القوات العراقية تحاصر «داعش» في عامرية الفلوجة

وصلت إلى وسط بيجي وتسعى لفك الحصار عن مصفاتها

عراقي يمر أمس أمام حطام سيارة في موقع انفجار وقع بحي الأمين في بغداد أول من أمس (إ.ب.أ)
عراقي يمر أمس أمام حطام سيارة في موقع انفجار وقع بحي الأمين في بغداد أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

القوات العراقية تحاصر «داعش» في عامرية الفلوجة

عراقي يمر أمس أمام حطام سيارة في موقع انفجار وقع بحي الأمين في بغداد أول من أمس (إ.ب.أ)
عراقي يمر أمس أمام حطام سيارة في موقع انفجار وقع بحي الأمين في بغداد أول من أمس (إ.ب.أ)

أكد رئيس المجلس المحلي في ناحية عامرية الفلوجة التي تقع شمال غربي بغداد أن «الناحية تشهد الآن استقرارا أمنيا نسبيا مع استمرار التحشدات من قبل الطرفين القوات العراقية وتنظيم داعش».
وقال شاكر محمود العيساوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المعارك الأخيرة التي خاضتها القوات العراقية ضد تنظيم داعش وبالأخص المعركة التي جرت أواخر الشهر الماضي واستمرت 3 أيام بين الثاني والعشرين والرابع والعشرين منه كانت بمثابة ضربة مفصلية للتنظيم» مشيرا إلى أن «هناك تقدما حققته المؤسسة العسكرية والأمنية العراقية، لا سيما الفرقة الـ14 التابعة إلى قيادة عمليات بغداد، بتحرير عدد من القرى المحيطة بالناحية وصولا إلى جسر العناز وهو الجسر الرابط بين ناحية عامرية الفلوجة والعاصمة بغداد». وأوضح العيساوي أن «تنظيم داعش يقوم بتحشدات الآن والقوات العراقية ومعها العشائر تقوم هي الأخرى بتحشدات يضاف إلى ذلك التحاق عشائر جديدة معنا كانت حتى وقت قريب في حالة تردد».
وفيما أشاد العيساوي بالضربات التي وجهها الطيران العراقي إلى مواقع «داعش» فإنه انتقد عدم فاعلية طيران التحالف الدولي قائلا إن «المعارك الأخيرة أبلى فيها الطيران العراقي بلاء حسنا بينما كانت فاعلية طيران التحالف الدولي أقل من المستوى المطلوب إذ أن هناك معسكرات لـ(داعش) ظاهرة للعيان لكنهم لم يوجهوا لها ضربات حتى الآن».
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع العراقية عن تمكن القوات الأمنية والحشد الشعبي من تحقيق «اختراق مهم» باتجاه عامرية الفلوجة بإسناد من القوة الجوية. وقال بيان للوزارة إن «قوة مشتركة، من فرقة المشاة السابعة عشرة، وقيادة فرقة المشاة الرابعة عشرة، والفرقة السادسة، تمكنت بالتعاون مع قوات الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، وإسناد مباشر من قبل صقور القوة الجوية الأبطال، من تطهير منطقة الرفوش ودويليبة وقرية شنيتر عبر عملية عسكرية كبيرة شنتها، ما أسفر عن نجاحها في عبور قناة الثرثار»، مشيرة إلى أن «القوات المشتركة ما تزال تواصل التقدم باتجاه عامرية الفلوجة».
وإلى الشمال من بغداد، أعلن ضابط في الجيش العراقي برتبة عقيد أن القوات العراقية وصلت إلى وسط مدينة بيجي أمس في محاولة لكسر حصار «داعش» لمصفاة بيجي القريبة وهي أكبر مصفاة نفطية في البلاد مما أدى إلى اشتباكات عنيفة مع عناصر التنظيم. ونقلت وكالة رويترز عن الضابط أن القوات دخلت من الجنوب والغرب وسيطرت على حي التأميم ووسط المدينة. وزرع «داعش» القنابل على الطرق في بيجي ونشر القناصة لمنع تقدم القوات العراقية وهي أساليب استخدمها في مدن أخرى يسيطر عليها. وقال الضابط «هناك عبوات ناسفة بدائية الصنع وقناصة مما يبطئ التقدم لكن وجود القوات الجوية سهل عملية إبطال مفعول العبوات الناسفة من أجل التقدم». وأضاف: «المناطق التي تمت السيطرة عليها حتى الآن تقع على بعد 6 كيلومترات من مصفاة بيجي»، مشيرا إلى مقتل 12 متشددا.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».