الرئيس الجديد لوفد علاقات البرلمان الأوروبي مع العراق: تدمير «داعش» في مقدمة أولوياتنا

طالب باستخدام كل الأدوات العسكرية والسياسية والاقتصادية لحماية الأقليات من مروجي الشر

ديفيد كامبل بانرمان
ديفيد كامبل بانرمان
TT

الرئيس الجديد لوفد علاقات البرلمان الأوروبي مع العراق: تدمير «داعش» في مقدمة أولوياتنا

ديفيد كامبل بانرمان
ديفيد كامبل بانرمان

قال ديفيد كامبل بانرمان الرئيس الجديد لوفد العلاقات بين البرلمان الأوروبي والعراق، إنه ينوي أن يلعب دورا بناء لمساعدة العراق على التخلص من «داعش»، ودعم المساعدات الإنسانية، وتشجيع وجود حكومة شاملة وقوية في العراق.
وفي بيان صدر ببروكسل عقب اختياره لرئاسة اللجنة المختصة بالعلاقات بين البرلمان الأوروبي والعراق، قال البريطاني الذي ينتمي إلى حزب المحافظين، إنه يتشرف برئاسة وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع العراق في هذا الوقت الهام، وإنه يتطلع لمساعدة الشعب العراقي باستخدام كل الوسائل الدبلوماسية والإنسانية، طالما أن الاتحاد الأوروبي لا يلعب دورا عسكريا في الصراع الحالي.
وجاء في البيان «في هذا التوقيت المحوري في مستقبل العراق سأقوم بالبناء على العمل الجيد الذي نفذه ستراون ستيفنسون الذي قاتل بلا هوادة عن حقوق الإنسان في العراق»، وأضاف بانرمان «يجب أن يكون تدمير داعش هو الأولوية الأولى لأوروبا في العراق، لأنه التنظيم الأكثر وحشية وبشاعة منذ مهد الإنسانية ويجب القضاء عليها، وهذا يتطلب عملا عسكريا، والتعاون والعمل المشترك مع الحلفاء في المنطقة»، ويضيف قائلا: «بطبيعة الحال البرلمان الأوروبي ليس له دور عسكري، ولكن يمكننا أن نلعب دورا في تعزيز بيئة سياسية أكثر استقرارا في العراق، لضمان حكومة قوية وشاملة، وكذلك من أجل تعزيز سيادة القانون والانخراط مع الغرب». وأشار بانرمان أيضا إلى أنه يريد تقديم الدعم والمساندة لحكومة كردستان مع الأخذ في الاعتبار توخي الحذر من تداعيات أي تقارب مع إيران، وأردف يقول: «يمكننا أيضا العمل مع المفوضية الأوروبية لضمان استخدام المساعدة الإنسانية على النحو الفعال، بحيث يتم استهدافها في تلك المناطق التي يتم تدميرها من قبل مقاتلي داعش»، وقال بانرمان في الختام إن «وفد العلاقات بين البرلمان الأوروبي والعراق يسعى إلى لعب دور فاعل وبناء في الأشهر والسنوات المقبلة ويجب استخدام كل أدواتنا العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية والإنسانية والسياسية لحماية الأقليات من مروجي الشر، وخاصة في ظل التهديدات الحالية».
وفي الشهر الماضي صوت أعضاء البرلمان الأوروبي، لصالح قرار يدين قتل تنظيم داعش للصحافيين جيمس فولي وستيفان سوتلوف، وأيضا عامل الإغاثة ديفيد هاينز، وجاء في القرار أنه على الاتحاد الأوروبي أن يستخدم كل الوسائل المتاحة لمساعدة السلطات الوطنية والمحلية في العراق لمكافحة «داعش»، بما في ذلك المساعدة العسكرية المناسبة، كما حث القرار، المجتمع الدولي على تجفيف موارد داعش وأيضا إيجاد حل سياسي للنزاع في سوريا.
واعتبر أعضاء البرلمان الأوروبي أن إنشاء وتوسيع ما يعرف بتنظيم داعش وأنشطة الجماعات المتشددة الأخرى في العراق وسوريا يشكل تهديدا مباشرا لأمن الدول الأوروبية، وقالوا إن إيجاد حل سياسي حقيقي للصراع في سوريا وعلى المدى البعيد سوف يساهم في تحييد هذا التهديد.
وفي نفس الوقت شدد أعضاء البرلمان الأوروبي على أنه يجب ألا يفلت من العقاب كل من تورط في هجمات ضد المدنيين أو استخدم الإعدام والعنف الجنسي في العراق وسوريا لأن مهاجمة المدنيين بسبب خلفياتهم العرقية أو السياسية أو الدينية، تشكل جريمة ضد الإنسانية.
وتضمن نص القرار، وقف الموارد المالية وغيرها عن تنظيم داعش وأنه لا بد من تنفيذ أكثر فعالية للحظر المفروض على الأسلحة وتجميد الأصول، وفرض عقوبات على التجار الذين يساهمون في بيع النفط المستخرج من المناطق التي تسيطر عليها «داعش» وأيضا قطع التدفقات المالية، وأشاد نص القرار بما صدر عن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشكل فردي من قرارات بتوريد معدات عسكرية إلى السلطات الكردية كمسألة ملحة ولكن لا بد من تنسيق الجهود وأيضا رحب القرار بجهود الولايات المتحدة لتشكيل تحالف دولي ضد داعش وقرار الجامعة العربية التعاون مع المجتمع الدولي في مواجهة المسلحين في العراق وسوريا مع التأكيد على ضرورة ضمان العودة الأمن للأقليات وجميع المواطنين الذين أجبروا على الفرار من ديارهم.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.