السودان: 13 قراراً لإنهاء سيطرة رموز عهد البشير واسترداد ممتلكات عامة

أصدرت اللجنة المختصة باجتثاث وتفكيك نظام الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، قرارات بإعفاء كبار الموظفين في وظائف قيادية بعدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية من منسوبي النظام البائد، وحجز ممتلكاتهم، ومنعهم من السفر إلى الخارج، إلى حين النظر في التجاوزات التي ارتكبوها.
وأكد عضو مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الرئيس المناوب للجنة التفكيك، محمد الفكي سليمان، أن كل مؤسسات السلطة الانتقالية على توافق تام، على أن تفكيك النظام المعزول خط استراتيجي للحكومة، ونصت عليه الوثيقة الدستورية، باعتباره من أهم أهداف ثورة الشعب السوداني.
وقال الفكي في مؤتمر صحافي بالخرطوم أمس، إن لجنة تفكيك النظام وإزالة الفساد اتخذت 13 قراراً لإنهاء سيطرة منسوبي النظام السابق في أجهزة الدولة، وأن اللجنة ستصدر قرارات مهمة الأسبوع المقبل. وأضاف أن هنالك بعض القرارات تم تأجيلها لمزيد من الدراسة، لارتباطها ببعض الملفات الأخرى التي تنظر فيها اللجنة. وأشار إلى أن كل الوزارات تدرس ملفات الموظفين والعاملين بها، وأن هنالك عدداً من القرارات بها تجاوزات تم تحويلها للنائب العام.
وشملت القرارات استرداد مؤسسات عامة استولى عليها البعض لمصلحته الشخصية، بالإضافة إلى استرداد عقارات وحل الاتحادات والنقابات، والحجز على أصولها ومصادرة أموالها.
ومن جانبه قال عضو لجنة التفكيك، وجدي صالح، إن اللجنة أنهت خدمة 51 من العاملين بوزارة الشباب والرياضة تم تعيينهم على أساس التمكين، كما أوصت اللجنة بإعفاء 51 من العاملين بوزارة المالية والاقتصاد. وأضاف أن اللجنة أصدرت قراراً بإعفاء 4 من مديري الإدارات والموظفين بوزارة التخطيط العمراني بولاية الخرطوم، وطال الإعفاء مديري مصلحة الأراضي وصندوق الإسكان والتعمير. وأشار إلى أن اللجنة أصدرت قراراً بإعفاء المدير العام لقناة «النيل الأزرق»، حسن فضل المولى، بالإضافة إلى حجز واسترداد 16 مليون سهم من بنك «النيل» لصالح وزارة المالية، ولاية الخرطوم، كانت مسجلة باسم منظمة خيرية تتبع حزب «المؤتمر الوطني» المنحل. كما أصدرت اللجنة قراراً بإلغاء سجل عدد من المنظمات والجمعيات من واجهات النظام المعزول، والحجز على جميع الحسابات والأصول العقارية والمنقولات لتلك الجهات، وأيلولتها إلى وزارة المالية.
وأوصت لجنة تفكيك النظام المعزول، بالحجز على كل حسابات وأسهم وممتلكات عدد من الشركات وأسماء الأعمال، المسجلة باسم الجمعيات والمنظمات التابعة للنظام البائد، وإلغاء سجل الشركات التجاري ومصادرة أموالها لصالحة وزارة المالية.
من جهته، أعلن المتحدث باسم لجنة التفكيك، صلاح مناع، استرداد مستشفى «البان جديد» من جامعة «العلوم الطبية» لصالح وزارة الصحة بالولاية، وكذلك المستشفى «الأكاديمي التعليمي»، وفروع الصندوق القومي للطلاب بكافة ولايات السودان.
وكان شركاء السلطة الانتقالية في السودان، مجلسا السيادة والوزراء، وقوى «إعلان الحرية والتغيير»، المرجعية السياسية للحكومة الانتقالية، اتفقوا على منح لجنة تفكيك النظام المعزول صلاحيات أوسع لأداء عملها. وشكَّل مجلس السيادة الانتقالي، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي لجنة لتفكيك النظام المعزول، برئاسة عضو المجلس، ياسر العطا، ونائبه محمد الفكي سليمان.
وتضم اللجنة في عضويتها ممثلين لوزارات: «الدفاع، والداخلية، والعدل، والمالية، والحكم الاتحادي»، بجانب ممثلين للبنك المركزي، وقوات الدعم السريع، وجهاز المخابرات العامة، وديوان شؤون الخدمة، والمراجع القومي.
وكانت اللجنة العليا لإدارة الأزمات بالبلاد، والتي تضم المكون العسكري بمجلس السيادة، ورئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، وقيادات قوى «التغيير» عقدت خلال الأيام الماضية اجتماعات متواصلة لتقيم الشراكة بينهما، والوقوف على أداء الحكومة الانتقالية. وتوصل الشركاء إلى مصفوفة، نصت على الإسراع بمحاكمة رموز النظام المعزول، والبت في قضايا الفساد التي وصلت النيابات.
ويُتهم الرئيس المعزول، عمر البشير، وعشرات من قادة الإسلاميين، بتقويض النظام الديمقراطي، والتخطيط والتدبير لانقلاب «الإنقاذ» 1989، والفساد المالي، وبالإرهاب والاشتراك الجنائي في قتل المتظاهرين.
وكان التجمع الاتحادي، أحد أبرز كتل قوى «التغيير»، قد اتهم جزءاً من العسكريين بمجلس السيادة، وشخصيات بارزة في مجلس الوزراء، بالاستهداف المباشر للجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد، وتوفير الحماية والملاذات الآمنة لرموز النظام البائد المطلوبة للعدالة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.