أكد البطريرك الماروني، بشارة الراعي، أنه آن الأوان ليجلس القابضون على السلطة السياسية إلى طاولة حوار لإنقاذ الدولة من الموت. وقال الراعي في عظة الأحد، إن «السلطة السياسية لا تأخذ شرعيتها من ذاتها، وليس لها أن تتصرف تصرفاً ظالماً؛ بل عليها أن تسعى في سبيل الخير العام، فلا تمارس ممارسة شرعية إلا إذا سعت إلى تأمين خير الجماعة. وإذا حدث أن اتخذ المسؤولون تدابير تنافي الخير العام والنظام الأخلاقي، فالجماعة ليست ملزمة ضميرياً بهذه التدابير بسبب الاستبداد».
ولفت إلى أنه «في الانتفاضة الشبابية عندنا، مع كبار وفتيان، ونساء وفتيات، من جميع الطوائف والمذاهب والمناطق، هي في جوهرها منذ ستة وأربعين يوماً، اعتراض الضمير، وحجب الثقة عن الجماعة السياسية بكل تراتبيتها»، مؤكداً أنها «انتفاضة لبنانية بهية محررة من كل التبعيات إلى الخارج، أو إلى هذه أو تلك من الدول؛ بل إنها تفك الارتباط بأزمات المنطقة؛ لأنها انتفاضة شعب حر غير مرتهن».
واعتبر البطريرك الماروني أن «هنا تكمن عقدة الأزمة السياسية في لبنان، أزمة تشكيل حكومة تكون حكومة إنقاذ مصغرة بوجوه ذات تراث وطني وغنية بخبرات»، معتبراً أن «قرار تشكيل مثل هذه الحكومة يقتضي وجود رجال دولة يضعون خير البلاد وشعبها وكيانها فوق كل اعتبار».
وشدد على أنه «آن الأوان ليجلس القابضون على السلطة السياسية على طاولة حوار وجداني، لإنقاذ الدولة من الموت، في مناسبة يوبيل مئويتها الأولى، خالعين عنهم ثياب مواقفهم المتحجرة ومصالحهم الرخيصة وحساباتهم البخيسة، ويقول كل واحد منهم في قرارة نفسه: خطيئتي عظيمة». واعتبر أنهم «لو قدروا على ذلك لما أوصلوا الدولة إلى السقوط الاقتصادي وإلى حافة الإفلاس المالي، وإلى إفقار الشعب، وإقفال كثير من المؤسسات الصناعية والتجارية، وإضعاف المدارس والجامعات والمستشفيات والمؤسسات الاجتماعية، من خلال إضعاف قدرة الشعب».
الراعي: آن الأوان ليتحاور القابضون على السلطة لإنقاذ الدولة
الراعي: آن الأوان ليتحاور القابضون على السلطة لإنقاذ الدولة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة