بوشناق ينشد في الخرطوم للثورة السودانية

لطفي بوشناق خلال حفل بالخرطوم
لطفي بوشناق خلال حفل بالخرطوم
TT

بوشناق ينشد في الخرطوم للثورة السودانية

لطفي بوشناق خلال حفل بالخرطوم
لطفي بوشناق خلال حفل بالخرطوم

أشجى الفنان التونسي الكبير لطفي بوشناق، السودانيين، في أمسية فنية تاريخية لم تشهدها الخرطوم منذ زمن طويل، ضمن احتفالات اليوبيل الذهبي لاتحاد الإذاعات العربية (أسبو)، الذي اختتم فعالياته في العاصمة السودانية أول من أمس.
وغنى بوشناق للثورة السودانية، وشبابها، وثوارها، وهتف على خشبة المسرح بأناشيد وأهازيج الثورة، بحماس وحب وشجاعة، أمام حشد كبير من السودانيين في قاعة الصداقة. وبادله السودانيون الهتاف، وصفقوا له، وأرسلوا له تعابير الحب والترحيب.
وتستضيف العاصمة السودانية منذ أسبوع احتفالات الجمعية العمومية لاتحاد إذاعات الدول العربية، احتفالا بمرو 50 عاما على تأسيسها، في الخرطوم عام 1969، وتم تكريم رئيس ومدير وضيوف اتحاد إذاعات الدول العربية.
وشارك في الحفل الذي خاطبه وزير الإعلام السوداني فيصل محمد صالح، المطرب السوداني أبو عركي البخيت الذي غنى للوطن، وللجمال.
وقال لـ«الشرق الأوسط» محمد سليمان أبو سريع مدير إدارة الموسيقى بهيئة الإذاعة والتلفزيون السودانية، إن لطفي بوشناق فنان تاريخي حديث، يقدم الآن أسلوبا جديدا في الغناء، رأسماله موسيقى راقية مجمعة من كل العالم.
وأشار أبو سريع إلى أن السودانيين وقفوا له إعجابا وطربا، متجاوبين مع كل ما غناه ونثره في الحفل، مشيرا إلى أن (الرجل) يعتبر مدرسة حديثة يعتز بها كل عربي.
ولم تشهد احتفالات اتحاد الإذاعات العربية خلال العشر سنوات الأخيرة في كثير من العواصم العربية، مثل الذي حدث في الخرطوم خلال الأسبوع الماضي، والذي اعتبره رئيس وأمين عام الاتحاد حدثا يمثل العودة إلى الجذور ومهد الاتحاد في السودان، الذي انطلق منه قبل 50 عاما.



«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)
معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)
TT

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)
معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

ضمن مشروع الأفلام الذي يعدّه «مركز توثيق التراث الطبيعي والحضاري» في «مكتبة الإسكندرية» بعنوان «عارف»، يروي فيلم الأقصر التسجيلي الوثائقي تاريخ واحدة من أقوى العواصم في تاريخ الحضارات القديمة، ويستدعي ما تمثّله هذه المدينة من كنز حضاري منذ أن كانت عاصمة مصر في عهد الدولة الوسطى.

في هذا السياق، قال مدير المركز التابع لـ«مكتبة الإسكندرية»، الدكتور أيمن سليمان، إنّ «سلسلة أفلام (عارف) تقدّم القصص التاريخية عن الأماكن والمدن والمعالم المهمة في مصر، بصورة أفلام قصيرة تُصدّرها المكتبة»، موضحاً أنه «صدر من هذه السلسلة عدد من الأفلام ضمن منظور غير تقليدي هدفه توعية النشء والشباب بأسلوب سهل ومبسَّط؛ ولا تتعدى الفترة الزمنية لكل فيلم 3 دقائق، وهو متاح باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «فيلم (الأقصر) يتناول قصة واحدة من أقوى عواصم العالم القديم، عاصمة الإمبراطورية المصرية. طيبة أو (واست) العصية كما عُرفت في مصر القديمة، التي استمدت قوتها من حصونها الطبيعية. فقد احتضنتها الهضاب والجبال الشاهقة من الشرق والغرب، مثل راحتَي يد تلتقيان عند مجرى نهر النيل. وكانت رمز الأقصر عصا الحكم في يد حاكمها الذي سيطر على خيرات الأرض، فقد منَّ الله عليها بنعمة سهولة الزراعة، كما وصفها الإغريق».

«بوستر» الفيلم الوثائقي عن الأقصر (مكتبة الإسكندرية)

ولم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة. فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد كلما عانت التفكك والانقسام. ومن أبنائها، خرج محاربون عظماء، مثل منتُوحتب الثاني الذي أعاد توحيد الدولة المصرية وجعل الأقصر عاصمةً لها، وأحمس الذي صدَّ عدوان الغزاة، وفق ما يشير الفيلم.

وأوضح سليمان أنه «مع استقرار البلاد، تهيّأت الظروف لازدهار الثقافة والحضارة التي تحترم الإنسان وقدراته، رجالاً ونساءً. فقد تركت حتشبسوت نماذج فريدة في العمارة والفنون والثقافة والاستكشاف. وفي ساحات معابد الكرنك، اجتمع الأمراء والطلاب للعلم والعبادة معاً، مُشكّلين بذلك طابعاً خاصاً للشخصية المصرية. وسجّل تحتمس الثالث الحياة اليومية في الإمبراطورية المصرية، جنباً إلى جنب مع الحملات العسكرية، على جدران معبد الكرنك، في حين شيّد أمنحتب الثالث نماذج معمارية مهيبة شرق النيل وغربه».

جانب من الفيلم الوثائقي عن الأقصر (مكتبة الإسكندرية)

وتابع: «الأقصر تحتفظ بدورها الثائر ضدّ المحتل عبر عصور الاضطراب والغزو، مثل حائط صدّ ثقافي حافظ على الهوية المصرية. ودفع هذا الإسكندر والبطالمة والأباطرة الرومان إلى تصوير أنفسهم بالهيئة المصرية القديمة على جدران المعابد، إجلالاً واحتراماً. وقد احتضنت معابد الأقصر الكنائس والمساجد في وحدة فريدة صاغتها الثقافة المصرية، لتشكّل جسراً جديداً من جسور التراث والفكر».

ولفت إلى أنّ «شامبليون طاف بها 6 أشهر كاملةً ليملأ عينيه بجمال آثارها. فهي قبلة الباحثين من شتى أنحاء العالم، الذين يأتون إليها آملين أن تبوح لهم أرضها بأسرار تاريخ البشر، وأن تكشف لهم مزيداً من كنوز الفنون والآداب والعلوم».

وتهدف سلسلة «عارف» إلى تقديم نحو 100 فيلم وثائقي، وأصدرت أيضاً أفلام «توت عنخ آمون»، و«بورتريهات الفيوم»، و«هيباتيا»، و«سرابيوم الإسكندرية»، و«الألعاب في مصر القديمة»، و«القاهرة التاريخية».