اعلن في موسكو ودمشق ان اجتماعا أمنيا سوريا - تركيا عقد برعاية روسية امس، في وقت أعربت موسكو عن ارتياحها لسير عمل «المعابر الإنسانية» التي تم افتتاحها أمس في ثلاث مناطق في محيط إدلب، في حين تبادل طرفا الصراع في ريف محافظة إدلب اتهامات بخرق اتفاق وقف النار.
وقال قائد ميداني يقاتل مع القوات الحكومية السورية إن مقاتلين من هيئة تحرير الشام شنوا هجوماً على مواقع الجيش السوري قرب بلدة جرجناز في ريف إدلب الشرقي، إضافة إلى قصف بقذائف الهاون مواقع للجيش جنوب مدينة معرة النعمان، وهي معطيات كانت وزارة الدفاع الروسية أشارت إليها في وقت سابق، ووجهت تحذيراً إلى الفصائل المعارضة من «مواصلة انتهاك وقف النار».
تزامن ذلك، مع انطلاق عمل المعابر الإنسانية التي أعلنت موسكو عن افتتاحها، وقالت مصادر روسية وسورية متطابقة إن 74 مدنياً أغلبهم من الأطفال والنساء خرجوا من مناطق سيطرة المسلحين في ريف إدلب الشمالي في اليوم الأول، عبر معبر الحاضر بريف حلب الجنوبي إلى مناطق سيطرة الجيش السوري.
وقالت إنه تم تقديم الطعام والشراب والخدمات الطبية العاجلة ونقلهم إلى مناطق آمنة. كما لفتت إلى خروج أكثر من 50 مدنياً عبر معبر الهبيط إلى مناطق سيطرة الجيش في ريف حماة الشمالي.
في المقابل، أكد قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للجيش السوري الحر أن «القوات الحكومية خرقت وقف إطلاق النار منذ ساعاته الأولى، واستهدفت بالمدفعية الثقيلة نحو 14 موقعاً في مدينة معرة النعمان ومحيطها وبلدات معرشورين وتلمنس ومعصران وقرى في ريف إدلب الشرقي». وأكد القائد العسكري أن «القوات الحكومية تقوم بنقل مقاتلين وعتاد من خطوط الاشتباك في ريف إدلب باتجاه ريف حلب الجنوبي وريف اللاذقية الشمالي؛ للاستفادة من قرار وقف إطلاق النار في ريف إدلب».
وكانت موسكو أعربت عن ارتياح لسير عمل المعابر الإنسانية برغم قلة حركة مغادرة المدنيين من منطقة إدلب ومحيطها. وعزت أوساط عسكرية روسية ذلك إلى عراقيل «تضعها جبهة النصرة أمام حركة المغادرة».
وقال المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في بيان إنه «بدءا من الساعة 13:00 بتوقيت موسكو اليوم (أمس) الموافق لـ13 يناير (كانون الثاني)، بدأت ثلاث نقاط تفتيش في العمل (المعابر) من أجل مغادرة المدنيين للمناطق التي يسيطر عليها المسلحون في منطقة إدلب لخفض التصعيد... وتقع (هذه النقاط) في أبو الظهور والهبيط والحاضر».
وبحسب البيان، فإن هذه المعابر تتضمن نقاطاً لتقديم الإسعاف والماء الصالح للشرب والغذاء الساخن والأدوية والمستلزمات الأساسية للمدنيين الراغبين في الانسحاب من مناطق سيطرة المسلحين، وتم تخصيص وسائل النقل لإخراجهم.
وانتقدت موسكو بقوة خلال اليومين الماضيين، ما وصفته بـ«استفزازات المسلحين» التي رأت أنها تهدف إلى ترهيب المدنيين ومنعهم من مغادرة المنطقة. وقال مدير مركز حميميم لمصالحة الأطراف المتناحرة في سوريا والتابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء يوري بورينكوف، إن القوات الحكومية السورية «أوقفت العمليات العسكرية في منطقة إدلب لخفض التصعيد اعتبارا من الساعة 14:00 من يوم 9 يناير 2020، بموجب الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع الجانب التركي، ورغم ذلك، فإن التشكيلات المسلحة غير الشرعية لم تتخل عن قصف مواقع القوات المسلحة للجمهورية العربية السورية والبلدات السكنية المسالمة، مستفزة القوة، الحكومة، ودافعة إياها إلى شن عمليات جوابية».
في غضون ذلك، قال مصدر لـ«الشرق الأوسط»: يرجح أن يعقد الوفدان السوري والتركي محادثات بوساطة روسية تتركز حول الوضع في منطقة إدلب. وكانت موسكو أعلنت في وقت سابق عن إجراء محادثات على مستويات مختلفة بين ممثلين عن أوساط دبلوماسية وعسكرية في سوريا وتركيا، ودعت إلى إطلاق حوار شامل بين الطرفين لتقريب وجهات النظر في الملفات الأمنية والميدانية والعسكرية.
محادثات أمنية سورية ـ تركية برعاية روسية في موسكو
محادثات أمنية سورية ـ تركية برعاية روسية في موسكو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة