العائلة المالكة تدرس منع الأمير هاري وزوجته من استخدام كلمة «ملكي»

الأمير هاري وزوجته ميغان (رويترز)
الأمير هاري وزوجته ميغان (رويترز)
TT

العائلة المالكة تدرس منع الأمير هاري وزوجته من استخدام كلمة «ملكي»

الأمير هاري وزوجته ميغان (رويترز)
الأمير هاري وزوجته ميغان (رويترز)

تناقش العائلة المالكة البريطانية مع الأمير هاري وزوجته ميغان منع استخدامهما كلمة «ملكي» في علامتهما التجارية بعدما تخلى الزوجان على نحو مفاجئ عن واجباتهما الملكية لبدء حياة جديدة في كندا.
واتفق هاري، حفيد الملكة إليزابيث، وزوجته ميغان، دوقة ساسكس، مع الملكة في الشهر الماضي على أنهما لن يواصلا عملهما كفردين في العائلة المالكة بعد إعلانهما المفاجئ عن رغبتها في السعي «لدور تقدمي جديد» يأملان تمويل نفسيهما من خلاله.
وقال مصدر ملكي: «نظراً لأن دوق ودوقة ساسكس يتنحيان عن دوريهما كعضوين بارزين في العائلة المالكة ويسعيان للاستقلال المالي فسوف يتعين مراجعة استخدام كلمة (ملكي) في هذا السياق»، حسبما ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء.
وأضاف المصدر: «المناقشات لا تزال جارية».
ويستخدم هاري وميغان علامة «ساسكس رويال» بكثرة.
ويحمل الموقع الإلكتروني الخاص بهما الاسم نفسه كما يستخدمانه في علامتهما التجارية ومؤسستهما للاستخدام في الكتب والأدوات المكتبية والملابس مثل أثواب النوم والجوارب والحملات الخيرية وأدوات التدريب والرياضة والرعاية الاجتماعية.
وقال المصدر الملكي: «في إطار عملية انتقال دوقة ودوقة ساسكس للفصل الجديد من حياتهما، يجري التخطيط لإطلاق مؤسستهما الجديدة التي لا تهدف للربح. سنعلن التفاصيل في حينها».
وعبّر هاري عن حزنه لاضطراره إلى التخلي عن واجباته الملكية في اتفاق مع الملكة قائلاً إنه لا يوجد خيار آخر إذا كان يرغب هو وزوجته ميغان في مستقبل مستقل عن تدخل الإعلام الخانق في حياتهما.



شفاط الهواء لا يقي من أضرار مواقد الغاز

الباحثون استخدموا أجهزة استشعار لقياس تركيزات ثاني أكسيد النيتروجين في أكثر من 100 منزل (جامعة ستانفورد)
الباحثون استخدموا أجهزة استشعار لقياس تركيزات ثاني أكسيد النيتروجين في أكثر من 100 منزل (جامعة ستانفورد)
TT

شفاط الهواء لا يقي من أضرار مواقد الغاز

الباحثون استخدموا أجهزة استشعار لقياس تركيزات ثاني أكسيد النيتروجين في أكثر من 100 منزل (جامعة ستانفورد)
الباحثون استخدموا أجهزة استشعار لقياس تركيزات ثاني أكسيد النيتروجين في أكثر من 100 منزل (جامعة ستانفورد)

وجدت دراسة أميركية أن الأسر التي لديها مواقد الطبخ التي تعمل بالغاز تتنفس بانتظام مستويات غير صحية من غاز ثاني أكسيد النيتروجين.

وأوضح الباحثون بجامعة ستانفورد أن تلوث الهواء الناجم عن «البوتاجاز» لا يؤثر فقط على الطهاة أو الأشخاص في المطبخ، بل يمثل مشكلة تؤثر على العائلة بأكملها، كما أن استخدام شفاط الهواء لا يمنع جميع التأثيرات الضارة، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «التقدم العلمي».

ومن بين الآثار الصحية السلبية الأخرى، فإن استنشاق مستويات عالية من ثاني أكسيد النيتروجين على مدى زمني طويل يمكن أن يؤدي إلى تفاقم نوبات الربو، وقد جرى ربطه أيضاً بانخفاض نمو الرئة لدى الأطفال والوفيات المبكرة.

يتراكم ثاني أكسيد النيتروجين الناتج عن المواقد داخل المساكن بمرور الوقت، متجاوزاً التركيزات الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية، ما يسهم في الإصابة بالأمراض. وأشارت الدراسة إلى أن التعرض المزمن لثاني أكسيد النيتروجين من المواقد مرتبط بما لا يقل عن 50 ألف حالة ربو لدى الأطفال في الولايات المتحدة سنوياً.

بالإضافة إلى ذلك، يتسبب التعرض طويل الأمد لهذا الغاز بين الأسر الأميركية التي تستخدم مواقد الغاز في آلاف الوفيات سنوياً، وقد تصل لـ19 ألف وفاة، أي 40 في المائة من الوفيات المرتبطة سنوياً بالتدخين السلبي.

وخلال الدراسة، استخدم الباحثون أجهزة استشعار لقياس تركيزات ثاني أكسيد النيتروجين في أكثر من 100 منزل تتنوع في الأحجام والتخطيطات وطرق التهوية، وذلك قبل استخدام الموقد وأثناءه وبعده.

ووجد الباحثون أن تركيزات الملوثات تتجاوز المعايير الصحية في غرف النوم خلال ساعة من استخدام موقد الغاز، وتظل مرتفعة ساعات بعد إطفاء الموقد.

وتظهر النتائج أن استخدام موقد الغاز يزيد من التعرض لثاني أكسيد النيتروجين بمعدل 4 أجزاء في المليار، وهو ما يمثل 3 أرباع المستوى الذي تعده منظمة الصحة العالمية غير آمن في الهواء الخارجي على مدى عام.

شفاط الهواء لا يقضي على جميع غاز ثاني أكسيد النيتروجين بالكامل في المنازل (جامعة ستانفورد)

وحتى في المنازل الكبيرة، ترتفع تركيزات ثاني أكسيد النيتروجين إلى مستويات غير صحية أثناء الطهي وبعده، حتى لو كان شفاط المطبخ قيد التشغيل، ويقوم بتنفيس الهواء إلى الخارج.

لكن الأشخاص الذين يعيشون في منازل بمساحة تقل عن 800 قدم مربعة (أي بحجم شقة صغيرة مكونة من غرفتي نوم) يتعرضون لـ4 أضعاف كمية ثاني أكسيد النيتروجين مقارنة بأولئك الذين يعيشون في المنازل الأكبر التي تزيد مساحتها على 3000 قدم مربعة.

ونصح الباحثون الأشخاص الذين يمتلكون موقد غاز بضرورة تقليل التعرض للملوثات من خلال استخدام تهوية جيدة للمنازل.

وأشاروا إلى أنه على الرغم من أهمية استخدام شفاط المطبخ في تقليل كمية ثاني أكسيد النيتروجين التي تملأ الهواء داخل المنزل، إلا أنه لا يقضي عليها بشكل كامل.


رحيل فرانك ستيلا أحد أبرز أسماء الفن التبسيطي عن 87 عاماً

الفنان فرانك يقف أمام أحد أعماله في معرض مخصص له في وارسو (أ.ب)
الفنان فرانك يقف أمام أحد أعماله في معرض مخصص له في وارسو (أ.ب)
TT

رحيل فرانك ستيلا أحد أبرز أسماء الفن التبسيطي عن 87 عاماً

الفنان فرانك يقف أمام أحد أعماله في معرض مخصص له في وارسو (أ.ب)
الفنان فرانك يقف أمام أحد أعماله في معرض مخصص له في وارسو (أ.ب)

رحل فرانك ستيلا، أحد رموز الفن الأميركي، الذي اشتهر بعد الحرب، خصوصاً مع أعماله التبسيطية الأولى، عن عمر 87 عاماً، على ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.

