مؤسس التيار السلفي في لبنان يطالب الحكومة بإعادة أسلحته التي صادرها الجيش

قال لـ بيروت: «الشرق الأوسط» إن هذا السلاح للدفاع عن النفس

جنود لبنانيون يجمعون أسلحة وذخائر تمت مصادرتها  من إحدى الشقق في طرابلس مؤخرا (أ.ف.ب)
جنود لبنانيون يجمعون أسلحة وذخائر تمت مصادرتها من إحدى الشقق في طرابلس مؤخرا (أ.ف.ب)
TT

مؤسس التيار السلفي في لبنان يطالب الحكومة بإعادة أسلحته التي صادرها الجيش

جنود لبنانيون يجمعون أسلحة وذخائر تمت مصادرتها  من إحدى الشقق في طرابلس مؤخرا (أ.ف.ب)
جنود لبنانيون يجمعون أسلحة وذخائر تمت مصادرتها من إحدى الشقق في طرابلس مؤخرا (أ.ف.ب)

طالب مؤسس التيار السلفي في لبنان داعي الإسلام الشهال الحكومة اللبنانية والجيش بإعادة الأسلحة التي تمت مصادرتها يوم الجمعة الماضي من منزل الشيخ بلال دقماق، مؤكدا أنها تعود إليه شخصيا وغرضها الدفاع عن النفس.
وأوضح الشهال في حديث مع «الشرق الأوسط» أنه وبعدما سرت شائعات عن مداهمة الجيش منزلا يعود للنائب خالد الضاهر وعن إمكانية مداهمة منزله في طرابلس، «تشنج الوضع في المدينة، فتواصلت مع الشيخ دقماق وطلبت منه العمل على منع تطور الأمور أمنيا». وقال الشهال: «من وحي الحدث، وطلبي، اجتهد الشيخ دقماق بنقل السلاح من منزلي إلى شقته درءا للفتنة وتفاديا لإشكال أمني».
وشدد على أنه كما كل الشخصيات الدينية والأمنية والسياسية في البلد من حقه امتلاك السلاح للدفاع عن النفس، لافتا إلى أنه قبل عامين لم يكن يمتلك إلا 4 أو 5 بنادق يستخدمها حرسه الشخصي، «إلا أنه وبعد أحداث 7 مايو (أيار) وأحداث عبرا وتفاقم المعارك بين جبل محسن وباب التبانة، وانكفاء الجيش في كثير من الأوقات، ارتأيت اتخاذ المزيد من الاحتياطات للدفاع عن نفسي وأسرتي والشبان الذين يعملون معي».
واستهجن الشهال التركيز على السلاح الذي يمتلكه في وقت هناك مئات مخازن الأسلحة للتنظيمات والشخصيات في لبنان التي لا يسأل عنها أحد، وطالب الحكومة برفع المذكرة التي صدرت لتوقيف الشيخ دقماق وبإعادة السلاح إلى مكانه. وقال: «نحن لطالما كنا صمام أمان لمنع تدهور الأوضاع أمنيا ولم نستخدم سلاحا يوما للاعتداء على أحد وبالتالي ليس هكذا يتم التعاطي معنا».
وكانت القيادة العسكرية أفادت مساء الجمعة - السبت برصد قوة من الجيش في محلة أبي سمرا «تحركات مشبوهة لأشخاص يقومون بنقل صناديق مجهولة المحتوى وبطريقة مريبة، فتمت مداهمة المكان حيث عثر على كميات كبيرة من الأسلحة المختلفة، وقواذف «آر.بي.جي» وقناصات وذخائر متنوعة. وبنتيجة التحقيق تبين أنها عائدة للمدعو بلال دقماق».
واستكمل الجيش يوم أمس السبت مداهماته على خلفية المعارك التي شهدتها طرابلس قبل نحو أسبوع مع مسلحين مقربين من تنظيمي «جبهة النصرة» و«داعش»، وأشار بيان للقيادة العسكرية إلى توقيف قوى الجيش المطلوب غالي حدارة في منطقة الشمال، لقيامه بتشكيل خلية إرهابية نسقت مع الموقوف أحمد سليم ميقاتي وآخرين، لتنفيذ المخطط الذي كان يعد لمنطقة الشمال. وأوضح البيان أن «حدارة قد فر إلى باب التبانة بعد قيام قوى الجيش بدهم مكان تمركز مجموعته الإرهابية في بقاع صفرين، ثم حاول الفرار من باب التبانة بعد الأحداث الأخيرة إلى أن تم توقيفه».
كما أوقفت قوى الجيش مطلوبا آخر بجرم الاشتراك مع آخرين في إطلاق النار على دورية تابعة للجيش، وإلقاء رمانات يدوية أدت إلى إصابة بعض العسكريين، ولمشاركته في أحداث طرابلس الأخيرة.
وقالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إن وحدات من الجيش نفذت بالأمس عملية دهم في محيط مسجد حربا في باب التبانة، حيث عثرت على كمية من الذخائر.
وشرق البلاد، أفادت الوكالة بدهم الجيش اللبناني مخيمات النازحين السوريين في منطقة عين الشعب بين بلدتي عرسال واللبوة بحثا عن مطلوبين ومشاركين بالاعتداء عليه.
وقد تخطى عدد الموقوفين بقضايا الإرهاب والاعتداء على الجيش الـ200، فبعد أن كانت القيادة العسكرية أعلنت مباشرة بعد المعارك عن توقيف 162 شخصا، استمرت المداهمات والتوقيفات الأسبوع الماضي ليتخطى مجمل عدد الموقوفين الـ200، علما أنه يتم إطلاق بعض الذين يثبت عدم تورطهم.
ودعا وزير العدل اللواء أشرف ريفي إلى وجوب أن لا تقتصر عمليات الدهم على منطقة باب التبانة في طرابلس، وقال في تصريح له: «كلنا يعلم أن هناك الآلاف من مستودعات الأسلحة في جبل محسن والضاحية، كما نعلم دائما أنه في كل بيت منذ الحرب الأهلية هناك قطعة سلاح، فمن اعتقل لأن لديه قطعة سلاح في منزله لا يعني أنه إرهابي».
وشدد ريفي على أن «طرابلس مع الاعتدال ومع الجيش وأبنائها ليسوا بحاجة إلى فحص دم للتأكد من وطنيتهم، فهم وطنيون أكثر من الذين يدعون الوطنية»، وأضاف: «كلنا يعلم أن في الضاحية آلاف مستودعات الأسلحة، وعلى الجيش أن يطبق الخطة الأمنية بالتساوي على كل المناطق اللبنانية وعلى كل المواطنين».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.