تحركات في الكونغرس للتصويت على قرار يدعم حل الدولتين

ديمقراطيون ينتقدون إعلان الإدارة الأميركية بشأن المستوطنات الإسرائيلية

تحركات في الكونغرس للتصويت على قرار يدعم حل الدولتين
TT

تحركات في الكونغرس للتصويت على قرار يدعم حل الدولتين

تحركات في الكونغرس للتصويت على قرار يدعم حل الدولتين

يسعى القادة الديمقراطيون في مجلس النواب الأميركي للتصويت على مشروع قرار يعيد تأكيد الكونغرس على دعم حل الدولتين في فلسطين. وينتظر أن يتم التصويت عليه قبل نهاية العام الجاري وسط توقعات باعتراضات وعراقيل من النواب الجمهوريين. وتأتي هذه التحركات بعد إعلان الإدارة الأميركية تبديل موقفها من المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بحيث لم تعد تعتبر وجودها انتهاكاً للقانون الدولي.
وتخوفت بعض المصادر في الكونغرس من تأثير هذا الإعلان سلباً على حل الدولتين الذي يرتبط بقضية المستوطنات إلى حد كبير. وتوقعت المصادر نفسها أن يتم التصويت على مشروع القرار نهاية العام الحالي في حال حصل على الدعم اللازم من الديمقراطيين والجمهوريين. ودفعت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، باتجاه دعم المشروع قائلة إنه يشكل فرصة أمام الكونغرس لإعادة التأكيد على دعمه حل الدولتين.
وكان النائبان الديمقراطيان، ألان لويثال وجيري كونولي، قد طرحا مشروع القرار في مايو (أيار)، لكن القيادات الديمقراطية لم تعرضه على التصويت في مجلس النواب. غير أنها غيّرت قرارها الآن بسبب إعلان الإدارة الأميركية بشأن المستوطنات.
وينص مشروع القرار، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، على أن يدعم الكونغرس حل الدولتين ويعتبره الحل الوحيد الذي سيحسّن من أمن إسرائيل واستقرارها، كما سيؤدي إلى إعطاء الفلسطينيين حقهم المشروع في إقامة دولة مستقلة لهم. ويشير مشروع القرار إلى أنه رغم أهمية الولايات المتحدة كوسيط بين الطرفين إلا أن الإسرائيليين والفلسطينيين هم من سيتخذون القرارات الصعبة والضرورية لإنهاء الصراع.
هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها الكونغرس تمرير مشروع من هذا النوع، لكن كلما اقترب المشرعون من التصويت عليه يقع خلاف بينهم على لغة صياغة القرار. ولعل التبابين الأبرز يدور حول كيفية الإشارة إلى الضفة الغربية وما إذا كانت تعتبر محتلة من قبل إسرائيل. العائق الآخر الذي يواجه هذا المشروع هو دعم بعض الجمهوريين لإعلان الإدارة الأميركية، إذ رحب السيناتور ليندسي غراهام بالقرار قائلاً إنه «قضى على جهود الرئيس أوباما ووزير الخارجية (الأسبق) جون كيري لاستهداف الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية».
أمّا المرشحون للرئاسة الأميركية عن الحزب الديمقراطي فقد انتقدوا هذه الخطوة، وقال جو بايدن نائب الرئيس الأميركي السابق «هذا القرار يؤذي الدبلوماسية ويبعدنا عن حل الدولتين كما أنه سيشعل التوتر في المنطقة». وأضاف «الأمر لا يتعلق بالأمن والسلام ولا بدعمنا لإسرائيل بل إن هذا الإعلان سوف يؤثر سلباً على مستقبل إسرائيل لخدمة مصالح ترمب السياسية». وتعهدت السيناتور إليزابيث وارن بعكس هذا القرار في حال تم انتخابها، وبإعادة التركيز على حل الدولتين، قائلة في تغريدة على توتير «ما جرى هو محاولة آيديولوجية أخرى من قبل ترمب لتحويل الانتباه عن فشل سياسته في المنطقة». وأضافت «هذه المستوطنات لا تشكل انتهاكاً للقانون الدولي فحسب، بل تؤثر سلباً على مساعي السلام».
أما السيناتور المستقل برني ساندرز فقال «المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة غير قانونية. وهذا واضح من خلال القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. السيد ترمب يعزل الولايات المتحدة مرة أخرى، ويهدد الدبلوماسية عبر الاستماع إلى قاعدته المتشددة»، فيما قال عمدة «ساوث بند»، بوتاجاج «إن قرار الإدارة هو خطوة كبيرة إلى الوراء في جهودنا للتوصل إلى حل الدولتين في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني». واعتبرت النائب تلسي غابار أن هذا الإعلان ضيّع أربعة عقود من السياسة الأميركية.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أعلن مؤخراً أن الولايات المتحدة لم تعد تعتبر بناء المستوطنات الإسرائيلية انتهاكاً للقانون الدولي، قائلاً «بعد دراسة جميع الجوانب القانونية بعناية، توافق هذه الإدارة على أن بناء مستوطنات مدنية إسرائيلية في الضفة الغربية لا يتعارض مع القانون الدولي».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.