واشنطن تريد موافقة بغداد على إدخال أنظمة دفاع جوي بعد هجوم إيران

العراق يعلن استئناف العمليات ضد «داعش» بالتعاون مع التحالف الدولي

وزير الدفاع الأميركي، مارك إسب
وزير الدفاع الأميركي، مارك إسب
TT

واشنطن تريد موافقة بغداد على إدخال أنظمة دفاع جوي بعد هجوم إيران

وزير الدفاع الأميركي، مارك إسب
وزير الدفاع الأميركي، مارك إسب

قال وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، أمس، إن الولايات المتحدة تحاول الحصول على موافقة العراق لإدخال أنظمة صواريخ «باتريوت» الدفاعية للبلاد للدفاع عن القوات الأميركية بعد هجوم إيران الصاروخي في الثامن من يناير (كانون الثاني)، الذي أسفر عن إصابة 50 جندياً أميركياً. ولا يوجد لدى الولايات المتحدة صواريخ «باتريوت» في قاعدة عين الأسد الجوية، حيث سقط ما لا يقل عن 11 صاروخاً باليستياً إيرانياً.
من جانبه، دعا سفير بريطانيا لدى العراق، ستيفن هيكي، أمس، الحكومة العراقية إلى إعادة النظر في قرار إخراج القوات الأجنبية من البلاد. وقال السفير البريطاني خلال اجتماعه بوزير الداخلية العراقي، ياسين الياسري: «إن إخراج القوات الأجنبية من العراق يُعد فرصة لتنظيم (داعش) للعودة من جديد، ولا بد من إعادة النظر في قرار مجلس النواب المتعلق بإخراج قوات التحالف الدولي من العراق».
ودعا إلى «تحسين التعاون بين وزارتي الداخلية البريطانية والعراقية من خلال مذكرة تفاهم توقع بين الطرفين لتدريب وتطوير قوات وزارة الداخلية»، بالإضافة إلى «رغبة بلاده في زيادة التنسيق الأمني المشترك». ومن ناحيته، أكد وزير الداخلية العراقي أن «إخراج قوات التحالف من العراق جاء من خلال التصويت عليه في مجلس النواب، وأن الحكومة شكلت عدة لجان لتنفيذ القرار بما يؤدي إلى حفظ أمن البلاد وسيادتها».
من جهة أخرى، قال الجيش العراقي، أمس (الخميس)، إنه استأنف عملياته، بالتعاون مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمكافحة تنظيم «داعش». وتوقفت هذه العمليات في أعقاب مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني، وما تبعه من هجمات إيرانية على قاعدتين في العراق تستضيفان قوات أميركية.
وقال بيان الجيش: «بالنظر لاستمرار نشاط عصابات (داعش) الإرهابية في مناطق كثيرة من العراق، ولأغراض استغلال ما تبقى من وقت للتحالف الدولي قبل تنظيم العلاقة الجديدة بين قواتنا وقوات التحالف الدولي، تقرر القيام بالأعمال المشتركة التي تقدم تسهيلات لقواتنا في مجال الإسناد الجوي، وحسب حاجة قواتنا التي تحددها قيادات العمليات المعنية».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».