وزيرتا الإعلام والمهجرين تعدان بالعمل على إقفال وزارتيهما

الوعود مستمرة منذ سنوات وتحقيقها يرتبط بمبالغ مالية وقوانين

وزيرة المهجرين غادة شريم خلال تسلمها وزارتها من سلفها عطاالله
وزيرة المهجرين غادة شريم خلال تسلمها وزارتها من سلفها عطاالله
TT

وزيرتا الإعلام والمهجرين تعدان بالعمل على إقفال وزارتيهما

وزيرة المهجرين غادة شريم خلال تسلمها وزارتها من سلفها عطاالله
وزيرة المهجرين غادة شريم خلال تسلمها وزارتها من سلفها عطاالله

وعدت وزيرتا الإعلام والمهجرين في الحكومة اللبنانية الجديدة بالعمل على إقفال وزارتيهما، علما بأن متابعين للملف الحكومي كانوا يتوقعون أن يتم الاستغناء عن هاتين الوزارتين في حكومة الرئيس حسان دياب التي أرادها مصغرة أو على الأقل دمجهما مع وزارات أخرى على غرار دمج وزارة البيئة والتنمية الإدارية، والسياحة والشؤون الاجتماعية، والزراعة والثقافة.
وكان غسان عطا لله، وزير المهجرين في الحكومة التي قدم الرئيس سعد الحريري استقالتها، وعد بإقفال الوزارة التي تولاها خلال 3 سنوات وتحويلها إلى وزارة لإنماء الأرياف، وذلك بعدما كانت الحكومة تعهدت في بيانها الوزاري بالعمل على إقفالها خلال عامين. أما ملحم الرياشي، وزير الإعلام في حكومة الحريري التي حضّرت للانتخابات النيابية في العام 2018، فكان وعد بإلغائها أيضاً وتحويلها إلى وزارة تواصل وحوار وخصخصة تلفزيون لبنان والإذاعة اللبنانية. لكنّ أياً من هذه الوعود لم ينفّذ إن لغياب المبالغ المالية اللازمة أو بسبب المماطلة بإقرار القوانين المطلوبة.
واستغرب الوزير السابق غسان عطا لله عدم دمج وزارة المهجرين مع وزارة أخرى في الحكومة الجديدة والقيام بالمقابل بدمج وزارات لا يمكن لوزير واحد توليها، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى إمكانية إقفال هذه الوزارة نهائياً بعد إعطاء الحقوق لأصحابها من خلال تأمين مبلغ 600 مليار ليرة لبنانية أي نحو 400 مليون دولار أميركي. وأضاف «خلال تولي الوزارة، وضعتُ للمرة الأولى خطة واضحة تحدد الملفات العالقة والمبالغ المطلوبة وأيضاً الوقت لإنجاز العمل، ولكن ورغم أنني أنجزتُ الخطة في شهر مايو (أيار) الماضي لم توضع على جدول أعمال مجلس الوزراء إلا في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أي بالتزامن مع اندلاع الانتفاضة الشعبية».
وشدد عطا لله على أن «الحكم استمرارية، وبالتالي يمكن للوزيرة الجديدة أن تأخذ موافقة مجلس الوزراء على الخطة للمضي بها بعدما أنجزتُ بند الإخلاءات ووفرتُ نحو 4 ملايين دولار على خزينة الدولة، إذ تم صرف 200 ألف دولار فقط خلال فترة عملي في الوزارة في وقت كان الوزراء السابقون يصرفون ما بين 10 و20 مليون دولار على أقل تقدير خلال ولاياتهم».
وأُوكلت لهذه الوزارة بعد انتهاء الحرب الأهلية في لبنان رعاية المصالحات الوطنية ومعالجة ملفات الذين هُجّروا من مناطقهم وإعادتهم إلى قراهم وبلداتهم، بعد دفع التعويضات المالية.
وخلال تسلمها وزارة المهجرين، تمنت الوزيرة الجديدة، غادة شريم، أن تكون «آخر وزيرة للمهجرين»، واعتبرت أن «المطلوب طي الصفحة الأليمة من تاريخ لبنان عن طريق إقفال الملفات وإعطاء كل صاحب حق حقه»، موضحة أنه «ليس المطلوب إعادة المنازل فقط بل إعادة الناس إليها مع تأمين الظروف الاقتصادية والاجتماعية والتفاعل الإنساني بين المكونات المختلفة».
أما وزارة الإعلام، فنصت الورقة الإصلاحية التي تقدم بها الرئيس الحريري بعيد اندلاع الانتفاضة الشعبية في أكتوبر الماضي وتبنتها الحكومة، على إلغائها وتكليف الجهات المعنية إعداد النصوص اللازمة لذلك بمهلة أقصاها نهاية العام الماضي مع حفظ حقوق الموظفين وفقاً للقوانين والأنظمة المرعية الإجراء. إلا أن تقديم الحريري استقالته بعدها حال دون إنجاز هذه المهمة، ما حتّم تعيين وزيرة جديدة تمهد لذلك.
وبحسب وزير الإعلام السابق ملحم الرياشي، فإن إقفال الوزارة يحتاج إلى إقرار مجلس النواب مشروع القانون الذي كان قد تقدم به لهذه الغاية، موضحاً أن هذا المشروع لا يعني طرد الناس ورميهم في الشارع «بل على العكس تحويل الوزارة إلى أخرى منتجة تشبه العصر ورسالة لبنان».
ويرى الرياشي أنه وبانتظار تحقيق ذلك، فعلى الوزيرة اعتماد نتائج امتحان الكفاءة لإنصاف من تقدموا إلى منصب رئيس مجلس إدارة تلفزيون لبنان، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الأسماء في مجلس الخدمة وفي الأمانة العامة لمجلس الوزراء، على أن يلي ذلك العمل على خصخصة تلفزيون لبنان والإذاعة اللبنانية، والاهتمام بالأرشيف الضخم للوسيلتين. وأضاف «كما يتوجب الانكباب على إضافة دوائر خاصة بالمعلوماتية والتواصل الاجتماعي، وتأسيس منصة للحوار السياسي والثقافي والفني والديني، والأهم الضغط لإقرار تعديلات قانون نقابة المحررين والذي ينتظر أيضا في إدراج الأمانة العامة لمجلس الوزراء، بغية تحقيق الحمايات الأربع للإعلامي وتحريره من التبعيات السياسية والفنية والثقافية وصون كرامته، وذلك عبر تأمين أصول التعاقد وصندوقي التعاضد والتقاعد وذلك بالعطف على الحصانة النقابية».
من جهتها، وعدت الوزيرة الجديدة منال عبد الصمد خلال تسلمها الوزارة من الوزير السابق جمال الجراح بالعمل على أن تكون آخر وزيرة للإعلام في تاريخ لبنان، لافتة إلى أنها ستنكب خلال ولايتها على تطوير قوانين الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة وأيضا الإلكترونية، ومشددة على ضرورة دراسة واقع «تلفزيون لبنان» و«إذاعة لبنان» و«الوكالة الوطنية للإعلام» و«مديرية الدراسات والمنشورات اللبنانية»، فيتم وضع «خطة شاملة للانتقال بالواقع الإعلامي في لبنان إلى مكان أكثر تطوراً وأمناً واستقراراً للإعلاميين والإعلام فيه».



الحوثيون يزعمون مهاجمة 6 سفن إحداها في «المتوسط»

سفينة الشحن «روبيمار» غرقت بعد أن تعرضت لهجوم صاروخي حوثي (إ.ب.أ)
سفينة الشحن «روبيمار» غرقت بعد أن تعرضت لهجوم صاروخي حوثي (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يزعمون مهاجمة 6 سفن إحداها في «المتوسط»

سفينة الشحن «روبيمار» غرقت بعد أن تعرضت لهجوم صاروخي حوثي (إ.ب.أ)
سفينة الشحن «روبيمار» غرقت بعد أن تعرضت لهجوم صاروخي حوثي (إ.ب.أ)

أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، تنفيذ ضربات اعتراض فوق البحر الأحمر أدّت إلى تدمير 5 طائرات حوثية من دون طيار، بينما تبنت الجماعة الموالية لإيران مهاجمة 6 سفن من بينها سفينة يونانية أصيبت، الثلاثاء، بثلاثة صواريخ دون وقوع خسائر بشرية.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، أن الحوثيين المدعومين من إيران أطلقوا بين الساعة 12:05 ظهراً والساعة 1:40 ظهراً (بتوقيت صنعاء) في 28 مايو (أيار)، 5 صواريخ باليستية مضادة للسفن من المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن إلى البحر الأحمر.

وأكد الجيش الأميركي التقارير الملاحية التي أفادت بأن ناقلة البضائع اليونانية التي ترفع علم جزر مارشال والتي تدعى «لاكس» أصيبت بثلاثة صواريخ، وأشار إلى أنها واصلت رحلتها ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات بشرية.

وفي اليوم نفسه بين الساعة 10:04 صباحاً و1:30 ظهراً (بتوقيت صنعاء)، قالت القيادة المركزية إن قواتها نجحت في تدمير 5 طائرات من دون طيار فوق البحر الأحمر، تم إطلاقها من منطقة يسيطر عليها الحوثيون.

وتبين، وفق البيان، أن هذه الطائرات من دون طيار، تمثل تهديداً وشيكاً للسفن التجارية في المنطقة، وأنه يتم اتخاذ هذه الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

في غضون ذلك، ذكرت وكالة «تسنيم» الإيرانية شبه الرسمية، الأربعاء، أن طهران أتاحت للحوثيين في اليمن صاروخاً باليستياً يطلق من البحر وهو الصاروخ «قدر». بحسب ما نقلته «رويترز».

وأضافت الوكالة، التي يعتقد أنها مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني: «تم الآن توفير الصاروخ الباليستي الذي يطلق من البحر، المسمى (قدر)، للمقاتلين اليمنيين (الحوثيين)». وتابعت أن الصاروخ «أصبح سلاحاً قادراً على تشكيل تهديد خطير لمصالح الولايات المتحدة وحليفها الرئيسي في المنطقة الكيان الصهيوني».

هجمات متصاعدة

في ظل التصعيد الحوثي المستمر والضربات الأميركية المضادة، أعلن المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع، في بيان متلفز، الأربعاء، مهاجمة 6 سفن في البحر الأحمر والبحر العربي والبحر الأبيض المتوسط.

سفينة ليبيرية تعرضت لهجوم حوثي في خليج عدن وقُتل 3 من بحارتها (أ.ب)

وتبنى المتحدث الحوثي مهاجمة السفينة اليونانية «لاكس» بشكل مباشر في البحر الأحمر، ما أدى إلى تضررها بشكل كبير، كما ادعى مهاجمة سفينتي «موريا» و«سيليدي» في البحر الأحمر، وسفينتي «ألبا» و«ميرسك هارت فورد» الأميركية في البحر العربي، وسفينة «مينرفا أنتونيا» في البحر الأبيض المتوسط.

ولم تشر أي تقارير ملاحية إلى صدقية المزاعم الحوثية حول هذه الهجمات باستثناء السفينة اليونانية «لاكس» التي تعرضت، الثلاثاء، للإصابة بثلاثة صواريخ في البحر الأحمر، دون أن يحول بينها وبين مواصلة رحلتها.

وكانت الجماعة قد أقرت، الثلاثاء، بتلقي غارتين من «أميركا وبريطانيا»، حسبما وصفت، في منطقة الجبانة في مدينة الحديدة (غرب)، وذلك بعد أن تبنت، مساء الاثنين الماضي، مهاجمة السفينة «مينرفا ليزا» في البحر الأحمر، كما تبنت مهاجمة السفينتين الأميركية «لاريجو ديزرت» والإسرائيلية «ميتشلا» في المحيط الهندي، إلى جانب مهاجمة مدمرتين في البحر الأحمر، دون ورود أي تقارير ملاحية حول إصابة أي سفينة.

طائرة من دون طيار وهمية من صنع الحوثيين معروضة في ساحة بصنعاء (إ.ب.أ)

وتهاجم الجماعة المدعومة من إيران السفن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في محاولة منها لمنع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية. كما أعلنت توسيع الهجمات إلى البحر المتوسط.

في مقابل ذلك، أطلقت واشنطن تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، وشاركتها بريطانيا في 4 مناسبات. كما شارك عدد من سفن الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس» في التصدي لهجمات الجماعة.

وبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين على الأرض أكثر من 450 غارة، واعترفت الجماعة بمقتل 40 من عناصرها وإصابة 35 آخرين، جراء هذه الضربات.

وتقول الحكومة اليمنية إن «الجماعة الحوثية تنفذ أجندة إيران في المنطقة، وتسعى للهروب من استحقاقات السلام، وتتخذ من غزة ذريعة للمزايدة السياسية». وتشدد على أن الحلّ ليس في الضربات الغربية ضد الجماعة، ولكن في دعم قواتها الحكومية لاستعادة الأراضي كافة؛ بما فيها الحديدة وموانئها.

وأصابت الهجمات الحوثية نحو 19 سفينة منذ بدء التصعيد، وتسببت إحداها، في 18 فبراير (شباط) الماضي، في غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر بالتدريج.

مدمرة بريطانية تعترض مُسيَّرة حوثية في البحر الأحمر (رويترز)

كما أدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها قبل أكثر من 6 أشهر واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف شمال الحديدة وحوّلتها إلى مزار لأتباعها.

وفي أحدث خطبة لزعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، الخميس الماضي، تبنى مهاجمة 119 سفينة أميركية وبريطانية ومرتبطة بإسرائيل، وزعم تنفيذ عملية واحدة باتجاه البحر الأبيض المتوسط، وقال إن جماعته نفذت خلال أسبوع 8 عمليات بـ15 صاروخاً ومسيّرة في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي.

وادعى الحوثي إسقاط طائرتين مسيرتين أميركيتين من طراز «إم كيو 9» خلال أسبوع واحدة في مأرب والأخرى في البيضاء. واعترف بأن جماعته جنّدت نحو 324 ألف شخص منذ بدء الأحداث في غزة.