وأفادت الصحيفة بأن فرانك ستيلا تُوفي في منزله بمانهاتن، بسبب مضاعفات إصابته بسرطان الغدد الليمفاوية.

بدأ ستيلا حياته المهنية من خلال إنجازه لوحات تباينت مع أسلوب التعبيرية التجريدية السائد في ذلك الوقت، مع القليل من الألوان.

وتضمنت أعماله الأولى سلسلةً من اللوحات «المخططة»، وهي أعمال كبيرة بخطوط سوداء دقيقة على قماش فارغ، وقد حققت نجاحاً كبيراً في عالم الفن الأميركي وخارجه.

وقد حظي فرانك ستيلا باعتراف بموهبته الفنية الكبيرة قبل أن يبلغ 25 عاماً، وواصل مسيرته المهنية لأكثر من 6 عقود.

واستكشف بعد ذلك الألوان والأشكال، لينجز أحياناً لوحات ذات أشكال غير منتظمة بأنماط هندسية. وفي سبعينات القرن العشرين وثمانيناته، تحول ستيلا بشكل متزايد إلى الأعمال ثلاثية الأبعاد، إذ دمج الألمنيوم والألياف الزجاجية في أعماله، قبل تنفيذ منحوتات ضخمة. وخصص له متحف الفن الحديث في نيويورك معرضين استعاديين عامي 1970 و1987.

وكان قد قدم متحف الفن الحديث في نيويورك بأثر رجعي أعمال ستيلا في 1970. فنه منذ ذلك الحين كان موضوعاً للنقاش في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان. في 2012، عرضت بأثر رجعي من الحياة المهنية لستيلا في متحف فولفسبورغ. ومنذ 2015، ومتحف ويتني من الفن الأميركي يقدم بأثر رجعي من الحياة المهنية ستيلا حتى الآن. وضم المعرض حوالي 120 من أعماله، بما في ذلك اللوحات، والنقوش، والمجسمات، والمنحوتات، والرسومات. يتم تضمين عمل ستيلا في المجموعات الدولية الرئيسية، بما في ذلك مجموعات «Menil، هيوستن. متحف هيرشوهورن وحديقة النحت، واشنطن العاصمة، متحف سان فرانسيسكو للفن الحديث، المعرض الوطني للفنون، متحف توليدو للفنون ومتحف ويتني للفن الأميركي». في 2014 قدمت ستيلا نحته «أدجومان» (2004) كقرض طويل الأجل لمركز الأرز سيناء الطبي في لوس أنجليس. وفي 2009، حصل فرانك ستيلا علي الميدالية الوطنية للفنون من قبل الرئيس باراك أوباما. في 2011، حصل على جائزه الإنجاز مدى الحياة في النحت المعاصر من قبل المركز الدولي للنحت.


من دبي إلى كينيا والبرازيل... لماذا ازدادت الأمطار والفيضانات الهائلة حول العالم مؤخراً؟

شارع في دبي مغمور بمياه الأمطار 2 مايو الحالي (أ.ف.ب)
شارع في دبي مغمور بمياه الأمطار 2 مايو الحالي (أ.ف.ب)
TT

من دبي إلى كينيا والبرازيل... لماذا ازدادت الأمطار والفيضانات الهائلة حول العالم مؤخراً؟

شارع في دبي مغمور بمياه الأمطار 2 مايو الحالي (أ.ف.ب)
شارع في دبي مغمور بمياه الأمطار 2 مايو الحالي (أ.ف.ب)

شهدت دول عدة حول العالم في الآونة الأخيرة انهمار مياه الأمطار والفيضانات التي وُصفت بالقاتلة، وتسببت تلك الأمطار في وفيات ودمار واسع، إضافة إلى عمليات إجلاء جماعية في قارات عدة، وتضرر كبير في البِنى التحتية.

وتعد تلك الأمطار والفيضانات في الأسابيع الأخيرة في مناطق حول العالم غير متوقعة سواء من حيث موقعها أو قوتها، وتثير التساؤلات حول أسبابها.

وأكد تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» أن الأمطار الغزيرة القوية هي نتيجة أنماط الطقس التي جرى شحنها بشكل كبير خلال عام قياسي لدرجات الحرارة العالمية؛ إذ إنه كلما زادت سخونة الكرة الأرضية، أصبحت أكثر رطوبة أيضاً. وبشكل أكثر بساطة، كلما كان الهواء أكثر دفئاً، زادت كمية الماء التي يمكنه الاحتفاظ بها.

لا يزال العلماء لا يعرفون ما إذا كانت هذه الحرارة العالمية القياسية التي استمرت مدة عام - والأمطار الغزيرة المصاحبة لها - تمثل إشارة إحصائية، وفي كل فيضان في شهر أبريل (نيسان) الماضي، اتحدت مجموعة معينة من الظروف الجوية القاسية معاً لتسبب العواصف، وفقاً لخبراء الأرصاد الجوية وعلماء المناخ.

مناطق متضررة

وتعد كمية الأمطار التي هطلت خلال هذه العواصف الربيعية غير عادية. فعلى سبيل المثال، هطلت أمطار في بلدان شرق أفريقيا يتراوح ارتفاعها من 4 إلى 20 بوصة خلال شهر أبريل، أي ما يصل إلى 6 أضعاف الكمية الطبيعية اعتماداً على المنطقة، وفقاً لبيانات مركز التنبؤ المناخي التابع لهيئة الأرصاد الجوية الوطنية.

وتسببت شدة الأمطار في الفوضى؛ إذ تعرضت نيروبي في كينيا، لما يقرب من 12 بوصة من الأمطار على مدى 7 أيام، ما أدى إلى تفجير السدود، ودفن البلدات في الوحل، وتحويل شوارع المدينة إلى أنهار قاتلة. ومن كينيا إلى دبي، سقط أكثر من 10 بوصات من الأمطار في يوم واحد، ما أدى إلى غمر مدارج مطارها الدولي.

يحاول السكان المحليون في قرية نغوندو في كينيا إنقاذ بعض ممتلكاتهم بعد استمرار هطول الأمطار الغزيرة (إ.ب.أ)

وغمرت الأمطار القياسية التي بلغ إجماليها 17 بوصة خلال الشهر مقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين، حيث انهار جزء من الطريق السريعة في منطقة جبلية، ما أسفر عن مقتل 48 شخصاً. تضم المقاطعة 127 مليون نسمة وكثيراً من عمالقة التكنولوجيا والتصنيع في الصين، والتي يقع معظمها على طول ساحلها الجنوبي.

صورة من أعلى تظهر المباني المتضررة في أعقاب إعصار في قرية بقوانغتشو بمقاطعة قوانغدونغ بالصين (رويترز)

وإلى البرازيل، حيث نشرت قواتها المسلحة في ولاية ريو غراندي دو سول بجنوب البلاد بعد هطول أمطار بلغ منسوبها 6 بوصات خلال 24 ساعة، ما تسبب في حدوث فيضانات جماعية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 3055 شخصاً، وفقدان أكثر من 70 آخرين، وتشريد أكثر من 70 ألفاً آخرين.

ومع وصول أحد الأنهار الرئيسية في المنطقة إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، دُمرت الطرق والجسور، ما أدى إلى تعطيل المحاصيل في ثاني أكبر ولاية منتجة لفول الصويا في البلاد. بينما تُرك نحو نصف مليون شخص دون إمكانية الحصول على المياه النظيفة، و300 ألف شخص من دون كهرباء بعد انهيار سد صغير لتوليد الطاقة الكهرومائية، ما أدى إلى موجة من المياه الموحلة بارتفاع مترين اجتاحت القرى المحلية.

جانب من الفياضانات التي ضربت ريو غراندي دو سول جنوب البرازيل (أ.ف.ب)

أكثر سخونة... أكثر رطوبة

وأشار تقرير الصحيفة إلى أن الكوارث المرتبطة بهطول الأمطار هي نتيجة ارتفاع درجات الحرارة العالمية؛ إذ إن الكرة الأرضية شهدت 10 أشهر متتالية من متوسط درجات الحرارة العالمية القياسية في الغلاف الجوي، و12 شهراً متتالياً من المتوسط العالمي القياسي لدرجات حرارة المحيطات.

على الرغم من أن الأسئلة لا تزال قائمة حول ما إذا كان الارتفاع في درجات الحرارة العالمية سيستمر، فإن الأمر المؤكد هو أن الغلاف الجوي الأكثر دفئاً يحمل مزيداً من الرطوبة التي تهطل لاحقاً على شكل أمطار، في حين أن المحيطات الأكثر دفئاً تبخر مزيداً من الماء إلى الهواء، وفقاً لسارة كابنيك، كبيرة العلماء في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في أميركا.

وتابعت كابنيك: «هطول الأمطار يحدث بشكل متكرر الآن في أماكن لا نعتقد أنها ممطرة، مثل دبي، لذلك يكون الأمر أكثر إثارة للدهشة عندما تحدث».

أمطار غزيرة سقطت في بورتو أليغيري جنوب البرازيل (رويترز)

وحدثت فيضانات بشرق أفريقيا الشهر الماضي خلال موسم الأمطار الذي يمتد من مارس (آذار) إلى مايو (أيار)، على الرغم من أن الكمية الفعلية للأمطار تختلف في سنة معينة. هذه المرة، حدث هطول الأمطار بشكل ضخم بسبب نمط الطقس المسمى «ثنائي القطب للمحيط الهندي». وفي مرحلته الإيجابية، يدفع ثنائي القطب المياه الدافئة نحو الساحل الشرقي لأفريقيا؛ وفي مرحلته السلبية، تندفع المياه الدافئة عائدة نحو أستراليا وإندونيسيا.

هذا العام، يكون ثنائي القطب أقوى من المعتاد، ما يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة في مناطق على الجانب الغربي من المحيط الهندي، مثل كينيا، وفقاً لجويس كيموتاي، عالمة المناخ في كلية «إمبريال لندن» وعضو منظمة «وورد ويزر أتريبيوشن»، وهي منظمة تضم مجموعة من العلماء من الجامعات ومعاهد البحوث في أوروبا والولايات المتحدة.

ظاهرة «النينو»

ووفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تعد الفيضانات التي اجتاحت دبي الشهر الماضي، هي الأشد خطورة منذ 75 عاماً، وفقاً لتقارير إخبارية. في 15 فبراير (شباط)، سجلت دبي أعلى هطول يومي للأمطار منذ بدء التتبع في عام 1949.

وخلص تحليل نشرته مجموعة «وورد ويزر أتريبيوشن»، إلى أن كمية الأمطار التي هطلت في دبي تأثرت على الأرجح بظاهرة «النينو»، وهي نمط مناخي في المحيط الهادئ يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة المحيط في شرق المحيط الهادئ، ويمكن أن يؤثر على أنماط الجفاف وهطول الأمطار.

وبدأت ظاهرة «النينو» الحالية في عام 2023، وهي تتضاءل ببطء، على الرغم من أنها لا تزال ذات تأثير، وهي مسؤولة جزئياً عن الأمطار القاتلة التي شهدتها جنوب البرازيل، الأسبوع الماضي، وفقاً للمعهد الوطني للأرصاد الجوية في البلاد، وفي المنطقة العربية، هناك أمطار غزيرة خلال سنوات «النينو» مقارنة بالسنوات التي لا تحدث فيها.

ضعف النظام البيئي

وقالت كيموتاي إن التنقل ذهاباً وإياباً بين سنوات الجفاف التي تليها فترات من هطول الأمطار الغزيرة وطويلة الأمد يجعل من الصعب على التربة والنباتات امتصاص مياه الأمطار، وتابعت: «هناك كثير من التقلبات بين النقيضين؛ لذا فإن النظام البيئي لا يملك الوقت الكافي للتعافي والعودة إلى حالته الطبيعية والتكيفية، لذلك فإنه يصبح نظاماً ضعيفاً بمرور الوقت».

كما أدت الأمطار الشديدة إلى التأثير المباشر على الزراعة أيضاً. وفي الجزر البريطانية شديدة الأمطار، كان الشتاء الماضي من أكثر الفصول رطوبة على الإطلاق، وتسببت الأمطار في غمر حقول المزارعين في منتصف موسم الزراعة، ما يهدد المحاصيل.

يمكن أن تكون أضرار الأمطار أسوأ في المناطق الحضرية مثل دبي، حيث لا يمكن للمياه أن تتسرب إلى الأرض، أو في المناطق الريفية؛ حيث جرى قطع النباتات من أجل الغذاء أو الوقود، وفقاً لجوستين مانكين، أستاذ الجغرافيا المساعد في كلية دارتموث. وتابع: «يمكن لسطح الأرض امتصاص كمية محدودة من الماء، وزيادتها بشكل أكبر تشكل خطراً على الناس في شكل فيضانات. وهذه هي الحال سواء كنت تتحدث عن شرق أستراليا أو دبي أو شرق الصين».


مادونا تلهب ريو دي جانيرو في حفل «تاريخي» وُصف بالأضخم في مسيرتها

مادونا على خشبة المسرح خلال حفل موسيقي مجاني في ريو دي جانيرو (أ.ف.ب)
مادونا على خشبة المسرح خلال حفل موسيقي مجاني في ريو دي جانيرو (أ.ف.ب)
TT

مادونا تلهب ريو دي جانيرو في حفل «تاريخي» وُصف بالأضخم في مسيرتها

مادونا على خشبة المسرح خلال حفل موسيقي مجاني في ريو دي جانيرو (أ.ف.ب)
مادونا على خشبة المسرح خلال حفل موسيقي مجاني في ريو دي جانيرو (أ.ف.ب)

في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، أحيت النجمة الأميركية مادونا حفلاً موسيقياً مجانياً على شاطئ كوباكابانا الشهير، وُصف بأنه الأضخم في مسيرتها الممتدة أكثر من 4 عقود، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقد اكتظ الشاطئ الشاسع بحشود ألهبت «ملكة البوب» حماستهم. كما اقتربت عشرات القوارب من كوباكابانا للتمتع بالمنظر الخلاب. ويصعب الجزم بعدد المتفرجين في هذا الحفل، مع تقديرات حددّته بمئات الآلاف وصولاً إلى مليون ونصف مليون.

وظهرت مادونا مرتدية ملابس سوداء بالكامل على المسرح، لتؤدي أغنية «ناثينغ ريلي ماترز»، وهو نشيد للصمود.

وتوجهت النجمة الأميركية إلى الحاضرين قائلة: «ها نحن أولاء في ريو، أجمل مكان في العالم!»، قبل أن تسعد الجمهور الحاضر في المدينة البرازيلية بعرضها على مدى أكثر من ساعتين.

ومن خلال هذا الحفل التي وُصفت قبل أيام بأنها «تاريخية»، اختتمت نجمة البوب البالغة 65 عاماً جولة «سيليبريشن» التي احتفلت فيها بذكرى 40 عاماً على انطلاق مسيرتها الفنية بكل ما فيها من أعمال موسيقية ضاربة وتألق وفضائح.

على مسرح ضخم تبلغ مساحته أكثر من 800 متر مربع، استعرضت مادونا أبرز محطات حياتها وتحولاتها على صعيد الموسيقى والملابس، من موسيقى البوب إلى الموسيقى الإلكترونية مع بعض الإلهامات من موسيقى عالم الكباريهات.

وشارك في حفل مادونا أيضاً ضيوف بارزون، وأحاط بها عدد من أبنائها الذين رافقوها في الموسيقى أو الرقص، على خلفية العلم البرازيلي.

عندما أدت أغنيتها الناجحة «فوغ»، انضمت إليها على المسرح المغنية البرازيلية أنيتا، التي عرّفت بقية العالم بموسيقى الفانك الخاصة بالأحياء الفقيرة في ريو دي جانيرو.

وشارك أيضاً في الحفل الفنان البرازيلي الشهير بابلو فيتار، وفرقة من الأطفال عازفي الإيقاع في مدارس السامبا الشهيرة بالمدينة.

وتحدث المعجبون من مختلف الأجيال بين الحضور عن مكانة مادونا في حياتهم.

واشترت ألبا وروكسي رويدا، وهما شقيقتان أرجنتينيتان تبلغان 48 و46 عاماً، تذكرتي الطائرة إلى ريو بمجرد انتشار أخبار الحفل قبل أشهر.

وقالت ألبا: «عندما كنتُ في التاسعة من عمري، أعطتني أختي الكبرى، التي توفيت العام الماضي، أول جهاز (ووكمان) خاص بي مع شريط كاسيت لـ(لايك إيه فيرجين Like a Virgin)»، الأغنية الناجحة التي أطلقت مسيرة مادونا. وأضافت: «منذ ذلك الحين، لم نتوقف عن الاستماع إليها؛ ولهذا السبب، فإن المجيء إلى هنا يرتبط بالنسبة لنا بعلاقتنا كشقيقات».

ولزيادة الحماسة قبل الحفل، تناوب عدد من منسقي الأغاني، بينهم الأميركي ديبلو، عند حلول الظلام لإضفاء البهجة على «أكبر حلبة رقص في العالم».

ثم جاء الوقت لتغادر «الملكة» قصرها، وهو فندق «كوباكابانا بالاس» الشهير، ملاذ السلام والرفاهية لنجوم هوليود ونجوم البوب منذ عقود، حيث أقامت مادونا وعائلتها منذ بداية الأسبوع.

وسارت مادونا على طول الممشى الذي جرى تجهيزه خصيصاً لهذه المناسبة، والذي أوصلها مباشرة إلى المسرح.

وفي هذا الحدث، كانت الشرطة حاضرة بقوة، في كل شارع تقريباً في حي يشهد بانتظام جرائم مختلفة، ولكن أيضاً في الجو عن طريق طوافات ومسيّرات حلقت في سماء الحدث.

وبعد 80 حفلاً موسيقياً في أوروبا وأميركا الشمالية والمكسيك، يُعد عرض ريو دي جانيرو خاتمة لجولة مادونا العالمية، لكنه أيضاً بمثابة تحدٍّ، بعد أن أدخلت عدوى بكتيرية المغنية إلى العناية المركزة في يونيو (حزيران) 2023، ما أثار قلق محبيها في جميع أنحاء العالم.

مقابل «كوباكابانا بالاس»، وعلى طول الشاطئ حيث عرض بائعو الهدايا التذكارية قطعاً مرتبطة بمادونا، وزادوا من مخزوناتهم وأسعارهم، بدت الأجواء احتفالية في الأيام الأخيرة، ما أعاد إلى الأذهان أجواء كرنفال ريو، الذي أقيم قبل نحو 3 أشهر.

وهبطت 3 طائرات تحمل 270 طناً من المعدات في ريو دي جانيرو لاستخدامها في حفل النجمة الأميركية المعتادة على العروض المبهرة عالية الدقة.

وشكل الحفل حدثاً كبيراً لمدينة ريو، إذ قُدّرت مساهمتها في الاقتصاد المحلي بـ293 مليون ريال برازيلي (نحو 58 مليون دولار)، وفق حساب بلدية ريو دي جانيرو التي شاركت في تكاليف الحدث بمبلغ 20 مليون ريال من أصل تكلفة إجمالية قُدّرت بـ60 مليوناً.


«منسيّو» ميرنا معلوف ينتشلون الذاكرة من المصير الحزين

الوردة على الجدار والنحلة العملاقة تختزل صرخة بيروت (صور الفنانة)
الوردة على الجدار والنحلة العملاقة تختزل صرخة بيروت (صور الفنانة)
TT

«منسيّو» ميرنا معلوف ينتشلون الذاكرة من المصير الحزين

الوردة على الجدار والنحلة العملاقة تختزل صرخة بيروت (صور الفنانة)
الوردة على الجدار والنحلة العملاقة تختزل صرخة بيروت (صور الفنانة)

تصطفّ أبوابٌ هجر أصحابُها المكان، وشبابيك عتيقة، في معرض «المنسيّون» (Les Oubliés) للبنانية ميرنا معلوف المُقام في غاليري «AT L’atelier لماهر عطّار» بمنطقة الجمّيزة البيروتية حتى 18 مايو (أيار) الحالي. اللوحات بطعم الحنين الحزين. موضوعاتها تُحاكي الأثر الباقي، وما لا يغادرنا وإنْ غادرناه. تأتي الفنانة بصور هامشية، تُجرّدها من لحظتها المُهمَلة، تمنحها حيّزاً داخل اللوحة، لتُبقيها على قيد الحياة.

الأبواب المنسيّة وروائح الحنين (صور الفنانة)

ميرنا معلوف متخصّصة في القانون الجنائي، ومن واقع اللاعدالة تمتهن الرسم. رسومها تحمل «قضية». لا تريد اللوحة أن تمرّ لمجرّد المرور. تُخبر «الشرق الأوسط» أنّ العمل على معرضها بدأ عام 2002. أكثر من عقدين وهي تُفكّر وتبحث عما نُسيَ. تجول في شوارع بيروت، وتلتقط أبواباً هجرها أصحابها، وزوايا لا تحظى بالتفاتة. يلتهمها الإهمال والتهميش، وتُحاط باليُتم الشديد. تُصوّرها، وتأتي بالصور إلى مشغلها لتضيف الألوان بواسطة تقنية فنية تعمل عليها، في محاولة لمنحها موقعاً في الذاكرة الجمعية. ذلك لأنها صمتت، أو مُحِيت، أو تعرّضت للاستغناء التام، حين تُركت في سبيلها؛ لا يزورها سوى الغبار، ونظرات الشفقة. تُنقذها من مصيرها، وتسألها أن تنبض بعد خفوت.

«بنك بانتر» بفستان أسود يحمل حذاء... بعضُ ذاكرتها (صور الفنانة)

كل تلك السنوات وهي تبحث عن المعنى خلف اللوحة. تقول الفنانة المتخصّصة أيضاً في علم النفس: «الجهد كان ذهنياً. تطلّب المعرض هذا الوقت لأُخبر من خلاله قصة. ليس الجهد اليدوي هو المُتعِب، بل الأفكار. طاردتُها وأتيتُ بها لتشكّل ثيمة. أعرضُ اليوم خلاصة أعوام من تقدير الفكرة».

المعرض الذي تُنسّقه فنياً موريال الأسمر، لا يقتصر على ردّ المكانة للأبواب، والشبابيك، وكل ما أُهمِل، فتترصّده الفنانة بينما تتجوّل بكاميرتها في الشوارع البيروتية والمنازل المُهدَّمة. يمتدّ ليشمل الفكرة من وجود الحشرة. ففي اللوحات حشرات بحجم مُكبَّر، بارزة الملامح، مُتّسعة الحضور، تمتاز بأدوار تعجز أمامها القدرة البشرية. أسوةً بالشباك العتيق، والغبار المعلَّق على تفاصيله، تبدو النحلة أو الذبابة بحجم «عملاق» يثير الدهشة، ويؤكد حقيقة أنّ العالم هائل؛ وكما الحشرات ضئيلة، كذلك الإنسان وهو أشبه بذرّة في فضاء عظيم.

تركيب لتفاصيل منزل مهجور (صور الفنانة)

الحزن المرافق للمادة المنسيّة، ليس وحده سيّدها، بل ثمة أيضاً رهبة الأشياء. كل قديم يُذكّر بزمن غابر، ويوقظ مواجع وحنيناً. تأتي ميرنا معلوف بمزيج الزعل والشوق، وتُدخلهما في تركيبة. فالباب المرسَل إلى النسيان، قد تشتاق إليه يدٌ واظبت إلى فتحه وإغلاقه، وربما كتفٌ سنَدَت عليه في لحظة ارتماء. «المنسيّون» يولّدون الحنين، ويُشعلون الرغبة في العودة إلى ما فات. من هذا الاشتعال، تتألّق اللوحة، وتثير الأسئلة المتعلّقة بما في متناول اليد وما تتعذّر استعادته بعد فقدان وظيفته، وتجريده من الوظيفة والدور.

