ارتفاع عدد إصابات «كوفيد ـ 19» في المغرب إلى ستة

تونس تهدد رافض الحجر الصحي بالسجن ستة أشهر

عمال صحة يتفقدون درجة حرارة مسافرين في مطار تونس الخميس الماضي (إ.ب.أ)
عمال صحة يتفقدون درجة حرارة مسافرين في مطار تونس الخميس الماضي (إ.ب.أ)
TT

ارتفاع عدد إصابات «كوفيد ـ 19» في المغرب إلى ستة

عمال صحة يتفقدون درجة حرارة مسافرين في مطار تونس الخميس الماضي (إ.ب.أ)
عمال صحة يتفقدون درجة حرارة مسافرين في مطار تونس الخميس الماضي (إ.ب.أ)

أعلنت وزارة الصحة المغربية، أمس، عن تسجيل 3 إصابات جديدة بفيروس «كورونا» المستجد (كوفيد - 19)، ليرتفع عدد الحالات المؤكدة بالفيروس إلى ست، كلها وافدة من مناطق تفشي المرض.
وأوضحت الوزارة في بيان أنه «تنفيذاً لمخططها الوطني لليقظة والتصدي لمرض (كوفيد – 19) وخصوصاً في إطار التحري السريع بين مخالطي أي حالة مرض، تم تأكيد إصابة زوجة وابنة السائح الفرنسي المصاب بفيروس (كورونا) المستجد، والذي كانت الوزارة قد أعلنت عنه أول من أمس الثلاثاء، كثالث حالة مؤكدة ببلادنا».
وأضاف البيان أن الحالتين الجديدتين كانتا تخضعان للمراقبة الطبية في العزل الصحي منذ يومين؛ حيث تم اتباع الخطوات المعمول بها من أجل إجراء التحليل المخبري بمعهد (باستور المغرب) الذي أكد إصابتهما».
وأشار المصدر إلى أن المصابتين توجدان حالياً تحت الرعاية الصحية بأحد مستشفيات مدينة مراكش؛ حيث يتم التكفل بهما وفقاً للإجراءات الصحية المعتمدة، كما أن حالتهما الصحية لا تدعو إلى القلق.
وبعد ساعات، أفادت الوزارة بأنه في إطار المنظومة الوطنية لليقظة والرصد الوبائي، وتنفيذاً لسياستها التواصلية، تعلن «وزارة الصحة إلى علم الرأي العام، أنه تم تسجيل سادس حالة إصابة مؤكدة بفيروس (كورونا) المستجد».
وأوضح البيان بأن الحالة السادسة تتعلق بمواطنة فرنسية من أصول سنغالية، بالغة من العمر 64 سنة، تعاني من أمراض مزمنة، وصلت إلى مدينة فاس يوم الخميس 5 مارس (آذار) قادمة من فرنسا، وظهرت عليها أعراض تنفسية يوم السبت 7 مارس، وتقدَّمت على أثرها إلى إحدى المؤسسات الصحية؛ حيث تم تشخيص حالتها المرضية من قبل طاقم طبي متخصص راودته شكوك حول إصابتها بالفيروس، ليتم اتباع الخطوات المعمول بها من أجل إجراء التحليل المخبري بالمعهد الوطني للصحة بالرباط الذي أكد الإصابة، وتم التكفل بها وفقاً للإجراءات الصحية المعتمدة.
من جهته، أكد مدير مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، محمد اليوبي، أن الوزارة تراقب بشكل يومي ما يقارب 300 شخص، كانوا على اتصال مع الحالات الثلاث المصابة بفيروس «كورونا» المستجد المسجلة بالمغرب، والذين لم تظهر عليهم أي أعراض للفيروس.
وأوضح اليوبي، خلال لقاء صحافي عقده مساء أول من أمس حول مستجدات الوضعية الوبائية لفيروس «كورونا» المستجد، أن الوزارة تواصل مراقبة هؤلاء الأشخاص حتى انقضاء فترة الـ14 يوماً التي تمثل فترة الحضانة القصوى للفيروس.
