الجيش الوطني الليبي: لا وجود لقوات أجنبية معنا

جانب من آثار المعارك في طرابلس (أ.ف.ب)
جانب من آثار المعارك في طرابلس (أ.ف.ب)
TT

الجيش الوطني الليبي: لا وجود لقوات أجنبية معنا

جانب من آثار المعارك في طرابلس (أ.ف.ب)
جانب من آثار المعارك في طرابلس (أ.ف.ب)

قال اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم «الجيش الوطني» الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، إن قوات الجيش الليبي تحقق تقدماً على أكثر من محور، بالإضافة لاشتباكات عنيفة لدخول العاصمة الليبية طرابلس، نافياً وجود قوات أو عناصر أجنبية تقاتل إلى جانب الجيش.
وتحدث في مقابلة مع قناة «العربية» الليلة الماضية عن «انهيار وتراجع لقوات الوفاق»، وقال: «المعركة الآن على تخوم طرابلس، والعاصمة كما يعرف الجميع كبيرة، والجيش الليبي يخوض معركة دقيقة مع ميليشيات وسط مناطق آهلة بالسكان».
وسيطر الجيش الليبي، أمس (الثلاثاء)، بشكل كامل على كوبري الزهراء جنوب العاصمة طرابلس، بعد فرار الميليشيات المسلحة التابعة للوفاق، عقب معارك عنيفة مع قوات الجيش.
وكان وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا سخر، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية من حديث قوات حفتر عن تحقيق تقدم، وقال: «حكومة الوفاق متماسكة ولا صحة لأي شائعات تطلق هنا وهناك بشأنها، ووضع الجبهة لدينا متماسك ولم نفقد أي مواقع، والمعنويات عالية جداً».
وكان اللواء أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم «الجيش الوطني»، قد أعلن عن تدمير قوة كبيرة للميليشيات المسلحة، وقتل مئات الإرهابيين والمجرمين على تخوم العاصمة، بعد معركة استنزاف للعدو دامت نحو 8 أشهر. وقدر خسائر الميليشيات المسلحة في مؤتمر صحافي، مساء أول من أمس، بنحو 942 قتيلاً منذ اندلاع المعارك حول طرابلس في 4 أبريل (نيسان) الماضي، من بينهم 347 من مدينة مصراتة بغرب البلاد.
وبعدما وصف مذكرة التفاهم بين السراح وتركيا باتفاقية العار «باع بموجبها السراج ليبيا إلى تركيا»، قال المسماري إن الجيش «لن يقبل بوجود جندي أجنبي واحد» على أراضي ليبيا، مؤكداً أن بلاده «ليست قطر التي احتلت بقواعد تركية».
وأضاف المسماري: «بقراءة سريعة لهذه الاتفاقية، نرى أنه تم تسليم الأمن الليبي بكل أسراره وخصوصيته للأتراك، وليبيا أصبحت تحت رعاية تركية مباشرة». وخاطب الأتراك: «ليبيا بكل مدنها وقراها ليست كقطر، التي احتلت بقواعد تركية... لن تكون هناك قطر أخرى في لبيبا، ولن نرضى بإهانة مدينة ليبية بوقاحة الجنود الأتراك. لن نرضى بأن نكون قطر أو إدلب ثانية»، مشدداً على أن إردوغان «يسير في الطريق الخطأ نحو استثماراته ومطامعه في ليبيا»، ومعتبراً أن هدفه الرئيسي هو «تثبيت الإخوان على الأراضي الليبية كي تكون ليبيا قاعدة انطلاق إرهابية وإجرامية نحو دول الجوار، وخصوصاً مصر».
كما أكد المسماري، الذي توقع أن تشهد الساعات والأيام المقبلة «معارك طاحنة على تخوم طرابلس وأحيائها الرئيسية»، أن لدى الجيش الوطني من الوسائل والإمكانات والإرادة الوطنية «ما يستطيع به قهر الأتراك وحكومة السراج».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.