حفتر يوجه إنذاراً علنياً للسرّاج... ويهدّد بقصف مقار الحكومة

«الجيش الوطني» الليبي يعلن تطهير 4 مناطق من سيطرة الميليشيات و«المرتزقة»

أحد أفراد الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق خلال المعارك الأخيرة التي شهدتها منطقة عين زارة جنوب طرابلس (د.ب.أ)
أحد أفراد الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق خلال المعارك الأخيرة التي شهدتها منطقة عين زارة جنوب طرابلس (د.ب.أ)
TT

حفتر يوجه إنذاراً علنياً للسرّاج... ويهدّد بقصف مقار الحكومة

أحد أفراد الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق خلال المعارك الأخيرة التي شهدتها منطقة عين زارة جنوب طرابلس (د.ب.أ)
أحد أفراد الميليشيات الموالية لحكومة الوفاق خلال المعارك الأخيرة التي شهدتها منطقة عين زارة جنوب طرابلس (د.ب.أ)

تصاعدت الحرب الكلامية بين طرفي النزاع في ليبيا في ظل تزايد حدة القتال في غرب البلاد، بما في ذلك العاصمة طرابلس، حيث وجه المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني»، إنذاراً علنياً إلى فائز السراج رئيس حكومة «الوفاق» والقوات الموالية له، المدعومة من تركيا، تضمن تهديداً هو الأول من نوعه بقصف مقار الحكومة المعترف بها دولياً.
وقال حفتر في بيان تلاه في ساعة مبكرة من صباح أمس، اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسمه، إن قوات الجيش «تمكنت من «تطهير» مناطق العسة والجميل، ورقدالين، وزلطن في اتجاه الحدود البرية المشتركة مع تونس في غرب البلاد من سيطرة ميليشيات «الوفاق»، و«مرتزقتها» السوريين، الذين فروا هاربين»، محذرا حكومة «الوفاق» وميليشياتها من أن استمرار انتهاك وقف إطلاق النار، واستمرارها في الأعمال القتالية «سيعرضها لاستهداف مباشر من قبل قوات الجيش في جميع الجبهات».
وأضاف البيان أنه «مع استمرار خرق وقف إطلاق النار، فإن قوات الجيش ستجد نفسها مجبرة على خيار المواجهة ضد الميليشيات الإرهابية، المدعومة بعناصر من الجيش التركي، ومرتزقة وإرهابيين سوريين، واتخاذ كافة الإجراءات المناسبة لحماية الشعب الليبي ومقدراته».
وبعدما أعلن أن قواته تمكنت من «تطهير» هذه البلدات الأربع، قال البيان إن هذه المناطق تنعم اليوم بالحرية والأمن والأمان، بعد طرد الميليشيات الإرهابية والإجرامية منها، لافتا إلى أن «هذا التقدم الميداني يأتي بعد فشل الهجوم، الذي شنته ميليشيات ما يسمى بـ«الوفاق» و«المرتزقة» الإرهابيين الأجانب على قاعدة عقبة بن نافع الجوية» بمنطقة الوطية في غرب البلاد.
وأضاف البيان أن «المجتمع الدولي يدرك الآن تجاهل الميليشيات الإرهابية والإجرامية لوقف الأعمال العدائية، وعدم احترامها لوقف إطلاق النار والالتزام بمخرجات برلين، والاستجابة لدعواتنا لتركيز الجهود لمكافحة وباء «كورونا» في ليبيا. وذلك في الوقت الذي أكدنا فيه عدم احترام الطرف الآخر للهدنة، بإيعاز من غرفة العمليات المشتركة التركية في طرابلس».
وكان «الجيش الوطني» قد أعلن في بيان مقتضب، مساء أول من أمس، عن دفع من وصفه بـ«المحتل التركي في العاصمة طرابلس بخمس طائرات مسيرة انطلقت من قاعدة معيتيقة، الخاضعة لسيطرة حكومة السراج».
ورصد المسماري مقتل 103 إرهابيين، ينتمون إلى عدة فصائل لقتلى المرتزقة السوريين في مواجهة قوات الجيش داخل محاور طرابلس، خلال آخر 72 ساعة، وأوضح أن هذا الانهزام دفع قادة ما يعرف بـ«الجيش الوطني» السوري، التابع لتركيا، إلى إصدار تعليمات بعدم نشر أي نعي لهم، ومنع إقامة مجالس العزاء، وعدم إعلام أهلهم دفعة واحدة، بل على دفعات وبفترات متباعدة، مع الحرص على عدم تسليم جثتين في قرية واحدة، بل توزيع جثة لكل قرية.
