الأردن: تحسن صحة المصاب الوحيد... وإجراءات إضافية مرتقبة

TT

الأردن: تحسن صحة المصاب الوحيد... وإجراءات إضافية مرتقبة

شددت عمان إجراءاتها الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا الجديد، بعد أن بلغ عدد الأشخاص في الحجر الصحي أكثر من ٧٠ يخضعون لفحوصات يومية، في حين بلغ العدد الكلي للحالات التي أُدخلت الحجر الصحي ثم غادرته بعد قضاء 14 يوماً وثبوت عدم إصابتها 219 حالة.
وكانت السلطات الأردنية أعلنت عن حالة واحدة مصابة بفيروس كورونا الجديد الأسبوع الماضي، لمواطن عائد من إيطاليا، واتّخذت إجراءات احترازية بحق أسرة المواطن وزملائه في العمل، وتنفيذ حجر منزلي لهم إلى حين إتمام الفحوص المخبرية التي تؤكد سلامتهم من المرض. وأكّدت مصادر مقربة من عائلة الشاب بأن «الفحوصات الأخيرة التي أجريت له أكدت تراجع تأثير الفيروس في جسد ولدهم».
وفيما اتخذت الحكومة الأردنية أمس الأحد حزمة من القرارات في مواجهة زيادة الحالات المصابة في دول الجوار، قررت أيضا منع سفر الموظفين في القطاع العام، ومنع استقبال العمالة الوافدة، في حين علمت «الشرق الأوسط» أن قرارا ما زال تحت الدراسة لمنع دخول الفلسطينيين والمصريين إلى البلاد في ظل ارتفاع أعداد الإصابات في هاتين الدولتين. يأتي ذلك بينما تواصل السلطات الالتزام بعدم استقبال غير الأردنيين من دول الصين وكوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا. وتحدّثت أنباء عن قرار رسمي مرتقب بشأن المعابر الحدودية خلال الـ24 الساعة المقبلة.
وفي خطوة إجرائية لاحقة، زار كل من وزير الداخلية سلامة حماد ووزير العدل بسام التلهوني ومدير الأمن العام اللواء حسين الحواتمة مركز إصلاح وتأهيل الجويدة، للاطّلاع على الإجراءات المتخذة للوقاية والحماية من مرض كورونا داخل مختلف مراكز الإصلاح والتأهيل.
وأكد وزير الداخلية أن مراكز الإصلاح والتأهيل تشهد تجمعا لعدد كبير من الأشخاص في مكان واحد، وهي من الأماكن الواجب التعامل معها بكل جدية فيما يتعلق بالوقاية والحماية من الفيروس. من جهته، أكد اللواء حسين الحواتمة على اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة ضد مرض كورونا داخل مراكز الإصلاح والتأهيل حيث جرى توزيع أجهزة قياس الحرارة على كافة مراكز الإصلاح والتأهيل، وسيتم وعلى وجه السرعة توزيع كميات أكبر من تلك الأجهزة بما يضمن فحص كل من يدخل إلى مراكز الإصلاح من نزلاء أو زوار، كما جرى توزيع كميات إضافية من المعقمات الطبية على كافة المراكز.
وتسبب الإعلان الرسمي عن اكتشاف أول إصابة بمرض كورونا في الأردن الأسبوع الماضي، بحالة قلق بين المواطنين، ومقاطعتهم للتسوق من المراكز التجارية الكبرى في البلاد، بعد معرفة مكان عمل الشاب المصاب.
وفي تصريحات سابقة، أكد الشاب الأردني محمد الحياري في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» بأن إصابته بالمرض «لم تشكل خطورة على حياته أو حياة الأشخاص الذين خالطهم قبل اكتشاف إصابته»، مشدداً بأنه على تواصل مع أسرته.
وشدد الحياري، المقيم في مقر الحجر الصحي في مستشفى الأمير حمزة شرقي العاصمة عمان، بأنه يتلقى العلاج من قبل فريق طبي متخصص، وقد بدأ يشعر بتراجع حدة الأعراض بفضل العلاجات المتوفرة، والرقابة المستمرة، مشيرا إلى أن الإجراءات الطبية المتبعة توفر قدرا كبيرا من الاطمئنان لدى المرضى.
وأشار أول مصاب أردني بالمرض، إلى أن الفرق الطبية المتخصصة نفذت عمليات تعقيم لمنزله ومكان عمله، ضمن مستوى فني متخصص، وبأن إجراءات حصر المخالطين له وفحصهم أسهمت في تبديد حالة الخوف الزائد من المرض وانتقال العدوى خصوصاً من الأشخاص أصحاب المناعة الجيدة.
وكانت السلطات الأردنية قد نقلت الموجودين في الحجر الصحي في مستشفى الوبائيات التابع لمستشفى البشير الحكومي، إلى فندق في عمان تم استئجاره من قبل وزرة الصحة ليكون موقعا مخصصا للحجر، وتم عزل الفندق طبياً بشكل كامل ويتوفر فيه فريق طبي.
وكان وزير الصحة الأردني سعد جابر قد كشف في وقت سابق عن خطة حكومية احترازية «لمنع التجمعات في الجامعات والمقاهي ودور العبادة والمدارس في حال انتشر المرض محلياً»، مشدداً على أن الحكومة الأردنية تتعامل مع المرض على «أنه قابل للانتشار، وتضع خططا للتعامل معه كوباء، من خلال تفعيل اللجنة الوطنية للأوبئة».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.