تونس: الجملي يتحدث عن «تقدم» في مشاورات تشكيل الحكومة

TT

تونس: الجملي يتحدث عن «تقدم» في مشاورات تشكيل الحكومة

طمأن الحبيب الجملي رئيس الحكومة التونسية المكلف، الساحة السياسية والأطراف المشاركة في المشاورات التي يجريها لتشكيل الحكومة على حسن سير مخطط المفاوضات بقوله «هناك تقدم جيد في المشاورات لتشكيل الحكومة المقبلة».
وأكد، في تصريح إعلامي أمس في دار الضيافة بقرطاج حيث تدور المفاوضات، تسجيل تفهم كبير من قبل كل الأطراف السياسية والخبراء والمنظمات الوطنية التي تم الالتقاء بها خلال الأسبوع الأول من المشاورات، وكذلك فيما يتعلق برؤيته لإدارة الحكومة في المرحلة المقبلة، مضيفاً أن حكومته «ستكون حكومة متجددة من حيث الشكل والمضمون».
وكان الجملي قد توقع النجاح في تشكيل الحكومة خلال مدة لا تزيد عن الشهر وهي تنتهي منتصف ديسمبر (كانون الأول) المقبل. ورغم لهجة التفاؤل التي طبعت هذه التصريحات، فإن معظم التصريحات التي أعقبت اللقاءات التي جمعته مع الأطراف السياسية والمنظمات الاجتماعية والنقابية، لم تعكس تطوراً على مستوى التفاهمات الممكنة حول طبيعة الحكومة المنتظرة وحول الأحزاب السياسية التي قد تعرف مشاركة فيها.
وتنتظر الساحة السياسية الأسبوع الثاني من هذه المفاوضات، لتبين المواقف السياسية النهائية والأطراف السياسية التي ستشارك في الائتلاف الحاكم بزعامة حركة النهضة الحزب الفائز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. ومن المنتظر أن تكون المواقف المتعلقة بمشاركة حزب «قلب تونس» في الحكومة المقبلة محدداً للمشهد السياسي المقبل. وقال نبيل القروي رئيس حزب «قلب تونس» إنه يطالب بتحييد وزارات السيادة وهو نفس مطلب «حركة النهضة»، كما يطالب بمزيد من الحريات الإعلامية. وفيما يتعلق بالمشاركة في الحكومة المقبلة، فإن الحسم في ذلك سيكون مرتبطاً ببرنامج عمل الحكومة وأولوياتها وطبيعة المشاركين فيها، على حد تعبيره.
وبخصوص إقصاء راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة لحزب القروي من المشاركة في حكومة الحبيب الجملي، قال القروي بأنه يحترم الغنوشي بصفته رئيساً للبرلمان ورجلاً وطنيا، لكنه مطالب بأن يكون رئيس برلمان كل التونسيين خاصة أن حزب «قلب تونس» يمثل القوة البرلمانية الثانية بعد «حركة النهضة» وهي قوة لا يمكن التغافل عنها في المشهد البرلماني المقبل وفي دعمها للحكومة المقبلة.
أما على مستوى نتائج لجنة الخبراء التي كلفها رئيس الحكومة المقبلة بوضع برنامج عمل الحكومة، فإن المواقف ما تزال متضاربة من ذلك حيث لم تنجح خلال الأيام الأولى من المفاوضات في الإفصاح عن مقترحات موحدة لخطة العمل المقترحة.
ويرى مراقبون أن هذه اللجنة التي ضمت ممثلين عن «حركة النهضة»، هما نور الدين العرباوي وخليل العارمي، في انتظار تعيين حزب «قلب تونس» و«حزب التيار الديمقراطي» و«ائتلاف الكرامة» لمن يمثلهم وهي الأحزاب التي قد تكون مشاركة في الحكومة المقبلة، ستحدد أرضية العمل المشترك بين مختلف الأحزاب السياسية والتقريب بينها دعما للحكومة المقبلة.
في غضون ذلك، أعلن نور الدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل (نقابة العمال) عن رفضه المشاركة في حكومة الحبيب الجملي قائلا إن الاتحاد «لن يشارك بشكل مباشر أو غير مباشر في أي حكومة». وكان الطبوبي قد صرح إثر اللقاء الذي جمعه الأسبوع الماضي برئيس الحكومة المكلف أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة تتطلب «العودة إلى الرشد» على حد تعبيره، في إشارة إلى ضبابية المشهد السياسي وصعوبة الاتفاق بين الأطراف المرشحة للمشاركة في الحكومة المقبلة. وفي السياق ذاته، دعا الطبوبي إلى تقديم برامج عمل فعلية قابلة للتنفيذ وتجاوز التجاذبات السياسية وظاهرة «اقتسام الغنائم والمناصب»، على حد قوله.
وكان اتحاد الشغل قد تعرض لانتقادات عدة إثر انغماسه في المشاورات السياسية سواء عند الإطاحة بـ«حكومة الترويكا» التي قادتها «حركة النهضة» سنة 2013 وكذلك خلال الاجتماعات التي سبقت تشكيل حكومة يوسف الشاهد السابقة ودعم الاتحاد لها، ثم الانقلاب عليها والدعوة إلى إسقاطها.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.