«داعش» ضد أوباما في الانتخابات الأميركية

سيناقش الكونغرس مواجهته بعد الانتخابات

«داعش» ضد أوباما في الانتخابات الأميركية
TT

«داعش» ضد أوباما في الانتخابات الأميركية

«داعش» ضد أوباما في الانتخابات الأميركية

مع نهاية جلسات الكونغرس، وسفر الأعضاء إلى دوائرهم الانتخابية، استعدادا للانتخابات التي ستجرى يوم الثلاثاء القادم، أجل الكونغرس مناقشة مواجهة تنظيم «داعش»، التي صارت قضية في الانتخابات، خاصة بسبب عدم تأييد كثير من الأميركيين لسياسة الرئيس باراك أوباما نحو «داعش».
ويتركز الاختلاف بين أوباما والكونغرس على نقطتين: الأولى: مدى صلاحية أوباما لإرسال طائرات تضرب «داعش» من السماء، من دون إعلان أن ذلك «حرب». والثانية: يختلف أعضاء في الكونغرس، وخاصة من الحزب الجمهوري، مع أوباما لأنهم يريدون إرسال قوات برية.
في نفس الوقت، صار «داعش» قضية في الانتخابات، وذلك لأن الجمهوريين، حتى الذين لا يريدون إرسال قوات برية، يركزون على نقد أوباما في المجالين الداخلي والخارجي. ويكررون وصفه بأنه رئيس ضعيف. في نفس الوقت، صار واضحا أن عددا كبيرا من الديمقراطيين يريدون إبعاد أنفسهم عن أوباما، بسبب سياسته نحو «داعش»، وبسبب انخفاض شعبيته إلى رقم قياسي. وكان أوباما قال إنه لا يحتاج لموافقة الكونغرس لتوجيه الضربات الجوية، رغم أن الدستور ينص على أن يوافق الكونغرس على أي عمل عسكري.
بينما يؤيد البعض في الكونغرس أن يعود الكونغرس من عطلته مبكرا، لمناقشة ما يسمى «التفويض لاستخدام القوة العسكرية»، والتصويت عليه، يرى البعض الآخر أنه لا ينبغي التعجيل بإعطاء التفويض لاستخدام القوة العسكرية من قبل الكونغرس الحالي. (رغم أن الانتخابات ستجرى يوم الثلاثاء، سيظل الكونغرس القديم مستمرا حتى بداية العام الجديد).
وقال عضو مجلس النواب باك مكيون، رئيس لجنة القوات المسلحة، إن التصويت على التفويض «يجب أن يترك للأعضاء الجدد المنتخبين أو المعاد انتخابهم». وأضاف مكيون، وهو جمهوري من ولاية كاليفورنيا، في رسالة نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» يوم الاثنين الماضي: «سيطلع الأعضاء الجدد على هذا الصراع، ويجب عليهم تحمل مسؤولية التفويض، أو عدم التفويض.. حتى إذا كان معنى هذا عدم التصويت حتى يناير (كانون الثاني)».
وكان أعضاء الكونغرس تركوا واشنطن، في منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، للدعاية للانتخابات التي ستتنافس حولها كل مقاعد مجلس النواب، وثلث مقاعد مجلس الشيوخ. وسيعود هؤلاء الأعضاء القدامى للمجلس في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) .
وقال آدم سميث، الديمقراطي في مجلس النواب، وعضو لجنة القوات المسلحة: «القضية هي أن الوقت ضيق (للكونغرس القديم)، ولا يسمح بصياغة تفويض مقبول باستخدام القوة العسكرية». وأضاف: «يمكنك أن تكتب جملة، وينظر إليها شخص ويقول: هذا يعطي الرئيس صلاحيات أكثر من اللازم. ثم ينظر إليها شخص آخر، ويقول: هذا يقيد الرئيس أكثر من اللازم». وأضاف: «ليس سهلا استخدام لغة سليمة عن التفويض باستخدام القوة العسكرية. ليس سهلا تفويض الرئيس بأن يفعل ما نريد نحن. يشكل هذا تحديا في الصياغة، وهو في درجة غير عادية من الصعوبة». ومن علامات انخفاض شعبية «أوباما»، وخاصة تأييد سياسته تجاه «داعش»، وهروب أعضاء في الكونغرس من الحزب الديمقراطي من الظهور معه خلال الحملة الانتخابية، ما كتبت، في الأسبوع الماضي، صحيفة «واشنطن بوست». كتبت في افتتاحيتها الرئيسية: «يوجد شبه إجماع الآن على عدم نجاح استراتيجية الرئيس أوباما نحو تفكيك وتدمير (داعش) نهائيا». وأضافت الصحيفة: «يقول مسؤولون في الإدارة إن هناك حاجة لمزيد من الوقت لإنجاز هذه المهمة المعقدة. مثل تدريب القوات العراقية والسورية. ويعني هذا أن الحملة العسكرية التي أمر بها الرئيس لا يمكنها تحقيق أهدافه المعلنة».
وقالت الصحيفة: «بينما يواصل (داعش) تعزيز قوته في محافظة الأنبار في العراق، ويحاصر مدينة كوباني الكردية السورية، تتضح للعيان نقاط الضعف الرئيسية في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة. ومن بينها فشل الضربات الجوية في وقف التقدم الذي تحرزه قوات العدو. ومن بينها عدم وجود مدربين ومستشارين وقوات خاصة على الأرض لمرافقة القوات العراقية والسورية. ولاستدعاء الغارات الجوية، وللمساعدة الطبية، وللمساعدة في وضع التكتيكات».
وقالت وكالة «رويترز»: «حين يعود المشرعون الأميركيون إلى واشنطن بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس يوم الثلاثاء القادم، سيستأنفون نقاشا بدأوه الشهر الماضي، بعد بعض التمنع، عن المعركة التي تقودها الولايات المتحدة في العراق وسوريا ضد تنظيم داعش. ومع تصعيد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة غاراته الجوية على المتشددين، دون أن تلوح بارقة في الأفق لانكسار المتشددين».
وهناك مشكلة أخرى، وهي أن التفويض المؤقت الممنوح لخطة أوباما بتسليح وتدريب المعارضة السورية «المعتدلة» ينتهي في 11 ديسمبر (كانون الأول). وسيجب على أعضاء الكونغرس استئناف مناقشة الموضوع بعد عودتهم من العطلة الانتخابية يوم 12 نوفمبر (تشرين الثاني). وحسب القانون الأميركي، تنتهي صلاحية أوباما في هذا الموضوع إذا لم يجدد الكونغرس التفويض.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.