الشارقة ضيف شرف معرض «بولونيا الدولي لكتاب الطفل»

خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمته إدارة المعرض في مدينة ميلان الإيطالية
خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمته إدارة المعرض في مدينة ميلان الإيطالية
TT

الشارقة ضيف شرف معرض «بولونيا الدولي لكتاب الطفل»

خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمته إدارة المعرض في مدينة ميلان الإيطالية
خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمته إدارة المعرض في مدينة ميلان الإيطالية

تحتفي مدينة بولونيا الإيطالية بإمارة الشارقة، ضيف شرف على فعاليات الدورة المقبلة من معرض بولونيا الدولي لكتاب الطفل 2020. الذي يقام خلال الفترة الممتدة من 30 مارس (آذار) حتى 2 أبريل (نيسان) المقبل في مدينة بولونيا الإيطالية، كما جاء في مؤتمر صحافي نظمته إدارة المعرض في مدينة ميلان الإيطالية، استعرضت خلالها خولة المجيني، مدير المعارض والمهرجانات في هيئة الشارقة للكتاب، برنامج الشارقة في المعرض، بحضور أنتونيو بوتسونيه، المدير التنفيذي لـ«معرض بولونيا الدولي لكتاب الطفل»، وإيلينا بازولي، مديرة المعرض، وألفييري لورنسون، مدير جمعية الناشرين الإيطاليين.
وذكرت خولة المجيني أن البرنامج يحفل بالأنشطة والفعاليات المتنوعة، التي يقدمها فريق متكامل يضم أكثر من 20 كاتباً ورساماً وقاصّاً وناشراً من دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي، موضحة أن هيئة الشارقة للكتاب تنظم برنامج الشارقة ضيف شرف المعرض بالتعاون مع نخبة من الهيئات والمؤسسات الثقافية لتعريف الجماهير الإيطالية والعالمية على التاريخ العريق لالتزام دولة الإمارات بتطوير كتب الأطفال واليافعين، وأن الشارقة ستعمل، من خلال منصة «معرض بولونيا الدولي لكتاب الطفل» 2020، على تعزيز التعاون وتبادل الخبرات والتجارب الثقافية بين الرسامين ومؤلفي كتب الأطفال، مشيرة إلى أن التحضيرات للمشاركة في المعرض جارية منذ ما يقارب العام، إذ أطلقت هيئة الشارقة للكتاب في فبراير (شباط) 2019 مشروع «ورش الإنتاج الفني»، الهادف إلى تعزيز قدرات الرسامين الإماراتيين في مهارات رسم قصص كتب الأطفال، ووفرت لهم التدريب اللازم للمشاركة في المعرض؛ وستُعرض الأعمال التي نفذها المشاركون في سلسلة الورش تحت إشراف نخبة من الفنانين والرسامين العالميين في جناح الشارقة المشارك بدورة العام الجاري من المعرض.
من جانبها، قالت إيلينا بازولي، مديرة معرض بولونيا الدولي لكتاب الطفل: «يسرنا أن نرحب بإمارة الشارقة ضيف شرف في الدورة القادمة من معرض بولونيا الدولي لكتاب الطفل، حيث تأتي هذه المشاركة تجسيداً لعلاقات الصداقة والتعاون الراسخة التي تجمعنا مع هيئة الشارقة للكتاب والتي نتوجه لها بخالص الشكر على البرنامج المتميز الذي تعمل على إعداده للمعرض ولمدينة بولونيا، وخاصة في ظل تنامي الاهتمام الدولي بالتعرف على تجربة الإمارة الرائدة في مجال أدب ورسوم كتب الأطفال، ونحن فخورون اليوم بأن نكون نافذة واسعة نفتحها أمام جميع العاملين والمختصين بأدب الطفل لاستكشاف سحر عالم كتب الأطفال».
وتعرض الشارقة خلال مشاركتها 17 مؤلفاً أدبياً وإبداعياً تم ترجمته من اللغة العربية إلى اللغة الإيطالية، وتنظم ست حفلات لتوقيع الكتب، وفي الوقت نفسه تعقد ثلاث جلسات نقاشية تسلط الضوء على أحدث التطورات والمستجدات في مجال أدب الأطفال بدولة الإمارات والعالم العربي، وتستعرض المشاريع الثقافية المبتكرة التي أطلقتها الشارقة، والتي أسهمت في تعزيز إعداد الكتب والمنشورات المحلية، ووفرت فرصاً ثمينة للترجمة، وعززت المحتويات الرقمية والكتب الصوتية.


