ليبرمان يمنع تشكيل لجنة في الكنيست لنزع الحصانة عن نتنياهو

المحاكمة لن تبدأ قبل الانتخابات في مارس المقبل

نتنياهو وزوجته سارة مع نائب الرئيس الفنزيلي أمس في افتتاح وكالة فنزويلية للاستثمار (أ.ف.ب)
نتنياهو وزوجته سارة مع نائب الرئيس الفنزيلي أمس في افتتاح وكالة فنزويلية للاستثمار (أ.ف.ب)
TT

ليبرمان يمنع تشكيل لجنة في الكنيست لنزع الحصانة عن نتنياهو

نتنياهو وزوجته سارة مع نائب الرئيس الفنزيلي أمس في افتتاح وكالة فنزويلية للاستثمار (أ.ف.ب)
نتنياهو وزوجته سارة مع نائب الرئيس الفنزيلي أمس في افتتاح وكالة فنزويلية للاستثمار (أ.ف.ب)

حاول نواب حزب الجنرالات «كحول لفان» في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، أمس الأحد، بدء مسيرة لنزع الحصانة البرلمانية عن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، تمهيداً لمحاكمته. لكنه كان يحتاج إلى تأييد من حزب اليهود الروس (يسرائيل بيتينو) بقيادة أفيغدور ليبرمان، حتى يحرز الأكثرية المطلوبة. ولم يفلح، لأن ليبرمان قرر تأجيل البت في موقفه. ولذلك، تم تأجيل الموضوع إلى ما بعد الانتخابات القادمة المقررة في 2 مارس (آذار) المقبل.
وكان ممثلو «كحول لفان» في لجنة النظام في الكنيست قد طلبوا إذن المستشار القضائي للكنيست، أيال يانون، لتشكيل لجنة تنظيم دائمة. فحسب القانون، لا يمكن محاكمة نتنياهو، إذا طلب حصانة برلمانية، إلا إذا فرض الكنيست نزع الحصانة عنه. ولكي يتم ذلك ينبغي أولا أن يطلب نتنياهو الحصانة. والقانون يمنحه 30 يوما ليطلبها منذ توجيه لوائح الاتهام ضده. وقد مرت عشرة أيام منها وهو لم يطلب، لكن المقربين منه يؤكدون أنه سيتقدم بطلب كهذا بعد أسبوعين. وعندها، يجب أن يتم بحث طلبه في «لجنة الكنيست»، وهي اللجنة المختصة بنظام الكنيست الداخلي. إلا أنه لا توجد لجنة كهذه حاليا، والكنيست حل نفسه قبل أن يتمكن من تشكيل لجانه.
وقد حاول «كحول لفان» اتخاذ قرار بتشكيل اللجنة، أمس. ونقلت مصادر عن بيني غانتس أنه مصر على تشكيل اللجنة حتى لا يستطيع نتنياهو التهرب من المحاكمة. لكنّ ممثلي الليكود في لجنة النظام المؤقتة حاربوا هذا التوجه وأثاروا فوضى في الاجتماع، فاضطر رئيس اللجنة، آفي نيسانكورين، إلى طرد رئيس كتلة الليكود، ميكي زوهر، من الجلسة. وانضم إليه نواب جميع أحزاب اليمين، لكنهم عادوا بعد دقائق. ثم انفض الاجتماع للتشاور مع رئيس الكنيست، يولي إدلشتاين، ومستشاره القضائي، إيال يانون. وبعد المشاورات، وإصرار كل طرف على موقفه، وإعلان موقف ليبرمان تأجيل البت لاحقا، حسم إدلشتاين النقاش بتأجيل الموضوع إلى ما بعد إجراء الانتخابات داخل الليكود. ويعني هذا أن لوائح الاتهام لن تطرح في المحكمة حتى ذلك الحين، وربما سيؤجل إلى ما بعد الانتخابات العامة أيضا.
وقد أصدر «كحول لفان» بيانا اتهم فيه الليكود بمحاولة عرقلة الإجراءات القضائية والمساس بالقانون «في سبيل إنقاذ نتنياهو من حكم العدالة». واعتبروا هذه الخطوة محاولة لوضع نتنياهو فوق القانون. ورد الليكود باتهام «كحول لفان» بأنه «يطلب رأس نتنياهو بأي ثمن». وقال النائب زوهر إن «الحصانة البرلمانية هي إجراء قانوني وحزب غانتس هو الذي يدوس القانون». واتهمه بمحاولة التدخل في الانتخابات الداخلية على رئاسة حزب الليكود، التي ستجري بين نتنياهو وجدعون ساعر في السادس والعشرين من الشهر الجاري.
يذكر أن ساعر، استقطب، أمس الأحد، وزيرا سابقا في الحكومة يؤازره ضد نتنياهو، هو حايم كاتس، رئيس المجلس المركزي لليكود. وكاتس كان قد استقال من الحكومة بسبب توجيه لائحة اتهام ضده بتهمة فساد أيضا، لكنه معروف بجماهيريته الواسعة، علما بأنه كان يشغل منصب رئيس لجنة المستخدمين في الصناعات الجوية التابعة لسلاح الجو في الجيش الإسرائيلي، التي يعمل فيها الآلاف من منتسبي الليكود. ويعتبر انضمامه إلى ساعر ضربة لنتنياهو. كما أعلنت النائبة إيتي عطية أنها تدعم ساعر، ليصبح معه أربعة نواب، هم ميخال شير ويؤاف كيش، إضافة إلى عطية وكاتس. إلا أن نتنياهو يواصل اجتماعاته مع مؤيديه من الحزب لإقناعهم بأن ساعر لم ينضج بعد لمنصب رئيس حكومة وأنه - أي نتنياهو - هو الوحيد القادر على إنقاذ الليكود من الهزيمة. وبالمقابل أعلن التيار الديني داخل الليكود وقوفه مع نتنياهو.
ودعا ساعر رئيس الوزراء، نتنياهو، إلى القيام بمناظرة متلفزة بينهما. وقال: يحق لأعضاء الليكود أن يشاهدوا قادة حزبهم في حوار ديمقراطي حقيقي يطلعهم المتنافسون على برامجهم، إلا أن نتنياهو لم يرد على هذا التحدي.
من جهة ثانية، تلقى نتنياهو ضربة من حزب الاتحاد اليميني، حليفه التاريخي الممثل للمستوطنين. فقد أعلن مسؤول رفيع المستوى فيه، أن كتل اليمين لن تنجر بـ«مسيرة عمياء» وراء نتنياهو بعد حسم الانتخابات الثالثة التي ستجري في شهر مارس المقبل. وكشف هذا المسؤول أن رؤساء الأحزاب والحركات التي تشكل «كتلة اليمين» عقدوا عدة جلسات مؤخرا، تداولوا فيما بينهم في الموضوع، وقرروا: «لن نسير بعمى وراء نتنياهو، ولن نسمح بأن تكون هناك انتخابات رابعة على جدول الأعمال».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».