وأضاف أن الوضع الصحي للشخصين اللذين تأكدت إصابتهما بفيروس «كورونا» المستجد، مطمئن، ويتعلق الأمر بشخص يبلغ من العمر 39 سنة تأكدت إصابته بعد عودته من إيطاليا، وسائح فرنسي يبلغ من العمر 52 سنة قدم من باريس. وأشار اليوبي إلى أن الشخص الأول يتمتع بصحة جيدة ويتماثل للشفاء، بينما تعتبر أعراض مرض السائح الفرنسي بسيطة، مؤكداً أن هذا الأخير يخضع لشروط الحجر الصحي بمستشفى بمدينة مراكش.
وبخصوص السيدة البالغة من العمر 89 سنة، والتي وافتها المنية بمدينة الدار البيضاء، أوضح المسؤول المغربي أن حالتها كانت حرجة، وتوفيت رغم مجهودات وتدخلات الطاقم الطبي، المتكون من أساتذة باحثين في كليات الطب من تخصصات مختلفة، لا سيما في الأمراض التعفنية وعلم الفيروسات والإنعاش وتخصصات أخرى.
وأبرز اليوبي أنه تم اتخاذ جميع الاحتياطات والإجراءات الاحترازية اللازمة خلال دفن هذه السيدة، لضمان ظروف السلامة الصحية الآمنة، وتفادي أي احتمال لانتقال العدوى، مشيداً في هذا الصدد بالتعامل الإيجابي لعائلتها، مع تعليمات وزارة الصحة والسلطات الصحية لمدينة الدار البيضاء بخصوص الحجر الصحي.
وأكد اليوبي أن الوزارة ما زالت في إطار المرحلة الأولى من تنزيل المخطط الوطني لليقظة وللتصدي لفيروس «كورونا» المستجد، موضحاً أن هذه المرحلة تتميز بتسجيل حالات وافدة من الخارج.
من جهة أخرى، سعت السلطات التونسية إلى تفعيل مجموعة من القوانين ضد المشتبه بإصابتهم بفيروس «كورونا» في حال رفضهم الامتثال للحجر الصحي. وتأتي هذه الخطوة إثر نجاح تونسي مصاب بالفيروس في الفرار من مدينة بنزرت (60 كيلومتراً شمال العاصمة التونسية) إلى مدينة ستراسبورغ الفرنسية، مع علمه المسبق بإصابته بالمرض.
وتشير مصادر طبية تونسية إلى تعامل عدد من المشتبه بإصابتهم بالفيروس بـ«بساطة وتساهل، وعدم اكتراث بخطورة هذا الفيروس وسرعة انتشاره بين الناس»، وهو ما دفع بالسلطات التونسية إلى تفعيل القانون الجزائي الذي قد يوجه لمن يرفض الالتزام بإجراءات الحجر الصحي، سواء الذاتي أو داخل المؤسسات الصحية، بالتتبع القضائي والحكم ضده بالسجن وخطية مالية، وقد يقع تشديد العقوبة ضده، لتصل إلى التتبع من أجل تهمة القتل العمد أو القتل عن غير قصد، في حال تعمده نشر الفيروس.
في هذا الشأن، قال فريد بن جحا، المتحدث باسم محاكم المنستير والمهدية (وسط شرقي تونس) إن عدم احترام إجراءات العزل الصحي للمشتبه في إصابتهم بفيروس «كورونا» أو الذين ثبت حملهم للفيروس، يعرضهم للسجن لمدة ستة أشهر مع خطية مالية، وقد يصل الأمر إلى التتبع من أجل تهمة القتل العمد أو القتل عن غير قصد في أدنى الحالات، وذلك حسبما ينص عليه الفصل 312 من القانون الجزائي التونسي.
وكانت منطقة المهدية قد سجلت ثلاث إصابات مؤكدة بالمرض، وهي بذلك تستحوذ وحدها حتى الآن على نصف المصابين المؤكدين في تونس.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».