تقنية الدفع دون لمس... ثورة في عالم التبضّع الإلكتروني

دفع مالي مباشر وتحويلات آمنة

تقنية الدفع دون لمس... ثورة في عالم التبضّع الإلكتروني
TT

تقنية الدفع دون لمس... ثورة في عالم التبضّع الإلكتروني

تقنية الدفع دون لمس... ثورة في عالم التبضّع الإلكتروني

لا شكّ في أنّ أنظمة الدفع الإلكتروني تتسم بسهولة كبيرة. وسواء كنتم تستخدمون هاتفكم أو بطاقة الائتمان، تبقى هذه التقنية الوسيلة الأكثر أماناً لتسديد ثمن مشترياتكم.
تشهد طريقة استخدام البطاقات المصرفية تغييراً ثورياً بفضل أنظمة الدفع «دون لمس»، أو دون احتكاك. فقد تبدو هذه التقنية عاديّة في الاستخدام المحلّي، ولكنّها تمثّل تقدّماً كبيراً يستفيد منه المسافرون خارج بلادهم.
- دفع مالي مباشر
ما هي تقنية الدفع دون احتكاك ولماذا تعتبر مفيدة أثناء السفر؟ بدل تمرير بطاقتكم المصرفية أو إدخال رقاقتها في آلات الدفع، تتيح لكم تقنية الدفع دون لمس تمرير بطاقتكم أو هاتفكم بالقرب من نقطة الدفع أو ما يُعرف بآلة البطاقات المصرفية.
تأتي البطاقات المصرفية الصادرة حديثاً مجهّزة بهذه التقنية، ولكنّ التقدّم الحقيقي يظهر جلياً أثناء السفر وباستخدام الدفع دون لمس على الهاتف المحمول. تخزّن المحافظ الرقمية كـ«آبل باي» و«غوغل باي» و«سامسونغ باي» تفاصيل البطاقات المصرفية، مما يتيح لكم شراء أي شيء تريدونه بمجرّد فتح قفل هاتفكم والنقر على آلة الدفع. وغالباً ما يكون تقريب هاتفكم من الآلة كافياً، أي أنّكم لن تحتاجوا حتّى إلى فتح تطبيق الدفع.
تتضمّن جميع هواتف آبل وأندرويد الصادرة في السنوات القليلة الأخيرة خاصية الدفع دون لمس، ويمكنكم أيضاً استخدام الساعات الذكية والكثير من أجهزة مراقبة الرشاقة للغاية نفسها. ولا تقلقوا، فطريقة عمل بطاقاتكم المصرفية لن تختلف لأنّ المحافظ الإلكترونية ليست سوى مخزن لمعلومات البطاقات ووسيلة لتسهيل الدفع كما أن استخدام المحفظة الرقمية مجّاني.
وفي المتجر اسألوا موظف المبيعات إذا كانوا يتعاملون بخدمة الدفع دون لمس، أو انظروا إلى آلة الدفع وتحقّقوا ما إذا كانت تحمل رمز التقنية الذي يبدو كرمز الواي - فاي ويد تحمل بطاقة مصرفية إلى جانبه. وعندما تبدأون بالبحث عن هذا الرمز، سترونه في كلّ مكان تذهبون إليه.
تقدّر شركة فيزا أن 50 في المائة من مبيعات البطاقات المصرفية خارج الولايات المتحدة تتمّ بتقنية الدفع دون احتكاك، بينما تقول «ماستر كارد» إنّ النسبة العالمية لاستخدام هذه التقنية وصلت إلى 25 في المائة. وتؤكّد الشركتان أنّ هذه الأرقام تشهد ارتفاعاً إضافياً كلّ عام.
لا تشترط هذه التقنية علامة تجارية خاصّة أو نوع محدّد من الهواتف أو تطبيقات المحافظ النقّالة. فحتّى لو كانت الآلة تحمل رمز تطبيق آبل باي، لن تواجهوا أي مشاكل في الدفع بواسطة هاتفكم الأندرويد وتطبيق «غوغل باي».
بالسهولة نفسها، يمكنكم أيضاً تخزين البطاقات التابعة للعديد من خطوط الطيران أو بطاقات أخرى في المحفظة الرقمية، حتّى أنّ بعض أنظمة قطار الأنفاق، كـ«أندرغراوند» في لندن، تقبل الدفع بهذه الطريقة.
- تحويلات آمنة
ليست السهولة الصفة الوحيدة التي تميّز تقنية الدفع دون لمس، بل الأمان أيضاً، لأنّها ببساطة تحفظ بطاقاتكم المصرفية بصيغة مشفّرة خلف شاشة هاتفكم المقفلة. هذا الأمر من شأنه أن يمنع أي نوع من القراصنة من نسخ أرقام البطاقة واستخدامها، لا سيما أن الاسم والرمز الأمني المؤلّف من ثلاثة أرقام لا يمكن نقلهما، ولا حتّى رؤيتهما، مما يعني أنّ أحداً لا يمكنه استخدام بطاقتكم للشراء حتّى ولو حصل على أرقامها.
وفي حال كنتم تملكون بطاقة مصرفية مزوّدة بتقنية الدفع دون احتكاك، استخدموها لأنّها ستكون أكثر أماناً من عملية التمرير المغناطيسي. تقول شركة فيزا إنّ 100 مليون بطاقة من هذا النوع صدرت حتّى اليوم في الولايات المتحدة، وتقدّر أن يصل عددها إلى 300 مليون مع نهاية العام الحالي.
في حال كنتم مسافرين ولا تملكون حزمة بيانات خلوية، لا تقلقوا، فعمل تقنية الدفع دون لمس لن يتأثّر لأنّها ببساطة تتطلّب اتصالاً بين الهاتف وآلة الدفع فقط. ولكنّكم طبعاً لن تحصلوا على إشعار بعملية الشراء عبر التطبيق إلّا بعد تسجيل دخولكم في شبكة واي - فاي. وفي حال تعرّضتم لسرقة هاتفكم، يمكنكم أن تسجّلوا دخولكم في حسابكم من مكان آمن لإيقاف عمل البطاقات المخزّنة في محفظتكم الرقمية.
تقدّم الشركات العالمية كـ«فيزا»، و«ماستر كارد»، والمصارف الكبرى كـ«تشيس»، و«بانك أوف أميركا» و«سيتي بانك» تفاصيل إضافية حول تقنية الدفع دون احتكاك. كما يمكنكم التواصل مع المصرف المسؤول عن بطاقتكم، وتجربتها في متجر محلّي قبل استخدامها في الخارج. ومن يدري، قد تفضّلون استخدامها محلياً وليس فقط أثناء السفر.
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