وانتقد المسماري تبني السراج «نيابة عن الحاكم التركي في طرابلس الهجوم الفاشل على قاعدة الوطية، والذي أطلق عليه عملية عاصفة السلام»، على غرار العملية التركية «غصن الزيتون» في شمال سوريا، في الوقت الذي سبق أن طالب فيه بإيقاف القتال لظروف إنسانية والتصدي لوباء «كورونا» المستجد.
وتابع المسماري موضحا: «هذا الأمر دليل نضعه أمام بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على عدم احترام حكومة السراج، غير الشرعية، للالتزامات الواجبة حيال الاتفاقيات الدولية والقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، والتقيد بمخرجات مؤتمر برلين». مضيفا: «نحن نضع هذا الأدلة أمام الليبيين أولا، والمجتمع الدولي ثانيا لنؤكد لهم على المضي قدماً في اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية قواتنا ومعسكراتنا وقواعدنا، وكذلك حماية الشعب الليبي من عبث ميليشيات السراج والإرهابيين المقاتلين الأجانب والمرتزقة والأتراك».
ميدانيا، قالت شعبة الإعلام الحربي لـ«الجيش الوطني» إن سلاحه الجوي دمر تمركزا، تابعا لجماعة الحشد الميليشاوي بمنطقة الهشية في بوقرين. وفي المقابل، أكد السراج على حق قواته المسلحة فيما وصفه بالدفاع عن نفسها، وأشاد مجددا بأدائها في هجومها الأخير على قوات «الجيش الوطني»، متهما حفتر في كلمة متلفزة، مساء أول من أمس، بخرق هدنة وقف إطلاق النار.
من جانبه، حث محمد سيالة، وزير الخارجية بحكومة السراج، مجلس الأمن الدولي مساء أول من أمس، على اتخاذ ما وصفه بالقرار الضروري لوقف العدوان على طرابلس، وحماية المدنيين العزل، وفق ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وحذر من وقوع كارثة إنسانية إذا استمر قصف الميليشيات للمنشآت المدنية والإصلاحية.
وقالت قوات السراج المشاركة في «عملية بركان الغضب» إن سلاحها الجوي وجّه ضربات محدّدة في قاعدة الوطية الجوية بعد عملية نوعية نفذّتها قواتها، اعتقلت فيها عددا من عناصر الميليشيات الإرهابية، وسيطرت على عدد من الآليات المسلحة.
وأضافت قوات السراج في بيان لها، مساء أول من أمس، أن مدفعيتها الثقيلة قصفت مواقع لـ«الجيش الوطني» ما بين سوق الخميس مسيحل وترهونة، في اليوم الثاني لانطلاق عملية «عاصفة السلام». كما وزعت العملية صورا تُظهر اختراقا طال مخازن ومنازل في عين زارة، ودمارا تعرض له مستشفى الصفوة في الهضبة، إثر ما قالت إنها نتيجة قذائف لقوات «الجيش الوطني».



بيان لدول عربية وإسلامية: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)
أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

بيان لدول عربية وإسلامية: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)
أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)

أكدت مصر و20 دولة ومنظمة التعاون الإسلامي، اليوم (السبت)، على الرفض القاطع لاعتراف إسرائيل باستقلال إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وللربط بين هذه الخطوة وأي مخططات لتهجير الفلسطينيين «المرفوضة شكلاً وموضوعاً».

وأشارت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إلى أن الاعتراف الإسرائيلي بالإقليم الذي يسعى للانفصال عن جمهورية الصومال الفيدرالية يُعد خرقاً سافراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأوضح البيان أن مصر والأطراف الموقعة على البيان تؤكد دعمها لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية، ورفض أي إجراء يخل بوحدة البلاد وسيادتها على أراضيها وسلامتها الإقليمية.

والدول الموقعة على البيان هي: مصر والسعودية والجزائر وجزر القمر وجيبوتي وغامبيا وإيران والعراق والأردن والكويت وليبيا والمالديف ونيجيريا وسلطنة عمان وباكستان وفلسطين وقطر والصومال والسودان وتركيا واليمن، بالإضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي.

وحذرت الخارجية المصرية من أن «الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يمثل سابقة خطيرة وتهديداً للسلم والأمن الدوليين».

وكانت إسرائيل أعلنت اعترافها باستقلال إقليم «أرض الصومال»، أمس الجمعة، في خطوة أثارت رفضاً عربياً واسع النطاق بالنظر إلى أن جمهورية الصومال هي إحدى الدول الأعضاء في الجامعة العربية.


الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، السبت، دعوته لجميع أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أكد فيه أنه يتابع عن كثب التطورات الجارية في محافظتي حضرموت والمهرة.

وشدد المبعوث الأممي على أهمية جهود الوساطة الإقليمية المستمرة، مشيراً إلى مواصلته انخراطه مع الأطراف اليمنية والإقليمية دعماً لخفض التصعيد، ودفعاً نحو حل سياسي شامل وجامع للنزاع في اليمن، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وحسب البيان، جدد الأمين العام دعوته إلى ضبط النفس وخفض التصعيد واللجوء إلى الحوار، وحث جميع الأطراف على تجنب أي خطوات من شأنها تعقيد الوضع.

ويأتي ذلك في ظل تصعيد عسكري متواصل للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، وسط تحركات إقليمية لاحتواء التوتر ومنع اتساع رقعة المواجهات.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، استعدادها للتعامل بحزم مع أي تحركات عسكرية تخالف جهود خفض التصعيد في محافظة حضرموت.

جاء ذلك استجابة لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، الذي دعا لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين من الانتهاكات التي ترتكبها عناصر مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي.


«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»
TT

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

جدَّد «المجلس الانتقالي الجنوبي» انفتاحه على «أي ترتيبات» مع «تحالف دعم الشرعية»، بقيادة السعودية والإمارات، وذلك بعد ساعات من دعوة السعودية المجلس لخروج قواته من حضرموت والمهرة، وتسليمها لقوات «درع الوطن» والسلطة المحلية، وكذا إعلان التحالف الاستجابة لحماية المدنيين في حضرموت استجابةً لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي.

ونقل إعلام المجلس أن قادته برئاسة عيدروس الزبيدي عقدوا اجتماعاً في عدن؛ لاستعراض التطورات العسكرية والسياسية، وأنهم ثمَّنوا «الجهود التي يبذلها الأشقاء في دول التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة؛ لإزالة التباينات وتوحيد وجهات النظر، بما يعزِّز الشراكة في إطار التحالف العربي لمواجهة التحديات والمخاطر المشتركة في الجنوب والمنطقة».

وكان وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وجَّه خطاباً مباشراً إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، دعا فيه إلى الاستجابة الفورية لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية، وإنهاء التصعيد في محافظتَي حضرموت والمهرة.

وقال الأمير: «إن الوقت حان للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذه المرحلة الحساسة لتغليب صوت العقل والحكمة والمصلحة العامة ووحدة الصف، بالاستجابة لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية لإنهاء التصعيد، وخروج قواته من المعسكرات في المحافظتين وتسليمها سلمياً لقوات درع الوطن، والسلطة المحلية».

من جهته حذَّر المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، اللواء الركن تركي المالكي، من أن أي تحركات عسكرية تخالف خفض التصعيد، «سيتم التعامل المباشر معها في حينه»، داعياً إلى خروج قوات المجلس الانتقالي من محافظة حضرموت، وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن، وتمكين السلطة المحلية من ممارسة مسؤولياتها.

وقال المالكي إن ذلك يأتي «استجابةً للطلب المُقدَّم من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، بشأن اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين بمحافظة حضرموت؛ نتيجة للانتهاكات الإنسانية الجسيمة والمروّعة بحقهم من قبل العناصر المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي».