جماهير تشيلسي تُظهر أن لصبرها تجاه لامبارد حدوداً

الهزيمة أمام مانشستر يونايتد أثارت همهمات تحمل رسائل انشقاق ومعارضة حول الأداء الفاتر

جماهير تشيلسي بدأت تفقد صبرها على المدرب لامبارد (أ.ب)  -  التأخر في الدفع بجيرو أمام يونايتد أثار استهجان جمهور تشيلسي (رويترز)
جماهير تشيلسي بدأت تفقد صبرها على المدرب لامبارد (أ.ب) - التأخر في الدفع بجيرو أمام يونايتد أثار استهجان جمهور تشيلسي (رويترز)
TT

جماهير تشيلسي تُظهر أن لصبرها تجاه لامبارد حدوداً

جماهير تشيلسي بدأت تفقد صبرها على المدرب لامبارد (أ.ب)  -  التأخر في الدفع بجيرو أمام يونايتد أثار استهجان جمهور تشيلسي (رويترز)
جماهير تشيلسي بدأت تفقد صبرها على المدرب لامبارد (أ.ب) - التأخر في الدفع بجيرو أمام يونايتد أثار استهجان جمهور تشيلسي (رويترز)

خلال فترة قصيرة للغاية، لم تتجاوز ثواني معدودة، كانت هناك همهمات تحمل رسائل انشقاق موجهة نحو فرانك لامبارد مدرب تشيلسي من جانب جماهير فريقه صاحبة الأرض. حدث ذلك في منتصف الشوط الثاني أمام مانشستر يونايتد عندما جرى الدفع بأوليفير جيرو بدلاً عن ميتشي باتشوايي. وهنا سارت همهمات في مدرجات جماهير النادي تطرح تساؤلاً واحداً: لماذا لم يجر الدفع باللاعب الذي ساهم في فوز فرنسا ببطولة كأس العالم في وقت أكثر تبكيراً؟ إلا أنه ببلوغ هذه اللحظة كانت جماهير تشيلسي تستقبل غالبية القرارات، خاصة تلك الصادرة عن الحكم أنطوني تايلور التي سارت لصالحهم، بهتافات ساخرة. ولو أن تقنية حكم الفيديو المساعد (فار) كانت قد أصدرت قراراً لصالحهم أو نجح باتشوايي في إحراز هدف، كان سقف الاستاد لينهار من قوة الهتافات.
ومع هذا، بدت اللحظة كاشفة، لأسباب منها أن السؤال كان واضحاً للغاية ـ ربما يكون جيرو في عمر الـ33. وربما يكون له تاريخ في تفويت فرص كبرى في أكبر المباريات، لكن يظل التساؤل لماذا اقتصرت مشاركته على 304 دقائق فقط هذا الموسم بينما جاء أداء اللاعبين المفضلين لدى لامبارد شديد الرداءة أمام المرمى خلال الفترة الأخيرة؟. ويكمن سبب آخر في أن تلك اللحظة أوضحت أن صبر جماهير تشيلسي تجاه لامبارد له حدود.
ومع ذلك، يقتضي الإنصاف القول إن الهزيمة التي تعرض لها تشيلسي أمام مانشستر يونايتد بهدفين نظيفين، مساء الاثنين، لم تكن الوقت المناسب لتوجيه اللوم إلى لامبارد. لقد كانت تلك مباراة بدت نتيجتها بالغة الغرابة وغير مقنعة ببساطة. بدأت المباراة بإهدار تشيلسي، خاصة باتشوايي، فرصاً لإحراز أهداف، الأمر الذي يبدو معقولاً ومنطقياً. خلال هذا الموسم، صوب اللاعب البلجيكي الكرة على المرمى 15 مرة، وسجل هدفاً واحداً من هذه التصويبات، الأمر الذي يكشف النقاب عن مشكلة أوسع نطاقاً داخل تشيلسي بخصوص اللمسة الأخيرة. جدير بالذكر أنه من حيث الأهداف المسجلة، يعتبر واتفورد النادي الوحيد الذي قدم أداءً أقل عن تشيلسي من حيث عدد الأهداف المتوقعة وبفارق كبير.
وأعقب ذلك ثلاثة قرارات من الحكم و«تقنية فار» بدت وكأنها مصممة خصيصاً لدحض فرضية أن هذه التقنية «ليست سوى عين باردة تخلو من المشاعر والتحيزات ترى كل أرجاء الملعب وتتعامل مع الحقائق القائمة على الأرض فحسب، وتقيم اللاعبين وتفرض مستوى نموذجياً من العدالة. إلا أنه بمرور الوقت اتضح أنها غير معصومة من الأخطاء مثل البشر تماماً. وخلال مباراة تشيلسي الأخيرة، عكست تقنية «فار» حساً كوميدياً قاسياً.
وحتى قبل أي من تدخلات «فار»، وجه الحكم إنذاراً إلى ويليان لتعمده السقوط عند طرف منطقة المرمى. ورغم أنه على ما يبدو تعرض لمخالفة، فإنه نظراً لوقوع الحادثة على مسافة قصيرة للغاية خارج منطقة المرمى، لم تتدخل «فار». ولو أن الحادثة وقعت على مسافة ست بوصات أقرب إلى المرمى، كان قرار الإنذار سيلغى وسيجري احتساب ركلة جزاء لصالح اللاعب. إلا أن تقنية «فار» أخلت مسؤوليتها عن الأمر وآثرت الوقوف على الهامش وعدم التدخل، وكأن لسان حالها يقول للجماهير: «أنا بريئة من هذه البطاقة التي وجهت للتو إلى ذلك الشخص».
بعد ذلك، ألغي هدفين، أحدهما بسبب كرة تسلل بهامش بسيط للغاية، لكن بدا منطقياً، والآخر بسبب دفعة من سيزار أزبيليكويتا والتي على ما يبدو تركت خلفها ما يسمى «تأثير التداعي» بأن كانت سبباً في دفعة من جانب فريد لاعب يونايتد ـ هل الدفعات داخل منطقة المرمى، مثل لمس الكرة باليد، أصبحت اليوم مسألة يجري تقييمها تبعاً لدرجات متفاوتة حسب ما إذا كان من يرتكبها لاعب هجوم أم دفاع؟ جدير بالذكر أن هاري مغواير سجل الهدف الثاني الحاسم رغم أنه كان من المفروض طرده من قبل بسبب غرسه حذاءه في أحشاء باتشوايي على بعد نحو ثلاثة أقدام أمام لامبارد ـ كان هذا الحادث في إطار مسؤولية تقنية «فار». ومع هذا، اختارت التقنية غض الطرف عما فعله مدافع المنتخب الإنجليزي.
وبذلك نجد أنه كانت هناك بالفعل الكثير من العوامل التي تخفف من وطأة المسؤولية التي يتحملها لامبارد عن الهزيمة الأخيرة، لكن لو أن مدرباً سيخسر ثلاث مرات في موسم واحد أمام فريق يتولى النرويجي أولي غونار سولسكاير تدريبه، فإن ذلك يعني ببساطة أن ناديه في أزمة حقيقية.
جدير بالذكر في هذا الصدد أن تشيلسي خسر في إطار بطولة الدوري الممتاز خمس مرات على أرضه وفاز بأربعة فقط على مدار المباريات الـ14 الأخيرة. وعند حساب عدد النقاط التي حصدها تشيلسي في المباراة الواحدة، نجد أنه في طريقه نحو إنجاز الموسم الحالي برصيد 60 نقطة فقط ـ إجمالي نقاط عادة ما يضع فريقه في المركز السابع أو الثامن ـ الأمر الذي يسلط الضوء على مدى ضحالة أداء فرق بطولة الدوري الممتاز هذا الموسم. وربما يشهد الموسم الحالي وجود أقوى خمسة أندية بالقاع على مدار تاريخ بطولة الدوري، لكن يكاد يكون من المؤكد في الوقت ذاته أنه سيكون الموسم الذي شهد أسوأ مستوى لفريق يحتل المركز الرابع.
حتى الآن، يبدو أن مكانة لامبارد كلاعب سابق محبوب للغاية، بجانب إدراك الجماهير بصعوبة العمل في ظل حظر على صفقات شراء لاعبين جدد في الصيف في وقت جرى بيع أفضل لاعب في تاريخ النادي على امتداد العقد الماضي، ما تزال تعمل بمثابة حصانة للمدرب. إلا أنه بغض النظر عن مدى سوء الحظ الذي ألم بالفريق، ليلة الاثنين، يجب أن يكون هناك اعتراف بحقيقة أن تشيلسي جعل نفسه إلى حد ما في وضع ضعيف.
الواضح أن مشكلات الدفاع عن الكرات الثابتة حاصرت تشيلسي على مدار الموسم. ومثل مشكلة الدفاع في مواجهة الهجمات المضادة، يدور الأمر في جوهره حول التنظيم. يذكر أن آرون وان بيساكا مدافع يونايتد الأيمن سبق له المعاونة في تسجيل هدف واحد فقط طوال موسم بأكمله. وجاء الهدف الافتتاحي من تاسع تمريرة عرضية دقيقة له على مدار موسم 2019 - 2020. ومع هذا نجح في تجاوز ويليان بسهولة وحصل على وقت كاف لتقييم موقفه. ويوحي ذلك، بجانب اللمسة النهائية الرديئة، بافتقاره إلى مستوى جودة الأداء الذي يميز الفرق الكبرى عن باقي الفرق: التميز والثقة والقوة والقدرة على إنجاز المهام.
وفي لحظة ما، سيجري توجيه اللوم إلى المدرب عن غياب هذه العناصر. ورغم وجود الكثير من العوامل المخففة في المباراة الأخيرة، فإن مخزون الأعذار سينفد قريباً.


