الجيش اليمني يقطع خطوط إمداد الانقلابيين في نهم... ومعارك ليلية بالضالع

TT

الجيش اليمني يقطع خطوط إمداد الانقلابيين في نهم... ومعارك ليلية بالضالع

أفاد المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية، أمس، بأن قوات الجيش الوطني «تمكنت من قطع خطوط إمداد الميليشيات الحوثية إلى نجد العتق في جبهة نهم، شرق العاصمة صنعاء».
وقال المركز في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إن «قوات الجيش دمرت 3 أطقم عسكرية و3 عربات كانت تحمل على متنها تعزيزات بشرية للميليشيات، وجميع من كانوا على متنها بين قتيل وجريح»، وإن «الجيش يخوض في هذه اللحظات معارك عنيفة ضد الميليشيات، ويحاصر مجاميع من عناصرها».
وفي السياق؛ استهدفت مقاتلات تحالف دعم الشرعية عدداً من المواقع والتجمعات للميليشيات في مناطق مختلفة من جبهة نهم.
وبينما تمكنت قوات الجيش الوطني من التقدم في ميسرة جبهة نهم، عقب قتال عنيف ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية، دمرت مدفعية الجيش، مساء السبت، طاقمين عسكريين وعربتين تابعة لميليشيات الحوثي في جبهة نهم، وقتل من كان على متنها.
وبثّ المركز الإعلامي للقوات المسلحة مشاهد تظهر فيها قوات الجيش الوطني وهي «تدك مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي الانقلابية بصواريخ الـ(كاتيوشا) في جبهة نهم”.
وعلى وقع المعارك العنيفة في محافظة الجوف، شمالاً، منذ شهر، تشهد الجبهات الغربية والشمالية في الضالع، بجنوب البلاد، معارك متقطعة، في ظل استمرار الميليشيات الحوثية في انتهاكاتها وتصعيدها العسكري في محافظة الحديدة، غرباً.
وفي الضالع، شهد محيط معسكر «الجب» الاستراتيجي، وبلدتا بتار والجب، جنوب غربي قعطبة، معارك ليلية بين وحدات من القوات المشتركة وعناصر من ميليشيات الحوثي الانقلابية، إثر محاولة مستميتة من قبل الانقلابيين للتوغل في منطقة المواجهات ومهاجمة تحصينات القوات.
وقال العقيد وضاح الأزرقي، بحسب ما أورده المركز الإعلامي لمحافظة الضالع، إن «الميليشيات الحوثية حاولت بشكل مستميت شن هجوم عنيف في أطراف معسكر الجب، وكذا بلدة بتار عند الثانية والنصف من فجر الأحد، مستخدمة استراتيجية الغطاء الناري الكثيف في التوغل والاقتحام».
وذكر مصدر ميداني أن «وحدات من ألوية الصاعقة والمقاومة الجنوبية و(لواء الشهيد شلال الشوبجي)، و(كتائب الشهيد مروان العشوي)، تمكنت وفي وقت قياسي من السيطرة على الموقف وإجبار مسلحي الجماعة المدعومة من إيران على التراجع صوب ثكناتهم السابقة».
وتأتي هذه المحاولة المستميتة من قبل ميليشيات الانقلاب في مهاجمة مواقع القوات الجنوبية في بتار والجب، بعد أقل من ساعة ونصف الساعة من عملية مماثلة تحطمت على أطراف حبيل العبدي ولكمة بقطاع الفاخر.
وفي الحديدة، أفادت مصادر عسكرية في الساحل الغربي، بشن ميليشيات الانقلاب، فجر الأحد، هجوماً مكثفاً، ضمن تصعيدها العسكري وخروقاتها المتصاعدة للهدنة الأممية، على مواقع القوات المشتركة في الـ«كيلو 16»، المنفذ الشرقي لمدينة الحديدة، ومدينة الصالح، شرق المدينة، ما أسفر عن اندلاع مواجهات وقصف متبادل بمختلف الأسلحة، مؤكدة «وقوع قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين، وذلك بالتزامن مع شن قصف بنيران أسلحتها، المتوسطة والثقيلة، على الأحياء السكنية في مدينة حيس، جنوباً».
وذكر أن «القوات المشتركة أفشلت، مساء السبت، محاولتي تسلل إلى مواقع القوات إلى مناطق نائية في الجبلية والفازة بمديرية التحيتا، جنوب الحديدة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.