بعد يومين على تغريدة قائد «الحرس» الإيراني السابق، محمد علي جعفري عن دور قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني، في مواجهات احتجاجات كبيرة هزت إيران في نهاية العقدين الماضيين، تناقلت مواقع إيرانية أمس رواية جديدة بدت كأنها تحاول تخفيف وقع الردود من الأطراف المختلفة.
ونقل موقع «جماران»، المنبر الإعلامي لمؤسسة المرشد الإيراني الأول (الخميني) عن القيادي السابق في المكتب السياسي لـ«الحرس الثوري»، محمد عزلتي مقدم أن ممثل المرشد في «الحرس» حينذاك، محمد علي موحدي كرماني، وجه رسالة خطية إلى قادة «الحرس» تحض على دعم مرشح المحافظ علي أكبر ناطق نوري ضد المرشح الإصلاحي محمد خاتمي الذي فاز بالانتخابات الرئاسية 1997.
ويعد منصب ممثل المرشد في الأجهزة العسكرية والدوائر الحكومية المختلفة من القنوات المباشرة لإبلاغ سياسات المرشد التي لم يعلن عنها بشكل صريح.
ولم يوضح عزلتي مقدم ما إذا كانت الرسالة الموجهة لقادة «الحرس الثوري» بطلب مباشر من خامنئي. وليست المرة الأولى التي يشار فيها إلى دعم خامنئي المباشر لمرشح محافظ ضد خاتمي، لكنها من المرات النادرة التي يتطرق فيها قيادي من «الحرس الثوري» صراحة إلى تدخل مسؤول رفيع بالانتخابات الرئاسية.
وعن موقف سليماني بعد تلك الرسالة، قال عزلتي مقدم إن الجنرال سليماني عندما كان قائدا لفيلق 41 «أمسك بالرسالة في يد وفي يده الأخرى حمل وصية الخميني»، مشيرا إلى قوله إن «الخميني أوصى بعدم تدخل الحرس في الانتخابات»، لافتا إلى أن سليماني شدد على ضرورة العمل بوصية الخميني. وكان فيلق 41 الذي يضم وحدات «الحرس» في ثلاث محافظات هي هرمزجان وكرمان وبلوشستان، نقطة انطلاق سليماني في جهاز «الحرس» الموازي للجيش الإيراني.
ومن المعروف أن علاقات وثيقة ربطت سليماني بابن محافظته الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي كان يدعم خاتمي ضد المرشح المدعوم من خامنئي.
وخلال السنوات الأخيرة أثار منتقدو تدخلات «الحرس الثوري» في السياسة وخاصة الانتخابات، وصية الخميني، وقابلت أوساط «الحرس» الانتقادات بتقديم قراءات متباينة على غرار المواقف الأخرى.
وتنامت قوة «الحرس الثوري» بعد تولي خامنئي منصب المرشد عقب وفاة الخميني في 1989 والتي جاءت بعد شهور من توقف الحرب بين إيران والعراق التي بدأت في سبتمبر (أيلول) 1980.
وتولى خاتمي منصب الرئاسة الإيرانية بين أغسطس (آب) 1997 حتى أغسطس 2005 وهي الفترة التي تسمى في إيران بالإصلاحات، وشهدت فيها إيران انفتاحا نسبيا في منتصف العقد الثاني، على صعيد الحريات الاجتماعية ونشاط الأحزاب السياسية، والأنشطة الثقافية رغم أن الرئيس الإصلاحي لم يتمكن من الوصول إلى السقف المطلوب من الإصلاحات.
وقال عزلتي مقدم إن «سليماني على خلاف بعض قادة الحرس الذين تركوا رفاقهم بعد الحرب، لم يترك رفاقه».
وكان يشير عزلتي مقدم ضمنا إلى قادة من «الحرس الثوري» تولوا مناصب حكومية وإدارية على رأسهم محسن رضايي الذي قاد «الحرس الثوري» في سنوات حرب الخليج الأولى، وعاد بعد نحو ثلاثة عقود إلى ارتداء الزي العسكري قبل عامين.
وشغل رضايي خلال العقود الثلاثة الماضية، منصب سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام.
ويأتي نشر الرواية، بعد أن أثارت تغريدة قائد «الحرس الثوري» السابق، محمد علي جعفري، جدلا واسعا في الأوساط الإيرانية، بعدما أشاد بخطوات سليماني في غرفة علميات وحدة «ثار الله» المسؤولة عن حماية أمن طهران، أثناء الاحتجاجات الطلابية في 1999 واحتجاجات الحركة الخضراء الإصلاحية 2009 اللتين شهدتا أحداث عنف بتدخل القوات الأمنية.
وتولى سليماني في 1998 منصب قيادة «فيلق القدس». ولم يكن قياديا معروفا آنذاك.
كما من غير المرجح أن تؤثر الرواية الجديدة على مضمون تغريدة جعفري التي حاول «الحرس الثوري» نفي صحتها على لسان المتحدث باسمه رمضان شريف، رغم تأكيد وكالة «فارس» صحة انتساب حساب تويتر لمكتب جعفري.
8:6 دقيقة
مؤسسة الخميني تدخل على خط السجال حول سليماني
https://aawsat.com/home/article/2128666/%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%85%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%AF%D8%AE%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AE%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AC%D8%A7%D9%84-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A
مؤسسة الخميني تدخل على خط السجال حول سليماني
مؤسسة الخميني تدخل على خط السجال حول سليماني
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة