مسؤول أمني في غزة: الحدود مع مصر مستقرة بشكل غير مسبوق

أكد زيادة عدد القوات والكمائن ما أسهم في اعتقال 13 متسللاً في وقت قصير

أجواء ماطرة في شوارع غزة (رويترز)
أجواء ماطرة في شوارع غزة (رويترز)
TT

مسؤول أمني في غزة: الحدود مع مصر مستقرة بشكل غير مسبوق

أجواء ماطرة في شوارع غزة (رويترز)
أجواء ماطرة في شوارع غزة (رويترز)

قال قائد قوات الأمن الوطني، التابعة لحركة «حماس» في قطاع غزة، العميد جهاد محيسن، إن الوضع الأمني على الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع جمهورية مصر العربية يشهد حالة استقرار غير مسبوقة.
وأكد محيسن في تصريحات بثها موقع وزارة الداخلية في غزة أن «الأسباب وراء هذا الاستقرار الأمني تعود إلى المتابعة الميدانية والضبط والسيطرة من قبل قوات الأمن الوطني، وتعزيز النقاط الأمنية بعناصر إضافية، وتكثيف الكمائن لسد الثغرات الضعيفة على الحدود».
كانت «الشرق الأوسط» قد نشرت الشهر الماضي، عن تعزيزات لـ«حماس» على الحدود مع مصر من أجل تأمين أفضل للمنطقة التي تشهد بين الفينة والأخرى محاولة تسلل متشددين من غزة إلى سيناء والعكس. وقالت مصادر إن الحركة شددت في الآونة الأخيرة مراقبة الحدود بسبب محاولات تسلل متكررة لمتشددين وخشية استغلال هؤلاء للتصعيد مع إسرائيل من أجل التسلل إلى سيناء.
وحسب المصادر فقد دفعت الحركة بقوات أمن إضافية إلى الحدود وأحبطت عمليات تسلل. وتعتمد «حماس» على مراقبة أمنية من خلال دوريات أمنية وعبر كاميرات مثبتة على طول الحدود. وأكد محيسن وجود دوريات دائمة مُساندة لضبط الحالة الأمنية في الحدود الجنوبية، موضحاً أنَه «تم تعزيز القوات ونصب كمائن ليلية لمنع عمليات التسلل والتهريب عبر الحدود مع مصر في كلا الاتجاهين». وأضاف: «أجرينا مسحاً شاملاً للمنطقة الحدودية مع مصر وتم تحديد عدد النقاط الأمنية المطلوب وجودها، وعملنا على تعزيز القوات على الحدود من خلال دعمها بقوات إضافية».
وكشف محيسن عن إحباط قوات الأمن الوطني 13 عملية تسلل عبر الحدود الجنوبية مع مصر خلال الشهور الأخيرة. وقال إنه تمت إحالتهم إلى الجهات المختصة، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. وقبل ذلك أحبطت الحركة محاولة أخرى. وهذه المحاولات المتكررة أجبرت «حماس» على تشديد قبضتها على الحدود إيفاءً باتفاق جرى في عام 2017 مع مصر على تأمين الحدود الفاصلة الممتدة لـ12 كيلومتراً.
ومنذ ذلك الوقت جرفت «حماس» مناطق ونصبت أسلاكاً شائكة وكاميرات وراحت تسيّر دوريات على الحدود. وقال محيسن إنه توجد خطة عمل إضافية من أجل زيادة الضبط والسيطرة على الحدود، من خلال زيادة النقاط الأمنية، وتكثيف الدوريات والكمائن؛ لمنع عمليات التسلل والتهريب.
ولفت محيسن إلى أنه تم خلال الفترة الأخيرة اتخاذ عدد من الإجراءات الأمنية والميدانية بما يسهم في زيادة ضبط الحدود، ومن ضمنها تم تعزيز القوات الأمنية، وتوسيع منظومة الإنارة، لافتاً إلى أن قوات الأمن الوطني عملت خلال الفترة السابقة على إعادة ترميم عدد من النقاط الأمنية على الحدود الجنوبية وإجراء صيانة وتطوير لها، منوهاً إلى سعي القوات لاستحداث نقاط أمنية جديدة، بما يسهم في حالة الضبط والاستقرار.
وأردف: «نسعى خلال المرحلة المقبلة لتوسيع مشروع إضاءة الحدود الجنوبية لقطاع غزة، وعلى امتداد 14 كيلومتراً، وذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة». وكل ذلك يأتي كما يبدو ضمن خطة للعام القادم. وقال محيسن إن قواته وضعت خطة لعام 2020 تتضمن تعزيز برامج التدريب؛ بهدف تطوير قدرات الكادر البشري، إلى جانب ترتيب وضع الكتائب في الجهاز، وزيادة أعداد القوة الميدانية العاملة على الحدود.
وعادةً تراقب قوات الضبط الميداني، التي تشمل عناصر من القسام والداخلية، الحدود مع مصر، من أجل الحد من تنقل المتشددين بين غزة وسيناء. وتعمل الداخلية بشكل مباشر على تأمين الحدود ومتابعة الحملات ضد أصحاب «الفكر المنحرف»، لكن أحياناً تتدخل كتائب القسام في تأمين منطقة رفح الحدودية لمنع أي تنقلات للتيار الذي يطلق على نفسه اسم «السلفية الجهادية»، ويعمل مع تنظيم «داعش» في سيناء.
وتسعى «حماس» إلى كبح جماح التنظيم في قطاع غزة لأكثر من سبب؛ إرضاءً مصر ولأن عناصر التنظيم عملوا ضد «حماس» في أحيان كثيرة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.