التصنيف «المعقد» وراء وقوع البرتغال وفرنسا وألمانيا معاً في المجموعة النارية

قرعة بطولة أمم أوروبا تصدم الكبار... وإنجلترا تواجه كرواتيا تكراراً لنصف نهائي المونديال

ديشامب ولوف وسانتوس مدربو فرنسا وألمانيا والبرتغال بعد قرعة يورو 2020 (أ.ف.ب)
ديشامب ولوف وسانتوس مدربو فرنسا وألمانيا والبرتغال بعد قرعة يورو 2020 (أ.ف.ب)
TT

التصنيف «المعقد» وراء وقوع البرتغال وفرنسا وألمانيا معاً في المجموعة النارية

ديشامب ولوف وسانتوس مدربو فرنسا وألمانيا والبرتغال بعد قرعة يورو 2020 (أ.ف.ب)
ديشامب ولوف وسانتوس مدربو فرنسا وألمانيا والبرتغال بعد قرعة يورو 2020 (أ.ف.ب)

اتفقت وسائل الإعلام عبر قارة أوروبا على أن التصنيف غير المنطقي والمعقد لقرعة بطولة أمم أوروبا لكرة القدم (يورو 2020) هو الذي تسبب في وضع منتخبات البرتغال حاملة اللقب، وفرنسا بطلة العالم وألمانيا المتوجة 3 مرات في مجموعة واحدة نارية.
وذكرت صحيفة «دياريو دي نوتيسياس» البرتغالية: «القرعة ليست صديقة للبرتغال، وضعته في مجموعة الموت مع ألمانيا وفرنسا»، بينما قالت صحيفة «بيلد» الألمانية إنها «مجموعة الرعب»، وصحيفة «لو باريسيان» الفرنسية: «منتخبنا لم يكن يتمنى أي شيء أسوأ من هذا».
وسيكمل مجموعة «الموت النارية» السادسة الفائز من الملحق 1 (رومانيا ضد أيسلندا وبلغاريا ضد المجر) أو الملحق 4 إذا أحرزت رومانيا الملحق 1.
وكانت فرنسا فازت على ألمانيا 2 - صفر في نصف نهائي نسخة 2016 على أرضها، قبل أن تخسر بعد وقت إضافي أمام برتغال كريستيانو رونالدو الذي خرج من النهائي مصاباً، قبل أن تتوج بلاده للمرة الأولى في تاريخها.
ولم تكن فرنسا المتوجة مرتين في 1984 و2000 والبرتغال بطلة 2016 ضمن المستوى الأول في القرعة، فوقعتا مع ألمانيا بطلة 1972 و1980 و1996 التي ستلعب مبارياتها على أرضها في ميونيخ.
وعلق مدرب فرنسا ديدييه ديشامب: «إنها المجموعة الأصعب لكن يجب أن نتقبل ذلك. يجب أن يكون منتخب فرنسا جاهزاً على الفور. هذه مجموعة معقدة على الورق بغض النظر عن الخصوم والنتائج التي حققوها في الآونة الأخيرة».
وأشار مدرب ألمانيا جواكيم لوف إلى أن «هذه مجموعة الموت. المباريات في ميونيخ ستكون بمثابة المهرجانات. التوقعات ستكون مرتفعة. سيكون تحدياً كبيراً لفريقنا الشاب لكنه حافز كبير أيضاً. هذه مكافأة فوزنا في مجموعتنا بالتصفيات».
بدوره، رأى مدرب البرتغال فرناندو سانتوس: «بطلان للعالم، بطل أوروبا ودوري الأمم، أعتقد أنها مجموعة لم يكن أحد يريدها لأن كل منتخب أراد تفادي الآخرين. هي بالطبع مجموعة صعبة مع ألمانيا وفرنسا المرشحتين دوماً للفوز في المسابقات التي تشاركان فيها. لكن البرتغال بالطبع مرشحة وقد نجحنا بذلك في 2016 عندما لم يكن أحد يتوقع ذلك».
وتلعب إنجلترا ضد كرواتيا ضمن المجموعة الرابعة في إعادة لمواجهتهما في قبل نهائي كأس العالم، بجوار التشيك والفائز من الملحق رقم 3 من بين اسكوتلندا والنرويج وصربيا وإسرائيل.
وقال غاريث ساوثغيت مدرب إنجلترا التي فازت على تشيكيا 5 - صفر في التصفيات قبل أن تخسر أمامها إياباً 2 - 1: «اللعب على ملعب ويمبلي مميز لنا ونتطلع لهذه البطولة. نعرف نوعية لاعبي الوسط في كرواتيا، لذا ستكون مباراة عالية المستوى».
وبحال تصدرت إنجلترا مجموعتها ستواجه وصيف المجموعة السادسة، وهي على الأرجح ألمانيا أو فرنسا أو البرتغال، إذ يتأهل إلى دور الـ16 بطل ووصيف كل مجموعة مع أفضل 4 منتخبات تحتل المركز الثالث.
وقال زلاتكو داليتش مدرب كرواتيا: «هدفنا الأول التأهل من دور المجموعات بعدها نفكر في التالي. إنجلترا مرشحة في المجموعة وقلت سابقاً إنهم يتقدمون كثيراً».
وحصل المرشحون الآخرون على قرعة أسهل في البطولة التي تشهد مشاركة 24 منتخباً وتقام في 12 دولة.
وضمت المجموعة الأولى إيطاليا، وسويسرا، وتركيا، وويلز، والثانية بلجيكا وروسيا، والدنمارك، وفنلندا.
وضمت الثالثة أوكرانيا، وهولندا، والنمسا، إضافة للفائز من الملحق 4 (جورجيا ضد بيلاروسيا ومقدونيا الشمالية ضد كوسوفو) أو رومانيا المضيفة بحال تأهلها. وفي المجموعة الخامسة: إسبانيا وبولندا والسويد، إضافة للفائز من الملحق 2 (البوسنة والهرسك ضد آيرلندا الشمالية وسلوفاكيا ضد جمهورية آيرلندا).
وعلق روبرتو مانشيني مدرب إيطاليا: «نملك أفضلية بسيطة باللعب على أرضنا. ربما يعتقد البعض أننا مرشحون لكننا بحاجة لتأكيد ذلك على أرض الملعب كما هو معتاد».
وقال مدرب إسبانيا لويس إنريكي العائد لتدريب بلاده بعد وفاة طفلته بسبب مرض السرطان: «سعيد لعدم الوقوع مع فرنسا أو البرتغال. هذه مجموعة مقبولة لكنها ليست سهلة. بالنسبة لي سان ماميس (في بلباو حيث تخوض إسبانيا مبارياتها الثلاث في دور المجموعات) أحد أجمل الملاعب في أوروبا بالإضافة إلى ويمبلي... يجب أن ننتبه إلى (البولندي روبرت) ليفاندوفسكي، يقدم موسماً رائعاً».
ورأى الإسباني روبرتو مارتينيز مدرب بلجيكا أن مواجهة فنلندا ستكون مثيرة لأنها تشارك في النهائيات للمرة الأولى، كما بنما في مونديال 2018. «يجب أن نستغل هذه الخبرة ضد فنلندا».
وتابع: «درسنا الدنمارك، يملكون النضج والشخصية... هذا منتخب يمكنه المشاركة والقول إنه يبحث عن اللقب. مبارياتنا ستكون في منطقة قريبة، والمنطق يقول إن معسكرنا يجب أن يكون في سان بطرسبورغ ويجب عدم السفر كثيراً».
وقال رونالد كومان مدرب هولندا: «كنا نعرف أننا سنواجه أوكرانيا. بدأنا بالتحري عنها منذ بعض الوقت. أوكرانيا تصدرت مجموعة ضمت البرتغال (في التصفيات). نعرف مدى صعوبة الفوز على البرتغال وقد نجحوا في ذلك. لحسن الحظ لم نقع معهم. ستكون أوكرانيا الخصم الأصعب. سيكون جميلاً أن نخوض مبارياتنا الثلاث في أمستردام، ونريد الفوز فيها كلها».
أما مدرب ويلز راين غيغز فرأى: «لوجيستياً الأمر جيد للمشجعين ولنا، باكو ثم روما... آمل أن تكون إيطاليا قد فازت في مباراتيها قبل مواجهتنا وتدفع بالاحتياطيين». وتقام النهائيات بين 12 يونيو (حزيران) و12 يوليو (تموز) 2020.


مقالات ذات صلة

«الأجندة السياسية» تفرض حضورها في قرعة أوروبا المؤهلة للمونديال

رياضة عالمية من مراسم قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم 2026 (رويترز)

«الأجندة السياسية» تفرض حضورها في قرعة أوروبا المؤهلة للمونديال

أسفرت قرعة تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2026، التي سحبت في زيورخ بسويسرا، الجمعة، عن مواجهة جديدة بين إنجلترا وصربيا.

«الشرق الأوسط» (زيورخ)
رياضة عالمية الجماهير الصربية تسببت في عقوبات من «يويفا» (رويترز)

«يويفا» يعاقب صربيا بسبب سوء سلوك مشجعيها

قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، الجمعة، معاقبة الاتحاد الصربي للعبة، بسبب تصرفات عنصرية من قبل المشجعين في مباراتين ببطولة دوري أمم أوروبا.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
رياضة عالمية فولر في حديث مع مدرب المنتخب الألماني ناغلسمان (الشرق الأوسط)

ألمانيا تستضيف إيطاليا في دورتموند بدوري الأمم

أعلن الاتحاد الألماني، في بيان، أن مدينة دورتموند سوف تستضيف مباراة منتخب ألمانيا ضد ضيفه الإيطالي، في إياب دور الثمانية لبطولة دوري أمم أوروبا.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
رياضة عالمية جمال موسيالا (أ.ف.ب)

موسيالا أفضل لاعب في المنتخب الألماني لهذا العام

اختير جمال موسيالا، لاعب وسط فريق بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم، اليوم الخميس، أفضلَ لاعب في منتخب ألمانيا للرجال لهذا العام.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (د.ب.أ)

«يويفا»: الأدوار النهائية ستقام في بلد الفائز بين ألمانيا وإيطاليا 

من المقرر أن تقام الأدوار النهائية لبطولة دوري أمم أوروبا لكرة القدم في ألمانيا أو إيطاليا، حسبما أفادت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (برلين)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».