لا أعتقد أن موضوعاً يطغى في العالم حاليا على موضوع فيروس كورونا الذي جعلنا ننغلق على أنفسنا وجعل مطارات وملاعب وصالات العالم فارغة وجعل المباريات تجري بدون جماهير وحتى الاجتماعات والمؤتمرات والندوات تم إلغاؤها والسينمات والمقاهي في بعض الدول تم إغلاقها... لا بل هناك دول كاملة تعيش تحت الحجر الصحي مثل إيطاليا.
ووسط حالات الهلع التي تعتري البعض يجب أن نفكر بشكل منطقي وأن نستمع لنصائح الحكومات التي وجدت أساساً لحمايتنا ولمصلحتنا ولما هو مفيد لنا...
فوظيفة الحكومة أي حكومة في الدنيا هي خدمة الشعب وتوفير الأمن والصحة والتعليم والعمل والأمل لهذا الشعب وصولا لتحقيق سعادته ورفاهيته، ولكن يجب على الشعب أيضاً أن يستمع لنصائح وتوجيهات الحكومات وأن يعي أن الإنسان طبيب نفسه أيضاً وفي مسائل كبيرة مثل (الأوبئة والأمراض) قناعاتك الشخصية تخصك ولا تطبق على بقية الناس، فمثلا هناك من يصر على السلام باليد والعناق رغم كل التحذيرات الطبية متعللا بعبارة واحدة وهي أن (الله هو الحافظ) وبالتأكيد ونعم بالله فهو خير الحافظين، ولكن الله أمرنا أن لا نرمي بأنفسنا في التهلكة وأنه لا ضرر ولا ضرار.
فإذا كنت من محبي (العناق وحب الخشوم) فيجب أن تجد من يبادلك هذا الأمر لا أن تفرضه على من لا يريد، ويجب أيضا أن تفهم أن مصاباً واحداً نقل العدوى لخمسمائة شخص لذلك علينا جميعا في مثل هذه الظروف الغريبة والجديدة على البشر أن نعبر عن مواطنتنا وإنسانيتنا بأن نتوخى الحذر وأن لا نكابر لأن الشغلة (ليست عنتريات).
نعم كورونا مرض ولكنه ليس قاتلاً لكل من يصاب به والآن أرى أرقاماً تقول إنه أكثر من سبعين ألف شخص تماثلوا للشفاء منه من أصل 120 ألف إصابة مؤكدة وحوالي أربعة آلاف حالة وفاة هي في الغالب لأشخاص لديهم مشاكل صحية وهذا لا يعني أبدا التخفيف من المرض ولا التهويل فيه بل هي دعوة للحذر والحرص وبنفس الوقت دعوة للحياة (الصحية) ليس في زمن الكورونا بل في كل زمان ومكان وفي كل وقت وحين.
في ديننا الحنيف نقول إن النظافة من الإيمان وأنا أتحدث ليس فقط عن نظافة الجسد بل نظافة الفكر ونظافة التعامل ونظافة التواصل وللأسف وجدت في (السوشيال ميديا) أمراضا أخطر بكثير من كورونا وأهم مرض هو نشر الشائعات أو الدفاع عن الغلط رغم أنه واضح وبيّن.
أمنياتي للجميع بالصحة والسلامة واتباع تعليمات الحكومات لأنها في النهاية من أجلنا جميعاً.
الحياة في زمن «كورونا»
الحياة في زمن «كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة