الحكومة المغربية توقع شراكات لمحاربة تشغيل الأطفال

TT

الحكومة المغربية توقع شراكات لمحاربة تشغيل الأطفال

وقعت الحكومة المغربية، أمس، اتفاقيات شراكة مع 19 جمعية مدنية تعنى بمحاربة تشغيل الأطفال وحماية حقوق المرأة في أماكن العمل، وذلك بهدف حماية الأطفال، ومكافحة ظاهرة تشغيلهم واستغلالهم، وتحسين ظروف عمل المرأة وحمايتها.
وقال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، في كلمة بالمناسبة إن «المجتمع المدني يمكنه القيام بمجهودات لانتشال الأطفال من فضاءات العمل، كما يمكنه القيام بحملات تحسيسية، تروم تحسين ظروف عمل المرأة وتقوية قدراتها».
واعتبر العثماني أن جمعيات المجتمع المدني تلعب «دورا رياديا من أجل محاربة كل أشكال تشغيل الأطفال، وكذا حماية حقوق المرأة في فضاءات العمل»، مؤكدا على محورية هذا الدور في مكافحة مثل هذه الظواهر «في العمق، وعلى أرض الواقع، بحكم قرب الجمعيات من مختلف فئات المجتمع».
كما عبر رئيس الحكومة المغربية عن انزعاجه من ظاهرة تشغيل الأطفال، ودعا الجمعيات إلى «التعبئة الكبيرة لمكافحة الظاهرة، وحماية الأطفال من التشغيل ومن الأعمال الخطيرة، وكذا من التشغيل في البيوت»، لافتا إلى أن قانون العمال المنزليين، الذي أولته الحكومة عناية خاصة، سيساهم في الحد من ظاهرة تشغيل الأطفال.
في غضون ذلك، أفاد العثماني بأن عدة مجهودات بذلت منذ حكومات سابقة من أجل حماية حقوق المرأة في أماكن العمل، واستدرك قائلا: «غير أن الوصول إلى المساواة وتحقيقها في مجال العمل، ما زال يعرف نقصا، وما زال تحسين ظروف العمل يطرح عوائق».
وأشار العثماني إلى أن محاور الاتفاقية الموقعة مع وزارة الشغل، والتي شملت ثماني جمعيات تنشط في مجال حماية حقوق المرأة في العمل، تسعى إلى «ترسيخ ثقافة المساواة المهنية داخل المقاولة، وتمكين النساء من التوفيق بين كافة مهامهن ومسؤولياتهن».
من جهته، قال محمد أمكراز، وزير الشغل والإدماج المهني المغربي، إن الإشكاليات المرتبطة بظاهرة التشغيل المبكر للأطفال، والاستغلال الاقتصادي لهم ووضعية المرأة داخل مجال عملها، «تشكل هاجسا يؤرق بال المنتظم الوطني والدولي، وذلك بالنظر لما يترتب عنها من مضاعفات على مستوى النمو الاقتصادي والاجتماعي لهاتين الفئتين».
ودعا أمكراز إلى حشد المزيد من الطاقات لمواجهة كل أشكال التمييز والاستغلال الاقتصادي لهاتين الفئتين، ومواجهة التحديات والإكراهات المطروحة في مجالي تشغيل الأطفال، والنهوض بوضعية المرأة في العمل.
كما شدد المسؤول الحكومي على أهمية «تكثيف الشراكة في هذا الميدان مع المجتمع المدني، وتعبئة الكفاءات ومختلف الوسائل والإمكانيات»، لافتا إلى ضرورة صياغة «رؤى وآليات عمل خاصة فيما يتعلق بتحقيق الأهداف المتمثلة في انتشال الأطفال أقل من 15 سنة من كل أشكال العمل، وذلك في أفق إدماجهم في المنظومة التربوية، وفي مؤسسات التكوين المهني التي تتناسب مع وضعيتهم ومؤهلاتهم».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.