كينيا تغلق حدودها مع الصومال... وتحذير من هجوم إرهابي في نيروبي

مقتل 4 آلاف شخص في بوركينا فاسو ومالي والنيجر عام 2019

جنود من الجيش الفرنسي خلال دوريات في منطقة ريفية أثناء عملية برخان في شمال بوركينا فاسو نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
جنود من الجيش الفرنسي خلال دوريات في منطقة ريفية أثناء عملية برخان في شمال بوركينا فاسو نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

كينيا تغلق حدودها مع الصومال... وتحذير من هجوم إرهابي في نيروبي

جنود من الجيش الفرنسي خلال دوريات في منطقة ريفية أثناء عملية برخان في شمال بوركينا فاسو نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
جنود من الجيش الفرنسي خلال دوريات في منطقة ريفية أثناء عملية برخان في شمال بوركينا فاسو نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)

حذرت الولايات المتحدة، أول من أمس، من أن متطرفين قد يخططون لشن هجوم على فندق كبير في العاصمة الكينية، نيروبي، وحثّت مواطنيها على توخي الحذر، وذلك تزامناً مع قرار للحكومة الكينية بإغلاق حدودها البرية مع الصومال، لتجنُّب وقوع المزيد من الهجمات داخل أراضيها، وفق ما ذكرته وكالة «بلومبرغ» للأنباء.
ونقلت «بلومبرغ» عن موقع السفارة الأميركية على الإنترنت، أن هدف الهجوم هو فندق كبير في نيروبى، لم يتم تحديده، ولكن يُعتقد أن كثيراً من السائحين ورجال الأعمال يرتادونه. وناشدت السفارة في تحذيرها الزائرين توخي الحذر عند زيارة الفنادق في نيروبى والمناطق المحيطة بها أو الإقامة فيها. وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في تحذيرها: «لم يُعرف الفندق بالتحديد، لكن يُعتَقَد أنه فندق يقصده السياح والمسافرون من رجال الأعمال». ويطلب هذا التنبيه، الصادر عن السفارة الأميركية في كينيا، من المسافرين الموجودين في فندق بالعاصمة «الاستعلام حول خطة الإخلاء»، ومتابعة التطورات في الإعلام المحلي. ولم تحدد وزارة الخارجية مَن يقف وراء مخطط الهجوم المفترض.
من جهتها، قررت الحكومة الكينية إغلاق حدودها البرية مع الصومال، لتجنب وقوع المزيد من الهجمات داخل أراضيها، بحسب ما أوردت صحيفة «ذي ستاندرد» الكينية. وجاء إغلاق الحدود، عقب انتهاء اجتماع أمني عقده الرئيس الكيني أوهورو كينياتا مع مسؤولين من الإقليم الشمالي الشرقي في كينيا.
إلى ذلك، استدعت وزارة الخارجية الفرنسية سفير مالي في باريس، أول من أمس (الخميس)، إثر تشكيكه بأداء الجنود الفرنسيين واتهامهم بارتكاب «تجاوزات» في باماكو، وفق ما علمت «وكالة الصحافة الفرنسية» من الوزارة. وقال مصدر في الوزارة: «أعربنا له عن سخطنا إزاء تصريحاته التي لا أساس لها، والصادمة لصدورها عن دولة حليفة في مكافحة الإرهاب». وأضاف أن «الرسائل التي نتلقاها من السلطات المالية تتواءم وفداحة التصريحات». والأربعاء الماضي، ندد السفير توماني دجيمه ديالو أمام لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الفرنسي بـ«المشكلات» التي يطرحها الفيلق الأجنبي الفرنسي في بلاده، وندد بما وصفه بـ«تجاوزات» في العاصمة باماكو. وقال: «في بعض الأحيان، في شوارع باماكو، ستجدونهم، أجسادهم مغطاة بالوشوم ويقدّمون صورة لا نعرفها عن الجيش (الفرنسي). إنّه أمر مثير ويثير الحيرة».
