أطلق مكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركي «إف بي آي» مبادرة تقنية جديدة لحماية بيانات الحملات الانتخابية الرئاسية ضد هجمات القرصنة الإلكترونية، في ظل مساعي روسيا والصين ودول وجهات أخرى لاختراق مجريات السياسات الأميركية. تبدأ هذه المبادرة في ولاية أوريغون، وسيتم بموجبها، حسب بيان لـ«إف بي آي» أول من أمس الثلاثاء، تقديم المعلومات الخاصة بوقوع محاولات قرصنة إلكترونية إلى مسؤولي الحملات الانتخابية، وكذلك للمؤسسات والأعمال والأفراد في هذه الولاية. ويأتي هذا تنفيذا لمبادرة أطلقها «إف بي آي» في الخريف الماضي بعنوان «أصوات محمية» لحماية الانتخابات من اختراق جهات ودول أجنبية معادية بما يتضمن هجمات محتملة لسرقة بيانات، وتسريب معلومات حساسة من شبكات وهواتف و«إيميلات» ذات صلة بالحملات الانتخابية أو الأنظمة الحكومية. يشمل ذلك عمليات التأثير أو التمويل السري للإضرار بشخص أو بقضية من خلال الدعاية السياسية من جانب جماعات أجنبية تدعي أنها تضم مواطنين أميركيين أو تمارس ضغوطا عن طريق وكلاء أجانب غير مسجلين لدى الجهات المسؤولة أو مساهمات غير قانونية في حملات انتخابية من جهات أجنبية معادية. وهناك حملات المعلومات المغلوطة والمضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي تصيب بالتخبط والتشويش والخداع أو الإحباط للرأي العام.
وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو كان حذر أول من أمس الثلاثاء من أن بلاده سترد على أي محاولات من جانب روسيا أو غيرها من الجهات أو الدول لتقويض العملية الانتخابية في بلاده. ووضعت «إف بي آي» قواعد إرشادية من المكتب، ومن وزارة الأمن الداخلي ومكتب مدير المخابرات الوطنية. واعتبر المكتب أنه بسبب تزايد أهمية الاتصالات بصورتها الحديثة في العصر الراهن، فمن الطبيعي أن تكون مثل هذه التقنيات معرضة لمخاطر محتملة، بما في ذلك رسائل البريد الإلكتروني الشخصية والمهنية وتطبيقات الرسائل ووسائل التواصل الاجتماعي. وقال: «إذا كنت تدير عملا أو حملة انتخابية، فيتعين عليك أن تكون على دراية بحجم الخطر الممكن حدوثه من الهجمات الإلكترونية، من خلال عدة قنوات، كما يجب أن تستخدم الأساليب الأكثر أمانا في الاتصالات لخفض احتمالات التلصص». وضع في ذهنك، حسب «إف بي آي»، أن الأكثر أمنا لا يعني دائما الأسهل، ورغم أن تأمين التقنيات وسهولتها متلازمان غالبا، لكن الوسائل التقنية الأكثر يسرا ربما تكون أحيانا الأقل أمانا. ومن ثم يمكن اتخاذ تدابير استباقية مثل استخدام أساليب التشفير وحفظ المراسلات بصورة أقوى ومراقبة عمليات الدخول. والتشفير يخص المعلومات وجعلها غير قابلة للقراءة لأي شخص إلا من لديهم كلمة سر الدخول لفك تشفير المعلومات، وهناك أساليب متعددة حتى يكون من الصعب استخدام المعلومات حتى لو وصل المهاجم إليها. وينبغي شراء تطبيقات المراسلة من جهات موثوق بها، فهناك الكثير من التطبيقات والحلول وبعضها مجاني. أما بالنسبة لحفظ المراسلات فتهدف لمنع المهاجمين من سرقة المعلومات، ومن ثم لا تحفظ أكثر مما تحتاج، وذلك من خلال اختيار عدم أرشفة أو حفظ الرسائل القديمة على أجهزتك وتطبيقاتك، لأن الأصل أنها تحفظ آليا، بينما تعطيلها يعني وكأنك تقوم بعملية تقطيع الأوراق للتخلص منها. وتذكر أن عدم تمكين المهاجمين من فرص الاعتداء من شأنه تحسين دفاعاتك بصورة ضخمة. وتأكد من أن أجهزتك التي تحتاج فقط للاتصال لها القدرة على الدخول إلى بياناتك وتطبيقاتك، وهذا سيقلل المصادر المطلوبة للمراقبة والدفاع عن الشبكات، ويأتي ضمن ذلك إعداد قوائم لمراقبة عمليات الدخول. وهناك «القوائم البيضاء» التي تضم من لهم حق الدخول للأجهزة أو المراسلات التي يتم الموافقة عليها، كما أن هناك «القوائم السوداء» والتي تشمل من يتم منعهم من هذه الإتاحة لجهات أو أفراد غير موثوق بهم. ومن شأن منع مناطق من العالم ليست لها علاقة حالية أو مستقبلية بأعمالك أو حملتك الانتخابية تقليص حجم التهديدات المحتملة بصورة كبيرة.
مبادرة تقنية لـ«إف بي آي» لحماية الانتخابات الأميركية
مبادرة تقنية لـ«إف بي آي» لحماية الانتخابات الأميركية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة