المغرب: النيابة العامة تعقد أول لقاء سنوي منذ استقلالها عن الحكومة

رئيسها شدد على مكافحة الفساد

TT

المغرب: النيابة العامة تعقد أول لقاء سنوي منذ استقلالها عن الحكومة

شدد محمد عبد النباوي، رئيس النيابة العامة بالمغرب، على الأهمية القصوى التي تكتسيها مكافحة الفساد المالي، وتخليق الحياة العامة، وحماية المال العام، في السياسة الجنائية المغربية. وقال في اجتماع عقده أمس بمقر النيابة العامة في الرباط مع الوكلاء العامين للملك ووكلاء الملك (النواب العامون) بمختلف محاكم المغرب، إن بلاده تولي أهمية بالغة لموضوع مكافحة الفساد المالي، وتخليق الحياة العامة، وحماية المال العام «لما له من تأثير على قضايا المواطنين ومصالحهم المختلفة، ولما يلحقه من أضرار بالبناء الاقتصادي للدولة، وما يسببه من اختلالات في شروط المنافسة الحرة وحرية التبادل التجاري، وضياع فرص الاستثمار، وبالتالي الإضرار بالاقتصاد الوطني، وبالأوضاع الاجتماعية للأشخاص، ولا سيما هدر فرص الشغل، وما يترتب عن ذلك من آثار خطيرة على البناء الأسري وظروف عيش السكان».
وذكر النباوي، في كلمته الافتتاحية أمام اللقاء السنوي الأول للمسؤولين القضائيين عن النيابات العامة بمحاكم المغرب، الذي يعقد لأول مرة منذ تأسيس رئاسة النيابة العامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2017، وإعلان استقلاليتها عن الحكومة، بالتوجيهات الملكية في مجال مكافحة الفساد، وما نصت عليه بنود الدستور بهذا الصدد، داعياً مسؤولي النيابة العامة إلى جعل «مكافحة مختلف المظاهر الإجرامية للفساد المالي عملاً مستمراً، وليس حملات موسمية»، و«استحضار روح وفلسفة التشريع الحريصة على حماية المصالح الوطنية المختلفة... ولذلك، فإن مبادراتكم يجب أن تكون مؤطرة بالمساطر القانونية التي تراعي قرينة البراءة وشرعية وسائل الإثبات».
وأشار عبد النباوي إلى أن هذا اللقاء السنوي الأول للنيابة العامة منذ إعلان استقلالها عن الحكومة، وإسناد رئاستها إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، بدل وزير العدل، يهدف لتدقيق استراتيجية عمل النيابة العامة، طبقاً لتوجيهات الملك محمد السادس، بمناسبة تعيين رئيسها في أبريل (نيسان) 2017، مبرزاً أن التوجيهات الملكية «تدعونا جميعاً إلى تركيز الجهود، وتحديث طرق العمل، وبلورة اجتهادات موفقة من أجل جعل النيابة العامة مؤسسة حقوقية وقانونية في خدمة الوطن والمواطن، وتتفاعل مع تطلعات المواطنين في التوفر على عدالة يقظة، تستمع لتظلماتهم وتتفاعل معها في الوقت اللازم وبالأسلوب المناسب. ولذلك يجب أن يعي جميع أعضاء النيابة العامة أن أمر الملك محمد السادس لنا بصيانة حقوق وحريات المواطنين والمواطنات يتطلب منا بذل كل الجهود للوفاء بهذه المهمة الجسيمة التي تقتضي حرصاً مستمراً ويقظة دائمة، وتدخلاً حاسماً وفورياً أمام الأحداث».
ودعا عبد النباوي، في هذا السياق، إلى بلورة التصور الملائم لترسيخ صورة نيابة عامة مواطنة، قريبة من انشغالات عموم المواطنين، وحريصة على التواصل معهم. كما دعا المشاركين في اللقاء إلى مناقشة مهام النيابة العامة في مجال تنفيذ السياسة الجنائية، وتحديد الأولويات بما يتناسب مع الالتزامات القانونية، والوسائل البشرية والمادية المتوفرة لديها للقيام بهذه المهام، والحرص على تصريف القضايا الرئيسية للسياسة الجنائية، ولا سيما حماية الحقوق والواجبات، ودعم الحريات الدستورية، وحماية الأمن والنظام العام وسكينة المجتمع.
وأضاف النباوي موضحاً: «نعد أن تحسين أداء النيابات العامة يتطلب إقامة نظام لتفقد النيابات العامة، وتتبع كيفيات سيرها، وتقييم مستوى أداء قضاتها، بعدما لوحظ وجود فراغ في هذه الوظيفة، لا سيما على مستوى النيابات العامة لدى المحاكم الاستئنافية، وهو ما يدعو إلى استغلال هذا الاجتماع لفتح نقاش بشأن تحديد مهام وحدة التفقد القضائي، وتتبع تقارير تقييم الأداء ومساطر عملها، من أجل تأهيلها لكي تكون قادرة على مساعدتكم على تطوير أداء نياباتكم والرفع من جودته، ووسيلة لتوحيد طرق العمل، وشروط تقديم الخدمات من طرف النيابات العامة وآجالها».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.