وردّ مكتب وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، أول من أمس (الخميس)، بأنّ «هذا التشكيك ليس مغلوطاً فحسب، وإنّما غير مقبول». يجيء هذا في الوقت الذي فيه أعلن فيه الاتحاد الأفريقي، أول من أمس، عزمه نشر 3 آلاف جندي في منطقة الساحل سعياً منه لكبح انتشار متطرفين فيها، وأيضاً لمنع تدهور الوضع الأمني، ولكن من دون أن يحدد آليات الانتشار والجدول الزمني».
ولم يكن القرار الذي اتُّخذ خلال قمة الاتحاد الأفريقي، في بداية فبراير (شباط)، قد أُعلن عنه بعد، وجرى ذلك خلال مؤتمر صحافي في أديس أبابا لمفوّض الاتحاد من أجل السلم والأمن إسماعيل شرقي، على هامش قمة للاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي».
وقال شرقي: «بخصوص قرار القمة بشأن العمل على نشر قوة من 3 آلاف فرد لمساعدة الساحل على إضعاف الجماعات الإرهابية، أعتقد أنّه قرار سنعمل عليه مع مجموعة دول الساحل الخمس والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا». وأضاف أنّ «هذا القرار اتُّخذ، إذ كما ترون، التهديد يتزايد ويصير أكثر تعقيداً». ومنذ عام 2014، تشكّل مجموعة دول الساحل التي تتخذ من نواكشوط مقراً لها، وتضم موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد، إطاراً للتعاون الأمني والتنموي بين هذه الدول الواقعة في غرب أفريقيا».
وإزاء تقدّم اعتداءات المتطرفين والتدهور الأمني في وسط مالي عام 2017، وكذلك في بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين، أحيت مجموعة الساحل مشروعها لتشكيل قوة مشتركة، بعدما أعلِن عنه بداية في 2015.
غير أنّ هذه القوة التي يتوجب أن تضم في نهاية المطاف خمسة آلاف جندي لمواجهة المتشددين في المناطق الحدودية لهذه الدول، تجد صعوبات في ظل تزايد التحديات. ولم تنشر النتائج الختامية للقمة الأفريقية بعد، غير أنّ الدبلوماسيين أكدوا العزم على تنفيذ الانتشار.
وقال مندوب جنوب أفريقيا في الاتحاد الأفريقي إدوارد كزوليسا ماكايا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنّ «القمة قررت نشر 3 آلاف فرد لمدة ستة أشهر لمساعدة دول الساحل على مجابهة التهديد الذي تواجهه». وأضاف: «إنه مجرد مؤشر، أو بالأحرى إنّها لفتة تضامن مع شعوب الساحل»، معرباً عن الأمل في أن ينفذ الانتشار «خلال العام الحالي». لكن لا يزال يتوجب العمل على بعض الإجراءات. فلم تعلن أي دولة رسمياً بعد استعدادها لإرسال قوات منها، فضلاً عن أنّ آلية التمويل مجهولة». وأوضح ماكايا: «بطبيعة الحال، جرى تحفيز الدول الأعضاء على تقديم عروض للمساهمة، وبعضها قام بذلك أثناء المباحثات. ولكن لا يحق لنا الإعلان عن أسمائها حالياً». وحصلت جنوب أفريقيا خلال القمة الأخيرة على الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، وتتطلع إلى استضافة قمة استثنائية مخصصة للمسائل الأمنية في مايو (أيار)». من جانبها، أبدت إليسا جوبسون، الخبيرة في مجموعة الأزمات الدولية، شكوكاً حيال فعالية المبادرة الأفريقية، وقالت: «ولو أنّه من الجيد رؤية قادة الاتحاد الأفريقي يظهرون اهتماماً حقيقياً بالنزاع في الساحل، وأن يشعروا بأنّه يتوجب عليهم فعل شيء ما، (فإنّ) نشر جنود ليس بالضرورة رداً مناسباً». وأسفرت اعتداءات المتطرفين التي غالباً ما تتداخل مع نزاعات محلية عن مقتل 4 آلاف شخص في 2019 في بوركينا فاسو ومالي والنيجر، في حصيلة تُعدّ خمس مرات أكبر من 2016، بحسب الأمم المتحدة، برغم وجود القوات الأفريقية، الأممية والدولية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.