تكنولوجيا كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

الصورة تساوي ألف كلمة، لكنك لا تحتاج إلى كتابة أي منها من أجل البحث على الإنترنت هذه الأيام، إذ تستطيع البرامج الموجودة على هاتفك، بمساعدة الذكاء الاصطناعي....

جيه دي بيرسدورفر (نيويورك)
تكنولوجيا تتيح منصة «Bolt.new» تطوير وتشغيل التطبيقات مباشرة عبر المتصفح معتمدةً على الذكاء الاصطناعي وتقنية الحاويات الويب دون الحاجة لإعدادات محلية (bolt.new)

تعرف على خدمة تطوير التطبيقات من المتصفح مباشرة مع «Bolt.new»

حققت خدمة «Bolt.new» نقلة نوعية في مجال تطوير التطبيقات؛ إذ تتيح للمطورين كتابة وتشغيل وتحرير التطبيقات مباشرة عبر المتصفح.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
يوميات الشرق تحوّلت الهواتف الذكية بما فيها من تطبيقات إلى إدمان العصر (رويترز)

كيف تقطع يدك الافتراضية... 7 خطوات للحدّ من الإدمان على الهاتف

باتت الهواتف الذكية امتداداً لليَد البشريّة، وكأنها يدٌ جديدة التصقت بها. العيون لا تفارقها ليل نهار، فهل من سبيل للتخفيف من هذا الإدمان المستجدّ؟

كريستين حبيب (بيروت)
أوروبا شعار تطبيق «تلغرام» (رويترز)

وفق تعديلات جديدة... «تلغرام» قد يرسل معلومات تخص بعض مستخدميه للسلطات القضائية

عدّل تطبيق «تلغرام» قواعد الإشراف الخاصة به من أجل التعاون بشكل أكبر مع السلطات القضائية، وفق ما قال، الاثنين، مؤسس المنصة ورئيسها بافل دوروف.

«الشرق الأوسط» (باريس)
تكنولوجيا علماء النفس يوصون بتسجيل قوائم على تطبيق الملاحظات لتسجيل اللحظات المبهجة والأهداف والتفاصيل الصغيرة (رويترز)

تطبيق الملاحظات على هاتفك... كيف يجعلك أكثر سعادة؟

يوصي علماء النفس باستخدام تطبيق الملاحظات على الهاتف للاحتفاظ بقوام لما يسميه الشاعر روس جاي «المتع» - «تلك الأشياء الصغيرة التي تلاحظها في العالم وتبهجك».

«الشرق الأوسط» (لندن)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».