تأهّب بريطاني لاحتواء انتشار واسع محتمل

عيادة شمال لندن مغلقة «لأسباب متعلقة بـ«كورونا الجديد» (أ.ف.ب)
عيادة شمال لندن مغلقة «لأسباب متعلقة بـ«كورونا الجديد» (أ.ف.ب)
TT

تأهّب بريطاني لاحتواء انتشار واسع محتمل

عيادة شمال لندن مغلقة «لأسباب متعلقة بـ«كورونا الجديد» (أ.ف.ب)
عيادة شمال لندن مغلقة «لأسباب متعلقة بـ«كورونا الجديد» (أ.ف.ب)

قال رئيس «هيئة الصحة الوطنية» في بريطانيا إنه قد يتم إجبار المزيد من الأشخاص على عزل أنفسهم، كجزء من الجهود المبذولة لوقف انتشار فيروس «كورونا» الجديد (كوفيد - 19).

واعتبر سايمون ستيفنس أن الـ80 شخصاً الذين خرجوا أمس من الحجر الصحي الإجباري عقب إجلائهم من الصين «مثال هام» للسلوك الذي يدعم جهود احتواء انتشار أكبر محتمل للوباء. وقال في تصريحات نقلتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «لقد قدموا مثالاً هاماً»، مشيراً إلى أنه «خلال الأسابيع المقبلة، قد يُضطَر كثير منا إلى عزل نفسه في المنزل لفترة من الوقت، بهدف الحد من انتشار الفيروس». كما شكر وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، المواطنين الذين خرجوا، أمس، من الحجر الصحي، وأكد أنهم لا يمثّلون أي خطر على العموم.
وسجّلت بريطانيا، حتى مساء أمس، 9 حالات، كانت الأخيرة لسيدة في لندن عادت أخيراً من الصين. كما تحدّثت تقارير إعلامية محلية عن إغلاق عيادة طبية، شمال لندن، بسبب الفيروس، ولم يتسنّ التأكد من صحة الخبر.
وكانت أول حالتين أعلن عنهما في بريطانيا لطالبين صينيين في جامعة «يورك»، تلتها عدة حالات في مدينة برايتون. وقد نقل بريطاني يدعى ستيف والش عدوى الفيروس لـ11 شخصاً عبر ثلاث دول. وأصيب والش أثناء مشاركته في مؤتمر في سنغافورة، ونقله بعد ذلك إلى كثير من أبناء وطنه، بينما كان يمضي إجازة في جبال الألب الفرنسية، قبل تشخيص حالته عند عودته إلى المملكة المتحدة، وتشخيص أحد أصدقائه في مايوركا.
وأعلن والش قبل يومين أنه تعافى تماماً من المرض، موضحاً أنه لا يزال باقياً في الحجر الصحي.
من جهتهم، أطلق باحثون بريطانيون سباقاً ضد الزمن، للتوصل إلى لقاح. وكان علماء من جامعة «إمبيريال كولدج» في لندن بين أوائل الأشخاص الذين باشروا تجارب على فئران لتطوير لقاحات، آملين في بلوغ هدفهم بحلول نهاية العام، وفق تأكيد أحد هؤلاء لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وقد أودى الوباء بحياة أكثر من ألف شخص في بر الصين الرئيسي منذ الإعلان عن أولى الوفيات في 11 يناير (كانون الثاني)، جراء هذا الفيروس.
وقال الباحث في «إمبيريال كولدج» بول ماكاي، أول من أمس: «لقد قمنا للتو بحقن أجسام فئران باللقاح الذي طورناه باستخدام البكتيريا، ونأمل بأن نتمكن في الأسابيع المقبلة من تحديد التفاعل لدى هذه الفئران، وتجاوبها لناحية الأجسام المضادة لمقاومة فيروس (كورونا)» المستجد.
وفي سائر أنحاء العالم، يخوض العلماء سباقاً مع الزمن لتطوير لقاح، في مسار شاق يستمر في العادة سنوات طويلة، ريثما تُثبت فعالية اللقاح وعدم خطورته، تمهيداً لإنتاجه بكميات صناعية.
ويعتبر فريق العلماء في «إمبيريال كولدج» أن التجارب التي يجرونها على الفئران من بين الأولى من نوعها. وأفادت وكالة «شينخوا» الصينية للأنباء بأن جامعة في شنغهاي أطلقت أيضاً تجارب على فئران، الأحد الماضي.
ويأمل الباحثون في «إمبيريال كولدج» في أن يكونوا أول مَن يجري تجارب سريرية على البشر، وأن ينجحوا في تطوير لقاح. وهم يعوّلون على بحوثهم بشأن متلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) التي انطلقت قبل عقدين، للدفع قدماً بأعمالهم.
وقال ماكاي: «نأمل أن نكون أول من يجري تجارب سريرية على البشر تتناول هذا اللقاح بالتحديد».
وأشار الباحث إلى أنه «فور الانتهاء من المرحلة التجريبية الأولى، وهو ما قد يستغرق أشهراً، يمكننا فوراً اختبار فعالية اللقاح على البشر ما قد يستغرق أيضاً بضعة أشهر إضافية. من هنا، سيكون هناك لقاح قابل للحياة بحلول نهاية العام يمكن استخدامه على البشر».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

14 قتيلاً على الأقل جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

14 قتيلاً على الأقل جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

سقط ما لا يقل عن 14 قتيلاً في أرخبيل مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي الذي ضربه السبت إعصار شيدو القوي جداً، على ما أظهرت حصيلة مؤقتة حصلت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية» اليوم (الأحد) من مصدر أمني.

صور التقطتها الأقمار الصناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار شيدو فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وقال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن 9 أشخاص أصيبوا بجروح خطرة جداً، ونقلوا إلى مركز مايوت الاستشفائي، في حين أن 246 إصابتهم متوسطة.

الأضرار التي سبَّبها الإعصار شيدو في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

وترافق الإعصار مع رياح زادت سرعتها على 220 كيلومتراً في الساعة. وكان شيدو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً؛ حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرنس- ميتيو).

آثار الدمار التي خلفها الإعصار (أ.ف.ب)

وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، ما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل. ويقيم ثلث سكان الأرخبيل في مساكن هشة.