«تجمع الأحرار» المغربي يتبنى تصريحات رئيسه في ميلانو

عدّ مواجهة التعبيرات الجديدة لا تقتصر فقط على القضاء

TT

«تجمع الأحرار» المغربي يتبنى تصريحات رئيسه في ميلانو

بعد حملة الانتقادات الواسعة، التي طالت عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، جراء خرجته غير المحسوبة في لقاء حزبي بمدينة ميلانو الإيطالية، عبّر الحزب في بيان رسمي عن دعمه لرئيسه رجل المال والأعمال ووزير الفلاحة والصيد البحري، بتبني تصريحاته المثيرة.
وجاء في كلام أخنوش، الذي أثار غضب كثير من المغاربة: «من يقذف ويسب المؤسسات ليس له مكان في البلاد، ومن يريد المغرب فعليه أن يحترم شعاره الخالد (الله الوطن الملك)، ويحترم مؤسساتنا والديمقراطية». مضيفاً أن «العدل يقوم بعمله في مثل هذه الأمور، ولكن على المغاربة أيضاً أن يقوموا بواجبهم، ومن تنقصه التربية، على المغاربة أن يعيدوا تربيته، لأن المغاربة جميعاً وراء الملك، من دون مزايدات، وشعارهم (الله الوطن الملك)».
وعبّر حزب التجمع الوطني للأحرار عن رفضه تصنيف «الأقوال الساقطة والمفردات المهينة، التي تمس الثوابت الوطنية في خانة (التعبيرات الشعبية)، الواجب الإنصات لها والتعاطي معها»، وذلك في انسجام تام مع ما عبّر عنه أخنوش، ولمز واضح للأحزاب السياسية، التي دعت للإنصات والتفاعل مع التعبيرات الشبابية الجديدة، وهما حزبا «العدالة والتنمية» و«التقدم والاشتراكية».
وشدد «التجمع الوطني للأحرار» على أنه من منطلق إيمانه بحقوق الإنسان وبالحريات العامة والفردية، وقناعات جميع هياكله وقواعده «لن يقف متفرجاً أو محابياً لسلوكيات انحرافية، بدعوى أنها نوع جديد من التعبير»، معتبراً أن التعبير «حق من حقوق الإنسان يضمنه الدستور والقانون والأعراف، غير أن السب والقذف والتحريض لم يكن يوماً شكلاً من أشكال التعبير».
وزاد المصدر ذاته موضحاً أن التجمع الوطني للأحرار «لم ولن يتنازل يوماً عن الدفاع عن الثوابت والمؤسسات، وسيظل وفياً لمبادئه وقيمه وهويته، التي تضع الثوابت فوق كل الاعتبارات»، مؤكداً أن هذا الموقف منسجم مع مواقف وتاريخ الحزب.
كما اعتبر «التجمع الوطني للأحرار» أن مهمة مواجهة هذه التعبيرات الجديدة «مسؤولية جماعية لا تقتصر فقط على القضاء، بل يجب أن تمتد إلى جميع المواطنين الغيورين على قيمهم وثوابتهم وتاريخهم ومستقبلهم»، وذلك في تبنٍ واضح للموقف، الذي دعا فيه أخنوش المغاربة لـ«إعادة تربية من تنقصه التربية»، وهو الأمر الذي عده البعض تحريضاً على الفوضى والكراهية وتطبيق «شرع اليد».
وبشأن العمل الحكومي، جدد حزب التجمع الوطني للأحرار التأكيد على انخراطه «الفعّال في تقوية عمل الحكومة فيما تبقى من ولايتها، انطلاقاً من قناعة الحزب، قيادة وقواعد، بضرورة استحضار المصلحة الوطنية أولاً وأخيراً».
ولم يفوت الحزب ذاته الفرصة من دون مهاجمة حليفه «العدالة والتنمية»، بسبب تصويت فريقه بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان) ضد المادة 9 من مشروع قانون المالية لسنة 2020. مشدداً على أنه «لن يتحمل تبعات إخلال بعض الفرق البرلمانية بالضوابط، التي ينص عليها ميثاق الغالبية وتداعياته على العمل الحكومي، الأمر الذي ما فتئنا ننبه له، ولا سيما في اجتماع الأغلبية الأخير؛ حيث تم التأكيد مرة أخرى على ضرورة احترام بنود ميثاق الأغلبية والانضباط لقراراتها».
وعبّر حزب «الأحرار» عن «أسفه من المواقف غير المفهومة لإحدى مكونات الغالبية داخل البرلمان». في إشارة إلى «العدالة التنمية»، منوهاً في الآن ذاته، بدور «الفريقين البرلمانيين للحزب بمناسبة مناقشة مشروع قانون المالية، واستماتتهم في الدفاع عن الصيغة التوافقية التي تبنتها الغالبية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.