أغلقت السلطات الصينية ما يقرب من 20 ألف مزرعة للحيوانات البرية في جميع أنحاء البلاد، عقب انتشار فيروس كورونا المستجد، كان معظمها يعمل سراً دون الحصول على ترخيص رسمي من إدارة الغابات، في خطوة كشفت عن تفاصيل كانت مجهولة عن الحجم الهائل لهذه التجارة.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد كانت الوكالات الحكومية سابقا تروج لمزارع الحيوانات البرية كوسيلة سهلة للثراء في الريف الصيني، ولكن بعد انتشار «كورونا»، الذي يعتقد أنه نشأ في سوق للأطعمة كان يبيع حيوانات برية بطريقة غير مشروعة في ووهان، قررت السلطات إعادة التفكير بشكل كبير في كيفية إدارة هذه التجارة.
وفي نهاية شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، فرضت السلطات الصينية حظراً مؤقتاً في جميع أنحاء البلاد على تجارة الحيوانات البرية، وبدأت حملة واسعة النطاق على مراكز تربية هذه الحيوانات في أوائل فبراير (شباط) الجاري.
ويسارع كبار المسؤولين التشريعيين في الصين الآن إلى تعديل قانون حماية الحياة البرية في البلاد، وربما إعادة هيكلة لوائح استخدام الحيوانات البرية في الغذاء والطب الصيني التقليدي، وتقوية مكافحة الاتجار غير القانوني في الحياة البرية.
وقبل انتشار «كورونا»، لم يكن هناك الكثير من المعلومات بشأن حجم تجارة الحيوانات البرية وعدد مزارع تربية هذه الحيوانات، حيث كانت التراخيص تمنح لهذه المزارع سراً من قبل المكاتب المحلية التي كانت لا تعطي معلومات كاملة في هذا الشأن.
وقبل أيام، قالت إدارة الغابات في الصين إنها لم تصدر إلا 3725 ترخيصاً فقط لتشغيل مزارع الحيوانات البرية على المستوى الوطني في الفترة بين عامي 2005 و2013.
ورغم ذلك، فإنه منذ انتشار الفيروس، تم إغلاق ما لا يقل عن 19000 مزرعة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك حوالي 4600 مزرعة في مقاطعة جيلين، وهي مركز رئيسي للطب الصيني التقليدي.
بالإضافة إلى ذلك، تم إغلاق حوالي 3900 مزرعة في مقاطعة هونان و2900 في سيتشوان و2300 في يوننان و2000 في لياونينغ و1000 في شنشي.
ولم تكن هناك معلومات أكيدة أيضاً عن أنواع الحيوانات المنتشرة بشكل كبير في مزارع الحيوانات البرية، لكن التقارير الصحافية المحلية أشارت إلى أن هذه الأنواع تشمل الثعابين والخفافيش والطاووس والثعالب والسمان والنعام والأوز البري والخنازير، هذا بالإضافة إلى قطط الزباد المعروف أنها تحمل فيروس «سارس»، الذي قتل مئات الأشخاص عام 2003.
ولا تقدم التقارير الكثير من التفاصيل حول الحظر الذي فرضته السلطات على تجارة الحيوانات البرية، وما سيحدث للحيوانات نتيجة لهذه الإجراء، إلا أن بعض الخبراء أكدوا أنهم لا يعتقدون أنه سيتم إعدام الحيوانات بسبب مشاكل تتعلق بالتعويضات المادية لأصحاب المزارع.
وارتفعت وفيات فيروس كورونا في الصين إلى 2715 حالة بعد تسجيل 52 حالة إضافية خلال الساعات الـ24 الماضية.
كما ارتفع إجمالي الإصابات في البلاد إلى 78064حالة، بعد أن سجلت 406 حالات أخرى، من بينها 401 في مقاطعة هوبي، بؤرة تفشي الفيروس.
«كورونا» يكشف النقاب عن تجارة الحيوانات البرية السرية بالصين
«كورونا» يكشف النقاب عن تجارة الحيوانات البرية السرية بالصين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة