الثروة تدفع نادي فاماليكاو لتغيير المشهد في كرة القدم البرتغالية

حقق صعوداً سريعاً على مدار 18 شهراً ليحتل المركز الثالث بين الكبار

رحلة صعود فريق فاماليكاو في الدوري البرتغالي تثير الدهشة - وكيل أعمال اللاعبين خورخي مينديز وسع نشاطاته بالاستثمار في نادي فاماليكاو
رحلة صعود فريق فاماليكاو في الدوري البرتغالي تثير الدهشة - وكيل أعمال اللاعبين خورخي مينديز وسع نشاطاته بالاستثمار في نادي فاماليكاو
TT

الثروة تدفع نادي فاماليكاو لتغيير المشهد في كرة القدم البرتغالية

رحلة صعود فريق فاماليكاو في الدوري البرتغالي تثير الدهشة - وكيل أعمال اللاعبين خورخي مينديز وسع نشاطاته بالاستثمار في نادي فاماليكاو
رحلة صعود فريق فاماليكاو في الدوري البرتغالي تثير الدهشة - وكيل أعمال اللاعبين خورخي مينديز وسع نشاطاته بالاستثمار في نادي فاماليكاو

اعتاد لاعبو فريق فاماليكاو على اللعب أمام جمهور لا يتجاوز خمسة آلاف متفرج في نادٍ كان يعاني في دوريات الهواة بالبرتغال قبل عقد من الزمان، لذا كان حضوره في ملعب «استاديو دا لوز» للعب أمام بنفيكا يوم السبت الماضي أمام 65 ألف متفرج بمثابة الاحتفال رغم الخسارة برباعية.
وترتبط قصة الصعود السريع للنادي بفضل التمويل الكبير من أحد رجال الأعمال الأثرياء وبفضل علاقاته المتنامية مع وكيل أعمال اللاعبين الشهير خورخي مينديز.
ويعد رجل الأعمال الشهير إيدر عوفر، وهو نجل قطب الشحن الشهير سامي عوفر والذي جمع معظم ثروته البالغة خمسة مليارات دولار من خلال شركات الشحن والتعدين هو الداعم الأبرز لفاماليكاو. وبعدما رفع عوفر حصته في نادي أتليتكو مدريد من 15 في المائة إلى 32 في المائة في فبراير (شباط) 2018 من خلال شركته القابضة «كوانتام باسيفيك» التي تتخذ من جزيرة جيرنسي مقراً لها، قرر توسيع أنشطته في مجال كرة القدم. وكان أول شخص يلجأ إليه في هذا الصدد هو مينديز، الذي سبق وأن ساعد في مفاوضات عوفر مع المساهمين الصينيين آنذاك في نادي أتليتكو مدريد - مجموعة «واندا غروب» - في العام السابق من خلال وكالة غيستيفيوت.
ويقع نادي فاماليكاو في مدينة «فيلا نوفا دي فاماليكاو» الصناعية على بُعد 40 كيلومترا شمال بورتو، والتي يبلغ عدد سكانها 130 ألف نسمة. وكان النادي يعاني في دوريات الدرجة الثانية والثالثة في البرتغال على مدار تاريخه الممتد على مدار 87 عاماً، لكنه لعب لمدة أربع سنوات في الدوري البرتغالي الممتاز في بداية التسعينيات من القرن الماضي.
هبط النادي إلى دوري الدرجة الخامسة في موسم 2008 - 2009. لكنه تمكن من العودة إلى دوري الدرجة الثانية في الوقت الذي تحرك فيه عوفر ومينديز للاستحواذ على النادي في يونيو (حزيران) 2018. وبعد أن صوتت مجموعة من الأعضاء لتحويل النادي إلى شركة عامة قبل 12 شهراً، استحوذت شركة «كوانتام باسيفيك» على 51 في المائة من أسهم النادي وعينت ميغيل ريبيرو - الذي سبق وأن قضى سبعة مواسم يعمل في نادي ريو آفي بنفس الطريقة مع مينديز - مديراً عاماً للنادي.
وتعاقد فاماليكاو، الذي أقال مديره الفني سيرجيو فييرا في مارس (آذار) الماضي، مع 18 لاعباً على سبيل الإعارة، وتمكن من الصعود للدوري البرتغالي الممتاز، لكن هذا التغيير الكبير لا يُذكر بالمقارنة بالأحداث التي شهدها النادي خلال الصيف الماضي. فرغم أن المدير الفني الجديد، كارلوس بينتو، قاد النادي للتأهل للدوري البرتغالي الممتاز لأول مرة منذ عام 1994. فقد أقيل من منصبه، ليحل محله المساعد السابق للمدير الفني البرتغالي ماركو سيلفا، جواو بيدرو سوزا، الذي دعم صفوف الفريق بعدد كبير من اللاعبين الجدد.
وتعاقد النادي مع ثلاثة لاعبين من نادي أتليتكو مدريد - المدافع الأرجنتيني الشهير نيوهين بيريز، والجناح نيكولاس شياباكاس، ولاعب خط الوسط غوستافو أسونساو، نجل اللاعب البرازيلي السابق باولو - بالإضافة إلى عدد من اللاعبين الآخرين من أندية ضمن «شبكة مينديز»، بما في ذلك بورتو وبنفيكا وفالنسيا. وانضم لهذه المجموعة من اللاعبين المدافع السابق للمنتخب الإنجليزي تحت 20 عاماً، جوش تايمون، الذي سبق وأن لعب تحت قيادة سوزا في هال سيتي، كما ضم النادي لاعب خط الوسط البرتغالي بيدرو غونكالفيز في صفقة انتقال نهائي من وولفرهامبتون واندررز، بالإضافة إلى روديريك ميراندا على سبيل الإعارة. وبعد وقت قصير من غلق فترة الانتقالات، زاد عوفر حصته في النادي إلى 85 في المائة.
وقال ريبيرو في مقابلة صحافية مع صحيفة «إكسبريسو» الأسبوعية البرتغالية في بداية هذا الموسم: «فاماليكاو لديه علاقة مميزة للغاية مع خورخي مينديز. لقد استحوذت وكالة غيستفيوت على النادي، وعندما انضمت شركة كوانتام باسيفيك كشريك، احتفلت الشركتان بهذه الشراكة الهامة. وهدفنا هو أن يلعب فاماليكاو في أعلى المستويات في كرة القدم البرتغالية، وعندما أقول بذلك فإنني لا أعني مجرد البقاء في الدوري البرتغالي الممتاز».
ومع ذلك، لم يكن بإمكان ريبيرو أن يتنبأ بما قدمه الفريق في بداية هذا الموسم، حيث كان فاماليكاو يتصدر جدول ترتيب الدوري البرتغالي الممتاز بعد مرور سبع جولات على بداية الموسم، ولم يخسر الفريق سوى نقطتين فقط، قبل أن يخسر بثلاثية نظيفة أمام بورتو في أكتوبر (تشرين الأول)، وهي الهزيمة التي أحدثت هزة عنيفة داخل النادي في حقيقة الأمر. وفي حال خسارة الفريق في أول مباراة له أمام نادي بنفيكا، الذي يعد أكثر الأندية البرتغالية نجاحاً، فإنه سيحتل المركز الثالث في جدول الترتيب متقدماً على سبورتنغ لشبونة، الذي فاز عليه فاماليكاو بهدفين مقابل هدف وحيد في سبتمبر (أيلول) الماضي. وإذا استعاد النجم البرازيلي أندرسون سيلفا مستواه السابق، فقد يتمكن من قيادة فاماليكاو للتأهل إلى البطولات الأوروبية. ويخطط النادي لزيادة الحضور الجماهيري إلى سبعة آلاف متفرج بحلول عام 2021.
يقول بيبو روسو، وهو عالم اجتماع من جامعة فلورنس ومؤلف كتاب في عام 2016 عن خورخي مينديز: «إنه نوع من المشروعات المشتركة بين عوفر ومينديز، ولم يستغرق الأمر سوى عامين فقط من أجل أن يصل هذا النادي إلى قمة كرة القدم البرتغالية. وفي ظل توفر الأموال واللاعبين الجيدين، فإن النادي وحده هو القادر على تحديد المدى الذي يمكن أن يصل إليه خلال المرحلة المقبلة».
ويعد نادي فاماليكاو بمثابة نموذج على الكيفية التي يمكن أن تتغير بها الأمور بسرعة كبيرة في عالم كرة القدم في حال استحواذ شخصيات قوية على أحد الأندية. يقول المدافع البرازيلي باتريك ويليام عن ذلك: «هذا لا يزعجنا، لأن النادي لا ينتمي لخورخي مينديز. إنه وكيل أعمال عدد كبير من اللاعبين، لكننا نريد أن نلعب، بغض النظر عمن هو المسؤول عن هذا النادي أو ذاك، ومن يملك هذا النادي أو ذاك. ما يهمنا هو ما يحدث داخل الملعب فقط».


مقالات ذات صلة

«الأجندة السياسية» تفرض حضورها في قرعة أوروبا المؤهلة للمونديال

رياضة عالمية من مراسم قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم 2026 (رويترز)

«الأجندة السياسية» تفرض حضورها في قرعة أوروبا المؤهلة للمونديال

أسفرت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2026، التي سحبت في زيورخ بسويسرا، الجمعة، عن مواجهة جديدة بين إنجلترا وصربيا.

«الشرق الأوسط» (زيورخ)
رياضة عالمية الجماهير الصربية تسببت في عقوبات من «يويفا» (رويترز)

«يويفا» يعاقب صربيا بسبب سوء سلوك مشجعيها

قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، الجمعة، معاقبة الاتحاد الصربي للعبة، بسبب تصرفات عنصرية من قبل المشجعين في مباراتين ببطولة دوري أمم أوروبا.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة عالمية فولر في حديث مع مدرب المنتخب الألماني ناغلسمان (الشرق الأوسط)

ألمانيا تستضيف إيطاليا في دورتموند بدوري الأمم

أعلن الاتحاد الألماني، في بيان، أن مدينة دورتموند سوف تستضيف مباراة منتخب ألمانيا ضد ضيفه الإيطالي، في إياب دور الثمانية لبطولة دوري أمم أوروبا.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
رياضة عالمية جمال موسيالا (أ.ف.ب)

موسيالا أفضل لاعب في المنتخب الألماني لهذا العام

اختير جمال موسيالا، لاعب وسط فريق بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم، اليوم الخميس، أفضلَ لاعب في منتخب ألمانيا للرجال لهذا العام.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (د.ب.أ)

«يويفا»: الأدوار النهائية ستقام في بلد الفائز بين ألمانيا وإيطاليا 

من المقرر أن تقام الأدوار النهائية لبطولة دوري أمم أوروبا لكرة القدم في ألمانيا أو إيطاليا، حسبما أفادت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (برلين)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».