أحزاب تعز ترفض «ملشنة» المحافظة بمعسكرات غير قانونية

TT

أحزاب تعز ترفض «ملشنة» المحافظة بمعسكرات غير قانونية

رفضت الأحزاب اليمنية في محافظة تعز، إنشاء أي معسكرات خارج القانون في المحافظة، معتبرة أن ذلك الصنيع يعد سعيا لـ«ملشنة» الجيش الوطني وإرباكا للحكومة الشرعية والتحالف الداعم لها.
وجاء الرفض الحزبي في بيان رسمي وقعت عليه مختلف الأحزاب في المحافظة (أمس) ردا منها على إنشاء معسكر لاستقبال المقاتلين خارج سلطة الشرعية والتحالف الداعم لها في منطقة «يفرس» في جبل حبشي. واتهم ناشطون في محافظة تعز القيادي في حزب «التجمع اليمني للإصلاح» والقيادي في مقاومة تعز حمود سعيد المخلافي بأنه يتلقى دعما إقليميا لإنشاء المعسكر وتجنيد الآلاف من المقاتلين خارج نطاق سلطة الشرعية والتحالف الداعم لها خدمة لأجندة إقليمية مشبوهة. ويقيم المخلافي - بحسب ناشطين يمنيين - في تركيا منذ مغادرته اليمن، إلا أنه عاد مجددا إلى دائرة الأحداث بعدما وجه الدعوة قبل أشهر للمجندين المنتمين إلى محافظة تعز للعودة إلى المحافظة وترك مواقعهم في مواجهة الميليشيات الحوثية في صعدة. وأظهرت تسجيلات مصورة للمعسكر الذي أنشأه المخلافي منذ أيام وجود تجمعات ضخمة للمجندين في المعسكر، وسط تساؤلات عن طبيعية وجودهم وتبعيتهم في ظل عدم معرفة أو إشراف قيادة الجيش في تعز أو السلطات المحلية.
وأكدت الأحزاب في بيانها أنها ترفض «تحويل تعز ساحة حرب لتصفية صراعات وأجندات خارجية لا تمت للمشروع الوطني بصلة ولا تخدمه بقدر ما تعمل على تفتيته». واعتبرت الأحزاب اليمنية أن «التعامل مع كيانات محلية أو دول إقليمية وغير إقليمية خارج أطر مؤسسات الدولة وقيادتها الشرعية يعد جريمة وخيانة وطنية»، وأكدت رفضها التام لمحاولة تعكير العلاقات مع التحالف العربي أو الإساءة لأي من أطرافه.
وطالبت الأحزاب محافظ تعز رئيس اللجنة الأمنية نبيل شمسان وقيادة المحور العسكري بـ«الوقوف بحزم واتخاذ الإجراءات الكفيلة لردع أي محاولات من شأنها خلق تشكيلات مسلحة خارج نطاق المؤسسة العسكرية».
ودعت الأحزاب قيادة الجيش الوطني إلى التحقيق في قضية العائدين من جبهات الحد الجنوبي، واعتبرت أن من شأن هذه الممارسات أن تؤدي إلى سوء فهم «يعكر العلاقة مع الأشقاء من دول التحالف العربي». وكان المخلافي أفاد في تعليقه على عدد المجندين الضخم بأنهم عادوا من الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية، استجابة لنداء وجهه قبل نحو شهرين طالبهم فيه بمغادرة مواقعهم والعودة لتحرير تعز.
وانتقد ناشطون يمنيون قيام المخلافي بمثل هذه الخطوة، رغم أنه شخصية اجتماعية معروفة لكنه بحسب وصفهم «لا يملك أي صفة رسمية حتى يجمع مجاميع مسلحة وينشئ معسكرات بهذا الشكل».
ويقول الكاتب والناشط اليمني البراء شيبان في معرض تعليقه على القضية «على الرغم من أن هذه المجاميع سترفع شعار مقاومة الحوثي وتم استعراضها وهي تردد أغاني أيوب لكنها لم تمثل لي أي نوع من أنواع الطمأنينة بل مثلت لي خلاصة الحالة الميليشياوية التي يعيشها اليمن».
وقال شيبان في منشور على صفحته في «فيسبوك» واضح أن هناك دعما خارجيا وتحديدا من قطر لإنشاء هذا المعسكر في منطقة يفرس لأن تجمعا وحشدا كهذا هو فوق طاقة أي شيخ قبلي مهما بلغت ثروته ومهما كان عدد محبيه.
وأضاف: «واضح من الطريقة التي جمعت فيها هذه الحشود أن هناك صمتا أو تغاضيا من قبل قيادة المحور وسيكون هناك من يختلق ألف مبرر بحجة حاجة المحافظة إلى مجندين وأهمية تحرير تعز وغيرها من المبررات».
وتابع شيبان بالقول: «لكن السؤال الذي يطرح هنا، لماذا لا تقوم قيادة المحور أو المنطقة العسكرية الرابعة بإنشاء هذا المعسكر إذا كانت بحاجة إلى مجندين في تعز، لماذا هناك محاولة لحرمان الناس من الحد الأدنى من الرقابة والمساءلة على مجاميع كهذه».
واعتبر شيبان أن «أي مجاميع مسلحة ليست ضمن التراتبية العسكرية والأمنية لوزارتي الدفاع والداخلية... هي عبارة عن ميليشيات مسلحة خارج إطار القانون».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».