هدوء حذر في إدلب بعد اشتباكات في ريفها الجنوبي

TT

هدوء حذر في إدلب بعد اشتباكات في ريفها الجنوبي

عاد الهدوء الحذر إلى إدلب في شمال غربي سوريا بعد اشتباكات بين قوات النظام وفصائل معارضة جنوب إدلب أدى إلى مقتل أربعة من النظام.
قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إنه سجل «هدوءاً حذراً في عموم منطقة خفض التصعيد مع دخول وقف إطلاق النار الجديد يومه الـ13 على التوالي».
ويأتي الهدوء هذا بعد خروقات عدة شهدتها المنطقة أول من أمس، حيث كان «المرصد السوري» رصد مساء أول من أمس، ارتفاع عدد الخسائر البشرية جراء الاشتباكات على محور الفطيرة ومحاور ريف إدلب الجنوبي؛ إذ قتل 4 عناصر وأصيب آخرون من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، خلال محاولتهم التسلل على محور الفطيرة.
كما قتل عنصر من الفصائل وأصيب 4 آخرون من الفصائل المقاتلة خلال الاشتباكات ذاتها، حيث استمرت لساعات عجزت قوات النظام عن سحب جثث القتلى.
ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية، يرتفع عدد من قضوا في أرياف إدلب وحلب وحماة واللاذقية، منذ 26 أبريل (نيسان) 2018 تاريخ بدء تصاعد الفلتان الأمني في المحافظة، إلى 625، بينهم 178 مدنياً، بينهم 22 طفلاً و18 مواطنة و379 عنصراً ومقاتلاً من الجنسية السورية ينتمون إلى «هيئة تحرير الشام» و«فيلق الشام» و«حركة أحرار الشام الإسلامية» و«جيش العزة»، وفصائل أخرى عاملة في إدلب، و68 مقاتلاً من جنسيات صومالية، وأوزبكية، وآسيوية، وقوقازية، وخليجية، وأردنية، وتركية، اغتيلوا بالطرق ذاتها. كذلك، تسببت محاولات الاغتيال في إصابة عشرات الأشخاص بجراح متفاوتة الخطورة.
كان «المرصد» أفاد مساء الثلاثاء بمقتل أربعة عناصر تابعين لقوات النظام السوري، ومقاتل من الفصائل المسلحة المعارضة الثلاثاء في اشتباكات عنيفة في شمال غربي سوريا على الرغم من هدنة تم التوصل إليها وبدأ تنفيذها في السادس من مارس (آذار)، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وبحسب «المرصد»، فإنه «قتل أربعة من عناصر النظام ومقاتل من الفصائل» في اشتباكات في الريف الجنوبي لإدلب الواقع على أطراف آخر معاقل المعارضة في شمال غربي سوريا، والمشمول باتفاق وقف إطلاق النار.
وعلى الرغم من تسجيل اشتباكات في الساعات الأولى من الهدنة أوقعت ستة قتلى في صفوف قوات النظام وتسعة متطرفين، فإن الاتفاق سمح بإرساء هدوء واضح في محافظة إدلب التي شهدت طوال أشهر قصفاً عنيفاً لطائرات قوات دمشق وموسكو تسبب بكارثة إنسانية.
وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان قد توصلا للاتفاق خلال قمة عقدت في موسكو مطلع مارس الحالي.
ويتضمن الاتفاق تسيير دوريات مشتركة، اعتباراً من 15 مارس، على جزء كبير من الطريق السريعة «إم 4».



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.