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

رياضة عالمية صلاح لقيادة ليفربول إلى فوز جديد في الدوري الإنجليزي (أ.ب)

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

تتجه الأنظار الأحد، إلى استاد الاتحاد، حيث يتواجه مانشستر سيتي حامل اللقب، مع ضيفه وغريمه مانشستر يونايتد في ديربي المدينة، بينما يسعى ليفربول المتصدر إلى مواصل

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية المدرب الإيطالي يهنئ لاعبيه عقب إحدى الانتصارات (إ.ب.أ)

كيف أنهى ماريسكا كوابيس تشيلسي في لمح البصر؟

في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، كان الإيطالي إنزو ماريسكا يلعب محور ارتكاز مع إشبيلية، عندما حل فريق برشلونة الرائع بقيادة المدير الفني جوسيب غوارديولا ضيفاً

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية  فيرنانديز دعا إلى إصلاح الأخطاء الفنية في فريقه (إ.ب.أ)

فيرنانديز: علينا إصلاح أخطائنا قبل التفكير في مان سيتي

قال البرتغالي برونو فيرنانديز قائد فريق مانشستر يونايتد إن فريقه يجب أن يعمل على إصلاح أخطائه بدلاً من التفكير في الأداء السيئ لمنافسه في المباراة المقبلة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية استبدل بوستيكوغلو المهاجم فيرنر ودفع بالجناح ديان كولوسيفسكي (إ.ب.أ)

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

وجه أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، انتقادات لاذعة لمهاجمه تيمو فيرنر بعدما استبدله بين الشوطين خلال التعادل 1-1 مع رينجرز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».