حوض الاستحمام المنسيّ بعدما هجره المحتاجون إليه (صور الفنانة)

تتألّق اللوحات أيضاً بحسِّ العدالة. الفنانة آتية من عالم القانون، ودهاليزه، ووجهات نظره. تُدرك أنه عصيّ أحياناً عن إعطاء صاحب الحقّ حقَّه. توازي بين مهنتها وشغفها بالرسم لتنشد العدالة «المنسيّة». تقول: «أحارب من أجلها، وأهتمّ بموضوعات مثل حقوق المرأة والطفل وزواج القاصرات. اخترتُ قضية عدالة الأحداث المُخالِفين في القانونَيْن اللبناني والفرنسي لتكون موضوع رسالة الدكتوراه في القانون الجنائي. أراهم ضحايا يستحقّون الالتفات إليهم. بالرسم أيضاً أسعى إلى هذا الإنصاف. أوفّق بين المجالين لتحقيق قدر أكبر من العدالة الإنسانية».

لافتةٌ اللوحة المُركَّبة من مجموعة صور تُشكّل منزلاً مهجوراً، بدءاً من بابه، ودرجه، وشبابيكه، والصالون، وغرفة المعيشة. ملمسُها شفّاف، تستوقف الناظر إليها، وتُحرّك فضول اليد التي تقترب منها. بين اللوحات، يقف «بنك بانتر» مرتدياً فستاناً أسود مستوحى من فيلم فرنسي، وحاملاً حذاء باللون عينه. تقول الفنانة إنه جزء من ذاكرة جيلها، وتتأسّف لعدم تعرُّف جيل أولادها إليه. إنه «منسيّ» أيضاً، ترسمه لئلا تأفل مرحلته كلياً.

«غراندايزر» البطل المُنقِذ (صور الفنانة)

وبين المعروض رسمٌ لحوض استحمام هجرته الأجساد والماء المنعش. وحيدٌ بين الجدران المنسيّة بدورها. ذلك بجانب أعمال مُعدَّة للإسقاط على الواقع اللبناني المأزوم، فيُصوّر وجه «جوكر» الضاحك مرارة الأزمة الاقتصادية وهو يرتدي العملة المُغتَالة قيمتُها، ويقف على خلفية يؤلّفها حرفا الميم والنون، فيشكّلان سؤال «مَن؟» للاستفسار عن كل ما جرى، وسط غياب المحاسبة وعناد المرتكبين أمام تحمُّل المسؤولية.

يُصوّر وجه «جوكر» الضاحك مرارة الأزمة الاقتصادية (صور الفنانة)

لوحة مُشابهة بسياقها، يتصدّرها الوجه الشرير من سلسلة «ستار وورز»، حاملاً العبارة الشهيرة «دولتي فعلت هذا»، التي رفعها موجوعون بعد انفجار مرفأ بيروت، مع الخلفية عينها المؤلَّفة من حرفَي الميم والنون. «مَن؟»... لا جواب. أو «القضاء والقدر».

شرير «ستار وورز» يحمل عبارة «دولتي فعلت هذا» (صور الفنانة)

تتجوّل العين في الأرجاء، فتستميلها لوحة بطلتُها وردة ونحلة. فالوردة المرسومة على جدار في منطقة مار مخايل المحاذية للميناء المقتول، صوَّرتها ميرنا معلوف، وأضافت إليها رسم النحلة. أرادت من حرفها الأول بالإنجليزية (Bee) محاكاة بيروت عبر تشارُكهما في الحرف نفسه. فإذا بالمكتوب في الأسفل، «دعوني وشأني»، يُمثّل صرخة المدينة وهي تسأل القتلة كفَّ الشرّ عنها.

وسط هذا كلّه، تُطالِب اللوحة بمُنقِذ، فترسم الفنانة الشخصية «البطلة» بوصفها حاجة مُلحَّة للخلاص من الوحشية. يبُرز «غراندايزر»، مُحاطاً بالأضواء الدالّة على النور، ومُركَّباً من جميع الشبابيك المنسيّة، ومعه لوحة أخرى لبطل يشبه «سوبرمان» يقف على كورنيش المدينة استعداداً لإنقاذها من الغرق. «المنسيّون» انتشال للذاكرة من حزن المصير.


بعمر الـ100... أميركي يحصل على شهادته الجامعية بعد 60 عاماً من تخرجه

جون إل ميلتون خلال لقاء مع شبكة «فوكس نيوز»
جون إل ميلتون خلال لقاء مع شبكة «فوكس نيوز»
TT

بعمر الـ100... أميركي يحصل على شهادته الجامعية بعد 60 عاماً من تخرجه

جون إل ميلتون خلال لقاء مع شبكة «فوكس نيوز»
جون إل ميلتون خلال لقاء مع شبكة «فوكس نيوز»

اعتقد جندي سابق يبلغ من العمر 100 عام، شارك في الحرب العالمية الثانية، والحرب الكورية، وحرب فيتنام، أنه سيذهب للاحتفال بعيد ميلاده المائة، ولتكريم مساهماته في الحرم الجامعي العالمي لجامعة ميريلاند، وهي مدرسته الأم. وبدلاً من ذلك، تلقى جون إل ميلتون هذا الأسبوع مفاجأة العمر، وهي حفل تخرجه الذي طال انتظاره.

والتحق ميلتون، البالغ من العمر 100 عام، بالحرم الجامعي العالمي لجامعة ميريلاند في الستينات، خلال عمله في «البنتاغون». وقال ميلتون لقناة «فوكس فايف» في واشنطن: «لقد أقمت كثيراً من الاحتفالات طوال حياتي، ولحسن الحظ، للاحتفال بكثير من المناسبات، ولكن يجب أن تكون هذه هي الأفضل». وأضاف ميلتون: «أشعر بأن هذه هي نهاية رحلة طويلة في التعليم، ومرة أخرى، أواصل استخدام كلمة تقدير؛ لكن لا يمكنني التفكير في أي كلمة أخرى».

وحسب موقع «فوكس نيوز»، فقد حصل ميلتون على ما يكفي من الاعتمادات للحصول على شهادة البكالوريوس في الآداب، وكان يخطط للمشي على المسرح عند التخرج في عام 1966، ولكن قبل أن يحدث ذلك، تم إرساله إلى فيتنام، وقال إنه كان يزعجه دائماً أنه لم يحصل على شهادته رسمياً.

جون إل ميلتون عندما كان يخدم في القوات الجوية الأميركية (جامعة ميريلاند الأميركية)

وقال ميلتون: «في طريقي إلى جنوب شرقي آسيا، راودتني أفكار كثيرة حول عدم الوجود هناك لرؤية زملائي الخريجين».

وقال الرئيس جريجوري فاولر، الحاصل على درجة الدكتوراه، من الحرم الجامعي العالمي لجامعة ميريلاند، إنه لشرف كبير أن يقدم لميلتون شهادته، ويرتدي قبعة التخرج، بعد عدة عقود من الزمن الذي كان من المفترض أن يحدث فيه ذلك.

وتابع فاولر: «بموجب هذا، أمنح جون إل ميلتون درجة البكالوريوس في الآداب، مع جميع الحقوق والامتيازات المتعلقة بها. تهانينا».

وبعد عودته من فيتنام، ظل ميلتون وزوجته سيمانثا ميلتون منخرطين في مجتمع الحرم الجامعي العالمي لجامعة ميريلاند، ودعموا برامج العسكريين النشطين والمحاربين القدامى المسجلين في المدرسة.

وفي عام 2010، أنشأت عائلة ميلتون صندوق جون إل وسيمانثا ميلتون للمنح الدراسية الذي يدعم صندوقاً آخر للمنح الدراسية، في الحرم الجامعي العالمي لجامعة ميريلاند خصيصاً لمقدمي الرعاية المتطوعين للجنود العسكريين المصابين.


فنانون وشعراء يودعون أيقونة الشعر بعد خمسة عقود من العطاء

الأمير بدر بن عبد المحسن خلال مشاركته أمسية شعرية في باريس (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد المحسن خلال مشاركته أمسية شعرية في باريس (الشرق الأوسط)
TT

فنانون وشعراء يودعون أيقونة الشعر بعد خمسة عقود من العطاء

الأمير بدر بن عبد المحسن خلال مشاركته أمسية شعرية في باريس (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد المحسن خلال مشاركته أمسية شعرية في باريس (الشرق الأوسط)

نعى شعراء وفنانون الأمير البدر بن عبد المحسن وثمنوا تجربته التي امتدت لخمسة عقود، غنى له خلالها نخبة من فناني العالم العربي. بقي البدر طوال مسيرته التي بدأت منذ التسعينات متوهجاً وحاضراً في الوسط الفني والأدبي العربي.

تحدثت «الشرق الأوسط» إلى مجموعة من الشعراء والفنانين ممن رافقوا الأمير البدر في رحلته الشعرية. منهم المغني عبد الرب إدريس، الذي استذكر قيمة وقامة البدر في الوسط الفني والأدبي، وتاريخه الطويل في إثراء الساحة، والتجارب المختلفة التي ظهرت فيها موهبته.

وقال الدكتور عبد الرب إن الأمير البدر يعد تاريخاً شعرياً، والكتابة عنه تحتاج لوقت طويل لتسجيل ما يليق به بوصفه إنساناً وتاريخاً، ووصف علاقته به بالأخوية، وأضاف: «معرفتي به تمتد لأكثر من أربعة عقود. تعاونت معه في كثير من الأعمال.». وأردف قائلاً إن «شهرة البدر الواسعة تعكس قيمته بين الناس ومشواره التاريخي في الكتابة الشعرية».

الأمير بدر بن فرحان وزير الثقافة السعودي خلال حفل تكريم الأمير الشاعر من اليونيسكو (واس)

وأوضح الدكتور إدريس أن كل من يعرف البدر يشهد له بالخير، والناس في يوم وفاته يستذكرون جوانب مضيئة من شخصيته وتجربته وإبداعه.

من جهته، عبّر الشاعر الكويتي عبد اللطيف البناي عن الحزن والأسى وقال لـ«الشرق الأوسط»: «في هذا الموقف الحزين، أعزي الجميع في وفاة البدر، الشاعر المبدع الذي أرخ للتراث، وترك أثراً جميلاً بكلماته وقصائده والأعمال الفنية التي كتبها، وتميز فيها بسحر الكلمة والإبداع والأصالة والمعنى الجميل».

الأمير بدر خلال لقاء سابق جمعه مع طلال مداح (الشرق الأوسط)

ويستذكر الشاعر البناي آخر لقاء جمعه مع الأمير البدر، وكان في دولة قطر: «عندما طُلب مني كتابة بيتين من الشعر في الأمير البدر»، وقال: «عجزت أن أكتبه في بيتين من الشعر، وأصف البدر وأنا بجواره نجم».

يقول محبوه إن البدر لامس بشعره الجميع، وعبر عن أحوالهم، وهندس مشاعرهم على وقع مفرداته وإيقاع الأوزان التي كسا بها قصائده الفريدة، بالإضافة إلى دوره في تطريز الوسط الشعري بفرائد من قصائده الوطنية التي بقيت نابضة حتى اليوم بقوة المعنى، ودهشة الصورة، وسلاسة العبارة، ورشاقة التراكيب.

البدر خلال ندوة خاصة حول الشعر والفن ضمن برنامج معرض الرياض الدولي للكتاب «أكتب لأحيا» (1)

يصف الفنان علي عبد الكريم، البدر بالأخ لـ«جميع الفنانين»، وخبر رحيله بــ«الفاجعة»، التي لا يخفف سطوتها إلا الأثر والذكر الطيب اللذان تركهما وراءه، وقال: «رحيله فاجعة أعزي فيها الملك وولي العهد والشعب السعودي».

وأضاف: «البدر أيقونة الشعر والفن، كان مع شاعريته يجمع الحسّ الفني المرتفع، تعاملت معه كثيراً، وكان منذ بداية مشواري داعماً ومسانداً، ولا أنسى وقفاته وأيامه الجميلة معي. كان مختلفاً في شاعريته وإنتاجه عن غيره، لدينا شعراء وكتاب كبار في الساحة، وبقي الأمير بدر وسطهم مختلفاً ومتفرداً دائماً، وتستطيع أن تلمس الاختلاف في قصائده من أول مذهب، وقد اختط مساره الشعري الفريد من خلال انتقاء المفردات بعناية، والتجديد والبعد عن المفردات المستهلكة والصور المكررة».

الفنان علي عبد الكريم والأمير عبد الرحمن بن مساعد والأمير الراحل بدر بن عبد المحسن (حساب عبد الكريم علي «إكس»)

وتوثيقاً لدور الراحل في إثراء وإغناء التجربة الفنية السعودية والعربية، قرر الفنان علي عبد الكريم أن يفي لهذا الإرث ويصل ماضيه بمستقبله من خلال نية تجديد عدد من الأعمال التي جمعته بالراحل، يقول: «أنا أكثر من غنّى للأمير البدر، ولدي قائمة طويلة من الأغاني والأعمال التي كتبها الفقيد، وسأعمل في المرحلة المقبلة على إعادة تقديم أعمال منتقاة من هذه القائمة، بشكل وقالب متجددين».

وعن شخصيته تحدث ضيوف «الشرق الأوسط» مشيدين بدعمه وتشجيعه للمواهب ورقته في التعامل مع الآخرين، وتبسطه في الحديث إلى كل من عرفه واتصل به.

الشاعر سعود سالم (تصوير: غازي مهدي)

يقول عن ذلك الشاعر السعودي سعود سالم: «فاجعة كبيرة حملها لنا صباح السبت، آلمني سماعها وأنا خارج السعودية، وطارت بي أشواق وذكريات إلى الأيام التي جمعتني بالفقيد».

وتوجه الشاعر سالم بالعزاء إلى كل من عرف الراحل، ولامس إنسانيته قائلاً: «أعزي كل سعودي وعربي وصاحب ذائقة في رحيل الأمير البدر، الذي كان علامة فارقة في شعر الجزيرة العربية كلها».

وعن آخر موعد جمعه بالفقيد، يقول سعود سالم: «كنت أتمنى رؤيته قريباً، لكن فاجعة رحيله كانت صادمة لي على المستوى الشخصي. كنت من أكثر المعجبين والمتأثرين بتجربته الشعرية التي امتد تألقها عبر الوقت، وأنا في مسيرتي كاتباً وشاعراً كنت لا أرى في الساحة نموذجاً أو مساراً شعرياً أقتدي به مثل الأمير البدر».

وأضاف: «كان تأثيره على الوسط الأدبي كاملاً، وأنا على المستوى الشخصي كنت متأثراً بكل تفاصيل تجربته الشعرية، مفرداته وخياله والصور التي كان ينسجها بطريقته المتفردة، وكنت أترقب كل إنتاجاته وأتابعها بحرص ودأب، وأعيش بكامل قواي في تجربته الشعرية ومدرسته الأدبية والفنية المميزة».


مصر تحتفي بأول حضانة عربية صديقة للبيئة

إنشاء أول حضانة صديقة للبيئة (وزارة التضامن الاجتماعي المصرية)
إنشاء أول حضانة صديقة للبيئة (وزارة التضامن الاجتماعي المصرية)
TT

مصر تحتفي بأول حضانة عربية صديقة للبيئة

إنشاء أول حضانة صديقة للبيئة (وزارة التضامن الاجتماعي المصرية)
إنشاء أول حضانة صديقة للبيئة (وزارة التضامن الاجتماعي المصرية)

احتفت مصر بإنشاء أول دار حضانة صديقة للبيئة في قرية أغورمي بواحة سيوة (جنوب غربي القاهرة)، وذلك بإعلان وزارة التضامن الاجتماعي المصرية، السبت، عن إنجاز المشروع بالتعاون مع وزارة الإسكان.

يعدُّ المبنى صديقاً للبيئة بشكل كامل، سواء فيما يتعلّق بمواد البناء أو بمكوّنات الطاقة داخله. «جميعها من المواد الطبيعية، بهدف توفير جوّ صحّي، وكذلك العمل على توفير الطاقة»، وفق بيان للوزارة.

وقالت وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية نيفين القباج إنّ «الوزارة أنشأت بالتعاون مع الجهاز المركزي لبحوث الإسكان والبناء التابع لوزارة الإسكان، أول حضانة صديقة للبيئة على مستوى مصر والعالم العربي، وذلك باستخدام النظام الإنشائي الصديق للبيئة، في قرية أغورمي بسيوة».

ويتميّز النظام الإنشائي باستخدام بدائل للخرسانة المسلّحة، عبارة عن مواد عضوية من الطبيعة، فيُستَخدم هيكل خشبي بدلاً من الهيكل الخرساني للمبنى، وخشب الجزوارينا وهو من أكثر الأشجار انتشاراً بمصر لقدرته على تحمُّل المناخ الجاف والحار.

الاعتماد على الطاقة النظيفة في المبنى (وزارة التضامن الاجتماعي المصرية)

ويقوم النظام الإنشائي صديق البيئة أيضاً على تشكيل وصبّ حوائط المبنى باستخدام التربة الطبيعية، بدلاً من حوائط الطوب بأنواعه، كما توضع طبقات البياض الداخلي والخارجي ضمن خلطة مكوَّنة من التربة الطبيعية، بدلاً من البياض الأسمنتي العادي.

ورأت الوزيرة أنّ هذا المشروع يأتي ضمن إطار اعتماد الوزارة لاستراتيجيات بناء صديقة للبيئة، لمواكبة الاتجاه العالمي بتبنّي الأنظمة الصديقة للبيئة في مختلف المجالات، وجزءاً من الخطة العالمية لمواجهة التغيّرات المناخية شديدة الخطورة.

وكان مؤتمر المناخ العالمي الذي أقيم في مصر عام 2022 قد أوصى بالعمل على استخدام الطاقة النظيفة والمواد العضوية وتقليل الانبعاثات المضرّة للبيئة، كما أوصى مؤتمر المناخ للجامعات الأوروبية في مصر بـ«العمل على تحويل المنشآت السياحية مناطقَ صديقة للبيئة، وتقديم خطط تتماشى مع المسارات المتعلقة بخفض الانبعاثات الناتجة عن النشاط السياحي، والعمل على القياس والكشف عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون».

وتُعدّ واحة سيوة التي شهدت أول حضانة صديقة للبيئة، من الأماكن السياحية المعروفة، فتضمّ مباني عدّة ذات الطابع البدائي التي تعتمد على مواد عضوية صديقة للبيئة؛ إلى جانب معالم أثرية عائدة إلى العصرين الفرعوني والروماني، من بينها معبد جوبتير «آمون»، ومعبد الخزينة، وجبل الموتى الذي يضمّ مقابر فرعونية، بالإضافة إلى مياه كبريتية، ومواد عضوية تجعل من الواحة منتجعاً للاستشفاء.

واحة سيوة تحتوي على مبانٍ أثرية وأخرى صديقة للبيئة (الهيئة المصرية العامة للاستعلامات)

كما يُعدّ المبنى الذي أنشأته وزارتا التضامن والإسكان صديقاً للبيئة لكونه يستخدم المواد الطبيعية في الإنشاء، ولا يسبّب أي انبعاثات لثاني أكسيد الكربون، فيوفر أجواء صحّية في داخله.

وزادت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الطاقة بنسبة 0.9 في المائة، لتصل إلى رقم قياسي عالمي بلغ أكثر من 36.8 مليار طن، وفق تقرير نشرته الوكالة الدولية للطاقة عام 2023.


«السرب»... دراما تستعيد البطولة المصرية ضدّ «داعش»

فيلم «السرب» حشد الأبطال والنجوم (الشركة المنتجة)
فيلم «السرب» حشد الأبطال والنجوم (الشركة المنتجة)
TT

«السرب»... دراما تستعيد البطولة المصرية ضدّ «داعش»

فيلم «السرب» حشد الأبطال والنجوم (الشركة المنتجة)
فيلم «السرب» حشد الأبطال والنجوم (الشركة المنتجة)

حظي الفيلم المصري «السرب» باهتمام جماهيري، بعدما حقّق إيرادات واعدة في الأيام الـ3 الأولى من عرضه. وهو يجمع بين الدراما الواقعية لقصة مؤلمة عاشها المصريون في 15 فبراير (شباط) 2015، وعمل بطولي لرجال القوّات المسلّحة المصرية، منطلقاً من واقعة خطف 20 عاملاً مصرياً قبطياً في ليبيا، وتعرّضهم لمذبحة على أيدي تنظيم «داعش» الإرهابي؛ ليرصد رحلة أبطال القوّات الجوّية الذين دكّوا معاقل التنظيم انتقاماً للمغدورين.

الفيلم يجسّد بطولة الكتيبة المصرية التي انتقمت من «داعش» في ليبيا (الشركة المنتجة)

ويتضمّن تفاصيل مثيرة ومواقف إنسانية، يقدّمها عبر رؤية درامية وفنية في إطار أفلام الحركة، ضمن سيناريو وحوار كتبهما عمر عبد الحليم، وإخراج أحمد نادر جلال، وإنتاج «سينرجي فيلم».

يشارك في العمل فنانون عدّة، من بينهم أحمد السقا، وشريف منير، ومحمد ممدوح، ومحمد فراج، ونيللي كريم، وآسر ياسين، ومصطفي فهمي، ودياب، وصبا مبارك، وعمرو عبد الجليل، وكريم فهمي، وأحمد حاتم، ومحمود عبد المغني، وأحمد فهمي؛ علماً أنّ بعضهم يحضُر بمشهد أو اثنين.

وحظي الفيلم بإقبال جماهيري لافت أكّده شباك التذاكر، إذ حقّق إيرادات واعدة مقارنة بالأفلام الأخرى في الأيام الـ3 الأولى من عرضه، وصلت إلى 7 ملايين جنيه (الدولار يعادل 47.89 جنيه مصري).

يُلخّص مشهد النهاية، الفيلم، حين تُحلق طائرات أبطال «السرب»، فيعود أفرادها بكامل عددهم وعتادهم، بعدما أتمّوا العملية بنجاح، وسط فرحة كبيرة بين القادة العسكريين. ويتردّد صوت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي معلناً أنّ «مصر تحتفظ لنفسها بحق الردّ بالأسلوب والتوقيت المُناسبَيْن للقصاص من القتلة»، مُصدراً أمراً عسكرياً لبدء عملية نوعية لقصف مواقع «داعش» بمنطقة درنة الليبية، بينما يبلّغ مدير المخابرات الحربية (يؤدي دوره الفنان مصطفى فهمي)، الرئيس، بإتمام العملية بنجاح وعودة طاقمها سالماً إلى أرض الوطن.

يجمع الفيلم الدراما، و«الأكشن» الذي يؤدّي مَشاهده بخبرة أحمد السقا عبر شخصية «علي المصري»، الضابط الذي زرعته المخابرات الحربية المصرية في ليبيا، وقد بدا في المَشاهد الأولى غامضاً، يرتبط بعلاقات متشابكة، لتكشف الأحداث عن دوره المهم في تهيئة الأرض لمعركة الثأر.

في هذا السياق، يقول المؤلّف عمر عبد الحليم: «نقدّم فيلماً مستوحى من أحداث حقيقية، لكن هذا لا ينفي الاهتمام بالتركيبة السينمائية الجاذبة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هو ليس وثائقياً، بل دراما حربية، لذا ثمة شخصيات حقيقية وأخرى درامية، من بينها شخصية السقا، وشخصيتا نيللي كريم وصبا مبارك».

بدوره، يؤدّي الفنان شريف منير شخصية قائد القوّات الجوّية الذي يقود الأبطال، بينما تقلّ مساحة ظهور الممثلات، فتظهر نيللي كريم في شخصية «هند» زوجة أمير الجماعة التي توزّع السبايا على رجاله، ثم تواجه معه الخيانة والغدر، وتؤدّي صبا مبارك شخصية «خديجة عبيد»، الصحافية التي يحاول الأمير انتزاعها لنفسه، لكنّ «علي المصري» ينجح في تحريرها من الأسر.

قصة حقيقية لبطولة رجال القوّات المسلّحة المصرية (الشركة المنتجة)

يضمّ الفيلم مجموعة من الممثلين يؤدّون أدوار العمّال؛ فيقدم الفنان عمرو عبد الجليل دور «عم محمد» رئيس العمال الذي يخشى عليهم من تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا، ويدفع لأحدهم بإرسال مبالغ لأسرته في صعيد مصر، ويقول بإصرار بعد مقتلهم: «جايبهم من مصر على مسؤوليتي، ولازم آخد بتارهم».

لا يُسرف العمل في تقديم مشهد ذبح العمّال المصريين، بل قدّمه عبر تقنيات المونتاج لمَشاهد الدماء المختلطة بمياه البحر.

وواجه مؤلّفه مواقف صعبة: «اضطررتُ لمشاهدة فيديو الواقعة مئات المرات وكان مؤلماً جداً، ثم بدأتُ أحفظ قصص الـ20 مصرياً الذين قُتلوا، بينما حمل الرقم 21 جنسية أفريقية. تواصلت مع بعض أسرهم، وكان هذا صعباً».

ووفق الناقد المصري طارق الشناوي، «نحن بصدد عمل حربي فنّي جيّد الصنع، وقد جاء تنفيذ المعارك وأعمال الغرافيك بشكل احترافي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنّ «توقيته مناسب ليؤكد أنّ الدولة المصرية لا تترك حقّ مواطنيها، وهذه معانٍ جميلة أكدها الفيلم».

ولكنه يلفت إلى أنه كان يتمنّى مشاهدة بطولة الـ20 مصرياً من الأقباط في مواجهتهم «داعش»، وصمودهم، وكيف جرت مساومتهم، لتقديم صورة متكاملة لما حدث في درنة قبل 9 أعوام.

أحمد السقا يؤدّي بطولة الفيلم (الشركة المنتجة)

ويضيف: «من المهم تقديم الحدث سينمائياً، إلا أنه كان يمكن أيضاً وجود خطّ توثيقي داخل الفيلم، لا سيما أنّ السينما عموماً حطّمت الخط الفاصل بين الروائي والوثائقي».

وعلى هذه النقطة، يردّ المؤلّف: «لنروي قصص الضحايا الـ20، نحتاج إلى مسلسل طويل وليس إلى فيلم يعتمد على التكثيف للحفاظ على إيقاعه، بالإضافة إلى أنّ ظروفهم وتركيبتهم الاجتماعية تتشابه، وقد جسّدها أكثر من مشهد»، مشيراً إلى أنه كتب 23 مسودة للسيناريو، بهدف «التجويد والتكثيف لفيلم يُعدّ من أضخم الأفلام الحربية».

يشيد الشناوي بأحمد نادر جلال، ويرى أنّ الفيلم يمثّل «عودة قوية لمخرج واعد منذ بداياته»، منوّهاً بتميّز عناصره الفنية: «استخدم تقنيات مختلفة ليقدّم حالة إبهار عالية».


الموسيقى تُساعد مرضى «ألزهايمر» على التذكُّر

الاستماع إلى الموسيقى يُنشّط مناطق الدماغ المرتبطة بالمكافأة (بيكسلز)
الاستماع إلى الموسيقى يُنشّط مناطق الدماغ المرتبطة بالمكافأة (بيكسلز)
TT

الموسيقى تُساعد مرضى «ألزهايمر» على التذكُّر

الاستماع إلى الموسيقى يُنشّط مناطق الدماغ المرتبطة بالمكافأة (بيكسلز)
الاستماع إلى الموسيقى يُنشّط مناطق الدماغ المرتبطة بالمكافأة (بيكسلز)

أثبتت دراسة حديثة أجراها باحثون من «جامعة سيمون فريزر» الكندية أنّ الاستماع إلى الموسيقى يعزّز الصحة الإدراكية لدى كبار السنّ. وأفادت نتائج الدراسة التي قادتها باحثة علوم الأعصاب في الجامعة سارة فابر، ونُشرت في دورية «نتورك نيوروساينس»، بأنّ الاستماع إلى الموسيقى يُنشّط مناطق الدماغ المرتبطة بالمكافأة لدى كبار السنّ، بغضّ النظر عن مدى استمتاعهم بها.

وقالت فابر، في بيان نشره موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي: «سماع الموسيقى يشمل شبكات عدّة داخل أدمغتنا»، مشدّدة على أنه مفيد لكبار السن الذين يعانون تنكساً عصبياً، مثل مرض «ألزهايمر»، لأنه «قد يساعدهم على استعادة الذكريات ويوفّر وسيلة للبقاء على اتصال بماضيهم وحاضرهم، وكذلك مع أحبائهم وأقرانهم».

وأضافت: «ثمة فوائد عدّة للاستماع إلى الموسيقى لكل من البالغين والأكبر سناً. فإذا كنت تمرّ بوقت عصيب، يمكن أن تحفّزك أو تساعدك على الاسترخاء، ويمكن أن تساعدنا في تكوين روابط اجتماعية»، وعدَّت «الارتباط مع شخص ما من خلال الموسيقى المشتركة التي تحبّها معه، وسيلةً فعالة جداً للتواصل».

وراقب باحثو الدراسة نشاط الدماغ لدى مجموعتين من المشاركين الذين يستمعون إلى الموسيقى: مجموعة أصغر سناً من البالغين بمتوسط عمر 19 عاماً، ومجموعة من كبار السنّ بمتوسط عمر 67 عاماً.

استمع المشاركون في الاختبارات إلى 24 عيّنة موسيقية، بما فيها الأغنيات التي اختاروها بأنفسهم، والموسيقى الشعبية والمميّزة التي اختارها الباحثون عمداً، والأغنيات المُعدّة خصّيصاً للدراسة.

وذكرت فابر أنّ «فهم كيفية عمل الموسيقى في الدماغ أمر معقّد جداً، خصوصاً أن أدمغتنا تتطوّر باستمرار مع تقدُّم العمر. ومع التدريب، يمكن لشبكة المكافأة السمعية أن تصبح أكثر تفاعلاً مع جميع أنواع الموسيقى».

وتابعت: «حتى عندما لا تكون الموسيقى مألوفة بالنسبة إلينا، فإنها لا تزال تتمتّع بالقدرة على تحريك أجسادنا، والمساعدة في تحقيق عنصر التوازن في عواطفنا من خلال تنشيط تلك المناطق في الدماغ».

وعادة ما تنشط مناطق الدماغ المرتبطة بالمكافأة عند حصول الإنسان على مال أو طعام لذيذ، أو عندما يحظى بالثناء والمديح، وفق الدراسة. تعلق فابر: «وجدنا أنّ هياكل الدماغ المسؤولة عن معالجة المكافأة - والمعروفة أيضاً باسم شبكة المكافأة - تُنشَّط لدى البالغين الأصغر سناً في أثناء استماعهم إلى الموسيقى التي يحبّونها أو المألوفة لديهم، ويجري تحفيزها لدى كبار السن أيضاً».

وأضافت: «يحدث الأمر حتى عندما تكون المقطوعة الغنائية جديدة، أي عندما تكون تلك هي المرّة الأولى التي يستمعون فيها إليها، أو حتى في حال أَبلغوا عن عدم إعجابهم بها كثيراً».