أكبر عملية نصب عقارية تستنفر البرلمان المغربي

TT

أكبر عملية نصب عقارية تستنفر البرلمان المغربي

دعت برلمانية مغربية بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان) إلى تشكيل لجنة برلمانية استطلاعية للوقوف على واقع الاختلالات في مجال السكن الاجتماعي، بينما وضع تكتل بمجلس النواب (الغرفة الأولى) مقترح قانون لتشديد العقوبات ضد الإشهار (الإعلان) الكاذب، وذلك على خلفية تداعيات أكبر عملية للنصب والاحتيال عرفها المغرب في المجال العقاري.
وأثارت قضية شركة «باب دارنا» التي تمكنت من تسويق 12 مشروعاً عقارياً وهمياً منذ سنة 2010، بينها شقق اقتصادية وفلل وعمارات سكنية راقية، لأزيد من ألف شخص، وتلقى مديرها من هؤلاء الأشخاص نحو 700 مليون درهم (75 مليون دولار) كتسبيقات عن وحدات سكنية، جرى تسويقها على التصميم، قبل أن يتم اعتقاله قبل شهر في مطار محمد الخامس، بينما كان يهم بمغادرة البلاد فراراً بجلده.
واعتقل على ذمة هذه القضية حتى الآن سبعة أشخاص، بينهم صاحب الشركة محمد الوردي، والمدير المالي والمدير التجاري للشركة. بالإضافة إلى الموثق الذي سجل عقود الوعد بالبيع.
ومن بين المتضررين الذين تجاوز عددهم ألف شخص، هناك نحو 200 من المغاربة المقيمين بالخارج، بالإضافة إلى عدد من الأسماء البارزة في السياسة والاقتصاد.
وأكد كثير من المتضررين أنهم أقدموا على الشراء من المشروعات الوهمية، إثر حملات إعلانية بثتها القنوات التلفزيونية المغربية خلال شهر رمضان، محملين هذه القنوات جانباً من المسؤولية، لكونها لم تتحرَّ حول المشروعات التي روجت لها، وطالبوا الهيئة المغربية للاتصال المسموع والمرئي بالتدخل بهدف إنصافهم. كما قامت الشركة بتنظيم قوافل ومعارض في عدة مدن مغربية للترويج لمنتجاتها. وكانت الشركة تنهج مجموعة من الحيل التجارية لدفع الزبائن المحتملين لاتخاذ قراراتهم بسرعة.
في سياق ذلك، أودع مقترح قانون ضد الإعلان الكاذب لدى لجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، والذي يهدف إلى تشديد العقوبات، وتوضيح مسؤوليات كل المتدخلين في العملية الإعلانية، انطلاقاً من الشركة صاحبة الإعلان، وصولاً إلى وكالات الإعلام ووسائل الإعلام الناشرة.
وأعادت قضية «باب دارنا» إلى الواجهة الجدل حول تعدد الشكاوى حول تعرض مواطنين لعمليات نصب واحتيال وغش في مشروعات السكن الاجتماعي، والتي سبق أن أشار إليها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في تقريره لسنة 2018، ودفعت إلى المطالبة في مجلس المستشارين بتشكيل اللجنة البرلمانية الاستطلاعية حول اختلالات القطاع.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.