مقالات ذات صلة

كتب شركة ناشئة تخطط لنشر ما يصل إلى 8 آلاف كتاب العام المقبل باستخدام الذكاء الاصطناعي (أرشيفية)

وسط اعتراض كتّاب ودور نشر… شركة ناشئة تسعى لإنتاج 8 آلاف كتاب العام المقبل باستخدام الذكاء الاصطناعي

ينتقد كتّاب وناشرون إحدى الشركات الأميركية الناشئة التي تخطط لنشر ما يصل إلى 8 آلاف كتاب العام المقبل باستخدام الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
ثقافة وفنون «أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

«أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

في كتابها «رحِم العالم... أمومة عابرة للحدود» تزيح الكاتبة والناقدة المصرية الدكتورة شيرين أبو النجا المُسلمات المُرتبطة بخطاب الأمومة والمتن الثقافي الراسخ

منى أبو النصر (القاهرة)
تكنولوجيا شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق كاميلا ملكة بريطانيا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الأدب بحضور الأميرة آن (رويترز)

قدمتها لها الأميرة آن... الملكة كاميلا تحصل على دكتوراه فخرية في الأدب

حصلت الملكة البريطانية كاميلا، زوجة الملك تشارلز، على الدكتوراه الفخرية؛ تقديراً لـ«مهمتها الشخصية» في تعزيز محو الأمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«ميدان الثقافة» بوابة تربط بين الماضي والحاضر في جدة التاريخية

يأتي المشروع في إطار جهود تعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات (واس)
يأتي المشروع في إطار جهود تعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات (واس)
TT

«ميدان الثقافة» بوابة تربط بين الماضي والحاضر في جدة التاريخية

يأتي المشروع في إطار جهود تعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات (واس)
يأتي المشروع في إطار جهود تعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات (واس)

يشكل «ميدان الثقافة» الذي أطلقه «برنامج جدة التاريخية»، التابع لوزارة الثقافة السعودية، بوابةً تربط بين الماضي والحاضر من خلال موقعه المميز الذي عكس تصميمه ووظائفه هذه الثنائية الزمنية ليمثل معلماً حضارياً كبيراً كإحدى الوجهات الثقافية المهمة بالمدينة الساحلية جدة (غرب السعودية).

ويأتي المشروع في إطار جهود إعادة إحياء المنطقة التاريخية، وتعزيز الفنون والثقافة من خلال مراكز متخصصة في مختلف المجالات الفنية والثقافية، وبما يوفر تجارب ثقافية وفنية ثرية متنوعة، تعزز من تجربة الزوار، وتسهم في جعل المنطقة وجهةً سياحيةً عالميةً، وذلك تماشياً مع «رؤية المملكة 2030».

يعد متحف «تيم لاب» الأول من نوعه ويقام وبشكل دائم في منطقة الشرق الأوسط (واس)

ويقع «ميدان الثقافة» الذي يضم مركز الفنون المسرحية (مسرح وسينما)، ومتحف الفنون الرقمية «تيم لاب بلا حدود» (حاصل على جائزة مكة للتميز في فرع التميز الثقافي)، على ضفاف بحيرة الأربعين، ويطل على منطقة جدة التاريخية.

ويقدم مركز الفنون المسرحية فعاليات ثقافية متنوعة تشمل عروضاً مسرحيةً، ومهرجانات عالمية، ودور سينما، وجلسات تجسد أجواء «المركاز»، إلى جانب مطاعم ومقاهٍ تمثل نقاط تجمع وحوار، أما متحف «تيم لاب بلا حدود» فيُبرز الطابع الحديث للثقافة، الذي يجمع بين الفن والعلم والتكنولوجيا. وفي قلب هذا المشهد الثقافي، يبرز «بيت أمير البحر» التاريخي متوسطاً مركز الفنون المسرحية ومتحف «تيم لاب بلا حدود»، ومطلاً على «شارع حمزة شحاتة» (الشاعر السعودي الراحل)، ليعكس الثراء الثقافي المتأصل في الموقع. وقد قام البرنامج وفي إطار جهوده للحفاظ على تراث المنطقة المعماري والثقافي بترميم «البيت» وإعادة تأهيله. ويتميز «بيت أمير البحر» بتصميمه المعماري الفريد، إذ يأتي على شكل هندسي ثماني، ويتكون من دور واحد، وهو محاط بنوافذ كبيرة على شكل أقواس، وقد استُخدم في الماضي مناراً لإرشاد السفن.

