أدى الإنتشار الواسع لفيروس كورونا القاتل، والمعروف علمياً بإسم "كوفيد - 19"، والمخاوف من تمدده الى أبعد من أنحاء الصين واليابان وكوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا والفلبين، فضلاً عن دول أخرى في آسيا وأوروبا الغربية والشرق الأوسط، إلى ادخال تعديلات عميقة على خطط الأمم المتحدة لعقد ثاني أكبر اجتماعاتها السنوية للجنة وضع المرأة المقررة بين 9 مارس (آذار) الجاري و20 منه.
وبعد مداولات مستفيضة شهدت جدالات بين ممثلي العديد من الدول، استجابت الجمعية العامة للأمم المتحدة لتوصية الأمين العام أنطونيو غوتيريش بخفض مستوى التمثيل في الاجتماعات وحصرها ضمناً بالمندوبين الدائمين والسفراء الموجودين أصلاً في نيويورك بدلا من إرسال وفود رفيعة المستوى من الدول الـ193 الأعضاء، على أن تقتصر على يوم واحد بدلاً من 11 يوماً هي المدة المعتادة لهذا المنتدى.
ويشارك في هذه الاجتماعات عادة ما بين 10 آلاف و12 ألف شخص سنوياً، وفي رسالة وجهت الى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة نقل رئيس اللجنة المندوب الأرميني الدائم لدى الأمم المتحدة مهر مارغاريان عن غوتيريش أنه "أوصى بشدة أيضاً بأن يمتنع الممثلون المتمركزون في العاصمة عن السفر الى المقر الرئيسي" في نيويورك.
وكان الأمين العام اقترح على لجنة وضع المرأة النظر في احتمال عقد "اجتماع مصغَّر" في مارس (آذار) الجاري.
وفي سياق الاعتراضات من الهيئات التي تشارك عادة في الاجتماعات السنوية، أفادت المديرة التنفيذية للشبكة العالمية لبناة السلام فيكتوريا كابريرا باليزا أنه "لا ينبغي إلغاء الجلسة السنوية الرابعة والستين للجنة وضع المرأة بسبب تفشي فيروس كورونا - لكن ينبغي تعديل منهجيته"، مضيفة أنه "حدث مهم للغاية يجلب زخماً كبيراً للدفاع عن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، وخاصة هذا العام ونحن نحتفل بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لإعلان ومنهاج عمل بيجينغ"، البرنامج العالمي الأكثر شمولاً لحقوق المرأة. وكذلك رأت أنه على رغم تفشي الفيروس واقتراح الأمين العام لرئيسة لجنة وضع المرأة "لا أعتقد أنه ينبغي أن يقتصر على الوفود الموجودة في نيويورك فقط"، مبررة هذا الإعتراض بما سمته "القيمة المضافة لجلسات وضع المرأة" من خلال "المشاركة الكبيرة للناشطات في مجال حقوق المرأة وخبراء النوع الإجتماعي من كل أنحاء العالم".
وعقب إعلان الأمين العام في شأن تهديد فيروس كورونا وقرار لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة في شأن دورتها السنوية الـ64، قررت لجنة المنظمات غير الحكومية المعنية بوضع المرأة "إلغاء كل فعاليات منتدى المنظمات غير الحكومية بسبب التهديد الحالي الذي يمثله فيروس كورونا". وتشمل الفعاليات التي ألغيت 550 نشاطاً. وتعهدت دفع المبالغ المستحقة عن كل هذه المناسبات في غضون 4 الى 6 أسابيع.
وقال رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جون إنه على رغم أن تفشي فيروس كورونا كان له "تأثير سلبي" على اقتصاد البلاد، فإن بيجينغ تعمل على إنعاش اقتصادها، مضيفاً أن كورونا "وباء بالتأكيد، وأثر سلباً على الاقتصاد الصيني". وقال إنه "بسبب المرونة القوية والاستهلاك المحلي الهائل والسوق المحلية وبسبب الأساس المتين للاقتصاد الصيني، نحن على ثقة كبيرة بأننا قادرون على تحقيق الأهداف التي حددناها لهذا العام، الأهداف الاقتصادية، الأهداف الاجتماعية".
وفي غضون ذلك، أعلنت الأمم المتحدة قراراً بتخصيص 15 مليون دولار أميركي من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارىء للمساعدة في تمويل الجهود العالمية لاحتواء فيروس كورونا، خصوصا في البلدان ذات الأنظمة الصحية الضعيفة.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة منسق المعونة الطارئة مارك لوكوك إن المنحة التي أطلقت من صندوق الطوارىء التابع للأمم المتحدة "ستساعد البلدان التي لديها أنظمة صحية هشة على تعزيز عمليات الكشف والاستجابة"، ويمكنها أن تساهم في "إنقاذ حياة ملايين الأشخاص المستضعفين".
ويأتي هذا الإعلان بعد ثلاثة أيام من رفع درجة تقييم الخطر في انتشار فيروس كورونا عالمياً إلى "مرتفع للغاية" من منظمة الصحة العالمية، أثر الزيادات الأخيرة المفاجئة في الإصابات في بلدان مثل إيطاليا وإيران وكوريا الجنوبية، فضلاً عن الجزائر والنمسا وكرواتيا وألمانيا وإسبانيا وسويسرا، بالإضافة إلى البحرين والعراق والكويت وعمان.
وكانت منظمة الصحة العالمية دعت إلى توفير 675 مليون دولار أميركي لتمويل مكافحة الفيروس.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانون غيبريسوس إن "الانتشار المحتمل للفيروس في بلدان ذات أنظمة صحية أضعف هو أحد أكبر مخاوفنا"، مضيفاً أن هذه الأموال ستساعد في دعم هذه البلدان للاستعداد "للكشف عن الحالات وعزلها، وحماية العاملين الصحيين، ومعالجة المرضى بكرامة والرعاية المناسبة. هذا سيساعدنا على إنقاذ الأرواح ووقف الفيروس".
مخاوف كورونا تدفع الأمم المتحدة إلى تقليص اجتماعات كبرى
تخصيص 15 مليون دولار لتمويل الجهود العالمية لاحتواء الفيروس
مخاوف كورونا تدفع الأمم المتحدة إلى تقليص اجتماعات كبرى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة