اليمن: المتمردون ينهبون ويفجرون منازل ومؤسسات في الجوف

القوات المشتركة تتصدى للميليشيات في الضالع وإصابة عاملي إغاثة في الحديدة

اللجنة الدولية للصليب الأحمر لدى توزيعها مساعدات على النازحين في مأرب (الشرق الأوسط)
اللجنة الدولية للصليب الأحمر لدى توزيعها مساعدات على النازحين في مأرب (الشرق الأوسط)
TT

اليمن: المتمردون ينهبون ويفجرون منازل ومؤسسات في الجوف

اللجنة الدولية للصليب الأحمر لدى توزيعها مساعدات على النازحين في مأرب (الشرق الأوسط)
اللجنة الدولية للصليب الأحمر لدى توزيعها مساعدات على النازحين في مأرب (الشرق الأوسط)

شرعت الميليشيات الحوثية في تفجير منازل ومؤسسات ومقرات حكومية في مديرية الحزم، مركز محافظة الجوف، (شمال شرقي صنعاء)، وذلك بالتزامن مع معارك ضارية يخوضها الجيش ضد المتمردين في الأنحاء الشرقية من المركز، حسبما أفادت مصادر عسكرية محلية. وجاءت هذه التطورات في وقت تمكّنت القوات اليمنية المشتركة في محافظة الضالع (جنوب) من صد هجمات للميليشيات وتكبيدها خسائر ضخمة.
وتواصلت العمليات العسكرية في جبهات محافظة الجوف، واشتدت في الأطراف الشرقية لمديرية الحزم، حيث انسحبت إليها قوات الجيش الوطني، بعد توغل الميليشيات الحوثية في مدينة الحزم، وذلك بعد أكثر من شهر من المعارك العنيفة التي شهدتها الجبهة.
وذكرت مصادر عسكرية ميدانية أن «قوات الجيش دفعت بتعزيزات عسكرية جديدة للقتال، فيما يتوافد رجال القبائل الموالية للشرعية للمشاركة في القتال بجانب قوات الجيش الوطني في الوقت الذي باشرت ميليشيات الحوثي بعمليات تحشيد جديدة من محافظة حجة، شمال غرب، من الأطفال والشباب للدفع بهم إلى جبهات القتال». وتحدثت مصادر محلية عن «شن ميليشيات الحوثي حملة اختطافات في صفوف المدنيين بمدينة الحزم بتهمة مساندة قوات الشرعية، المدعومة من تحالف دعم الشرعية». وشرعت الميليشيات الانقلابية، حسب المصادر، بعمليات اقتحام ونهب لمنازل عدد من القيادات العسكرية المقاتلين في صفوف الجيش الوطني ومنازل مدنيين وقامت بتفجير عدد من المنازل والمؤسسات الحكومية، إضافة إلى اعتراض طريق عشرات العائلات الساعية للنزوح. وأكدت المصادر أن آلاف الأسر في محافظة الجوف شرعت في النزوح إلى محافظة مأرب المجاورة إلى الشرق جراء التصعيد العسكري لميليشيات الحوثي الانقلابية، خلال اليومين الماضيين.
في غضون ذلك، أكدت المصادر أن القوات المشتركة تصدّت في الجبهات الشرقية لمديرية الحشاء، غرب الضالع، لهجوم شنته ميليشيات الحوثي على مواقع الجيش، في وقت تخوض فيه القوات معارك عنيفة ضد الميليشيات التي تستميت في الدفاع عن آخر معاقلها على حدود محافظة الضالع في مناطق العود ومديرية الحشاء. وقال مصدر ميداني، نقل عنه المركز الإعلامي لمحافظة الضالع، إن «القوات تصدت لهجوم حوثي عنيف استخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة من قبل الميليشيات بشكل مفرط، بما فيها المضادات الجوية وسلاح المدفعية الثقيل الذي ساند الهجوم الميليشياوي». وكشف قائد الكتيبة الأولى في اللواء الرابع مقاومة، النقيب أصيل حزام، عن الأهداف الكامنة وراء التصعيد الحوثي الأخير بالضالع ومحاولاته المستميتة للتقدم، وقال إن «الميليشيات استقدمت تعزيزات كبيرة خلال الأيام الماضية بهدف مهاجمة مواقع القوات المشتركة في الفاخر والجب والحشاء، في محاولة منها لإعاقة تقدم الجيش صوب مركز مديرية الحشاء وبلدة العود شمال الضالع».
وأكد حزام أن قوات الجيش أفشلت الورقة الحوثية، من خلال عملية التصدي للهجمات، والسعي لاستمرار العمليات إلى مناطق أبعد من مناطق الحشاء والعود.
في سياق ميداني آخر، أصيب عاملا إغاثة يمنيان جراء انفجار عبوة ناسفة، زرعتها ميليشيات الحوثي في طريق شاحنة تحمل مواد إغاثية على الخط الرئيسي في مديرية الدريهمي، جنوب الحديدة. وقال مصدر طبي في مستشفى الدريهمي، إن «المستشفى استقبل حالتين أصيب صاحباها جراء انفجار عبوة ناسفة زرعتها ميليشيات الحوثي بشاحنة كانت تحمل مواد إغاثية في خط الدريهمي، حيث أدى الانفجار إلى إصابة السائق، ومرافقه، وتم نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم».
ولاقى انفجار الشاحنة الإغاثية التابعة لمنظمة الغذاء العالمي، سخطا كبيرا من قبل الأهالي الذين قالوا إن «الميليشيات تعمدت تفجير الشاحنة التي تحمل مواد إغاثية في مسعى منها لإعاقة وصولها إلى المتضررين والنازحين من أبناء الحديدة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.