مشروع «إعادة إحياء جدة التاريخية» جعل المنطقة مقصداً للزوار من مختلف أنحاء العالم (واس)

ويجسد مشروع «ميدان الثقافة» الهندسة المعمارية التي تعكس القيم الجوهرية لجدة التاريخية، مع رؤية تجديدية دمجت بين الماضي والمستقبل في تناغم فريد، إذ مزج التصميم بين التراث المعماري الغني والنسيج الحضري المترابط، في استمرارية لهوية المنطقة وثقافتها. وفي الوقت ذاته تماشى التصميم مع فلسفة متحف «تيم لاب» التي تقوم على الانسجام بين الزائر والأعمال الفنية، وهو ما يظهر بوضوح في سطح المبنى المائل نحو المسطحات المحيطة، مما يعزز من فكرة الاندماج والانسجام.

ويشتمل «ميدان الثقافة» على مبنيين رئيسيين، بإجمالي مساحة بناء تبلغ حوالي 26 ألف متر مربع ويمتد مركز الفنون المسرحية والسينما على مساحة 16 ألف متر مربع، ويضم مقر مهرجان البحر الأحمر السينمائي، ويتكون من مدخل رئيسي (الردهة)، وقاعة مسرح رئيسية بسعة 868 مقعداً، بالإضافة إلى خمس قاعات سينما بسعة 564 مقعداً، وردهة داخلية (غرفة متعددة الأغراض)، وتسع قاعات للجلسات الحوارية، و«سينماتيك»، ومطعم وثلاثة مقاهٍ.

الممثل ويل سميث يوثق زيارته للمنطقة التي تشهد إقبالاً من الزوار على مدار العام (جدة التاريخية)

فيما تبلغ مساحة متحف «تيم لاب بلا حدود» 10 آلاف متر مربع، ويضم قرابة 80 عملاً مستقلاً ومترابطاً، تُجسِد عالماً واحداً بلا حدود. ويجمع المتحف بين الفنون والتكنولوجيا والطبيعة في مساحة إبداعية مبتكرة، ويُشكل إضافة نوعية للمشهد الثقافي في المملكة.

وكان الحفاظ على الصحة العامة وتعزيز الاستدامة البيئية من الأهداف المهمة التي سعى إليها برنامج جدة التاريخية في تصميم وتنفيذ مشروع «ميدان الثقافة»، إذ تم استخدام وحدات تكييف عالية الجودة، مُجهزة بتقنية تُنقي الهواء بنسبة 100 في المائة، بالإضافة إلى تركيب مصاعد تعمل بدون لمس، وسلالم كهربائية مُزودة بتقنية تعقيم بالأشعة فوق البنفسجية، وذلك للحد من انتقال الفيروسات والجراثيم المسببة للأمراض.

ديفيد فيا نجم الكرة الإسباني خلال زيارة سابقة للمنطقة (برنامج جدة التاريخية)

كما اهتم البرنامج بالحفاظ على الموارد المائية من خلال استخدام نظام يعيد تدوير مياه التكثيف الناتجة عن وحدات التبريد لتلبية احتياجات الري، وهو ما يعزز من كفاءة استهلاك الموارد ويساهم في الحفاظ على البيئة.

وجاء مشروع «ميدان الثقافة» ضمن جهود برنامج جدة التاريخية في إعادة إحياء المنطقة، والحفاظ على تراثها المادي وغير المادي، وإثراء تجربة الزوار، ويعد الميدان معلماً حضارياً وبصرياً متميزاً في جدة، بتصميمه الذي راعى الحفاظ على النسيج الحضري في المنطقة، وجمع بين استخدام الهندسة المعمارية المعاصرة في بنائه، والحفاظ على الطابع المعماري التراثي الذي يستلهم من المباني التاريخية في المنطقة، ويأتي ضمن استثمار تاريخ المنطقة وعناصرها الثقافية المميزة وتحويلها إلى روافد اقتصادية، وجعل المنطقة وجهة مميزة على خريطة السياحة العالمية.